كيير: غالبية الأشياء بما فيها كرة القدم أصبحت ثانوية بعدما رأيت إريكسن قريباً من الموت

مدافع الدنمارك وميلان الذي اختارته «الغارديان» لاعب العام يتحدث عن إنقاذ حياة زميله

كيير في هيلسينغور بالدنمارك يحمل جائزة «الغارديان» لأفضل لاعب كرة قدم لعام 2021
كيير في هيلسينغور بالدنمارك يحمل جائزة «الغارديان» لأفضل لاعب كرة قدم لعام 2021
TT

كيير: غالبية الأشياء بما فيها كرة القدم أصبحت ثانوية بعدما رأيت إريكسن قريباً من الموت

كيير في هيلسينغور بالدنمارك يحمل جائزة «الغارديان» لأفضل لاعب كرة قدم لعام 2021
كيير في هيلسينغور بالدنمارك يحمل جائزة «الغارديان» لأفضل لاعب كرة قدم لعام 2021

يتأمل سيمون كيير 12 شهرا مضت كان كل شيء فيها غريبا وغير مألوف. يقول المدافع الدنماركي عنها: «لقد مررنا بكل شيء، سواء كان إيجابيا أم سلبيا. وانتابتنا كل المشاعر، ومر علينا كل شيء». نحن هنا، في غرفة الاجتماعات في فندق المنتخب الوطني في هيلسينغور، شرق الدنمارك، لمنح كيير جائزة أفضل لاعب كرة قدم لعام 2021 من قبل صحيفة «الغارديان». في 12 يونيو (حزيران) فعل كيير شيئا لم يكن أي شخص في ملاعب كرة قدم يتوقع أنه ضروري، فعندما أصيب صديقه المقرب كريستيان إريكسن بسكتة قلبية خلال مباراة الدنمارك أمام فنلندا في يورو 2020 ركض كيير لمساعدته على الفور، ووضعه في وضع التعافي وبدء إجراء خطوات الإنعاش القلبي الرئوي الذي ساعد في النهاية في إنقاذ حياته.
ومع تطور الوضع، قام كيير بتشكيل حلقة حماية حول إريكسن مع زملائه في الفريق، وطمأن شريكة إريكسن، سابرينا كفيست جينسن، التي كانت تجلس في المدرجات. كيير هو قائد منتخب الدنمارك وقاده بقوة غير عادية ورباطة جأش استثنائية خلال محنة لا يمكن تصورها. ونتيجة لذلك، حظى كيير بتقدير كبير للغاية، حيث تم اختياره في قائمة المرشحين لجائزة أفضل لاعب في العالم، واحتل المركز الثامن عشر في قائمة اللاعبين المرشحين للحصول على الكرة الذهبية، بينما منحه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم جائزة له وللطاقم الطبي لمنتخب الدنمارك. وقبل كيير تكريمنا بنفس الطلب الذي طلبه عندما حصل على الجوائز الأخرى، وهو أن يكون هذا تكريما جماعيا لتسليط الضوء على المجهود الكبير الذي قام به جميع لاعبي وعناصر الفريق.
يقول كيير: «إنني أقدر كل الكلمات الإيجابية والامتنان، وهذا شرف كبير لي، لكن كما قلت دائماً، فإن رد فعلي كان تلقائيا، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على رد فعل الجميع. إن ما فعلناه قمنا به كفريق. ولم يكن بإمكاني الحفاظ على تماسكي لو لم يكن الجميع من حولي أتكئ عليهم». ويضيف: «لقد كان صديقنا. إنه ليس مجرد زميل، ولكنه صديق. لقد جعل ذلك الأمر أكثر صعوبة، وما فعلناه كان غريزياً وتلقائياً. لا أعتقد أنه يمكنك تحضير نفسك لأي شيء من هذا القبيل. أنا أعلم تماما أنني لم أكن لأتمكن من القيام بأي شيء من هذا دون أن يكون الفريق بجانبي. وفي نهاية المطاف، كان كل شيء يهدف إلى غرض واحد فقط وهو حياة كريستيان ورفاهيته وعائلته».
لقد أصبح إريكسن الآن يتمتع بصحة جيدة، وهذا كل ما يهم بالطبع. وعندما استؤنفت مباراة فنلندا بسرعة كبيرة، أدرك كيير أنه «ليس لديه شيء يعطيه»، على حد تعبيره، لذلك سرعان ما تم استبداله. لقد خسرت الدنمارك تلك المباراة، لكن ما حدث بعد ذلك يجعل الأمر أكثر إثارة للدهشة. في الحقيقة، لم يكن أحد سينتقد كيير ولاعبي فريقه لو قرروا أن البطولة لم تعد مناسبة لهم، وبالتأكيد لم يلوموا أنفسهم. لقد تعاملوا مع الأمور يوماً بيوم ووجدوا أنفسهم مدعومين بشيء لا يمكن وصفه بسهولة حتى الآن. لقد كان لاعبو المنتخب الدنماركي يعلمون أنهم فريق جيد، لكنهم لم يكونوا يتخيلون أبدا أن يصلوا للدور نصف النهائي للبطولة.
يقول كيير عن محاولاتهم استعادة ما يشبه الحياة الطبيعية: «لقد جربنا كل شيء. وسمحنا لأنفسنا بأن نتدرب لمدة ساعة، ثم لمدة ساعة ونصف في اليوم، ثم تمكنا من اجتياز كل الصعوبات والتحديات التي واجهناها». وكانت العقبة الأولى هي مباراة بلجيكا على نفس الملعب في باركين، وهو الملعب الوطني الدنماركي في كوبنهاغن، والذي كان قد شهد صدمة سقوط إريكسن مغشيا عليه قبل خمسة أيام. خسرت الدنمارك بهدفين مقابل هدف وحيد، لكن ذلك لم يكن يهم كثيرا. ولن ينسى أي شخص كان حاضراً في تلك الظهيرة المشمسة ما حدث، والذي أصبح تأكيداً عميقاً لمعنى الحياة. ووسط أجواء مليئة بالبهجة والراحة والندم والامتنان والفخر، سيطرت الدنمارك على مجريات اللقاء تماما وكان بإمكانها أن تسجل خمسة أو ستة أهداف، بينما كان إريكسن يشاهد المباراة من على بُعد بضع مئات من الأمتار. وبعيدا عن النتيجة، تعامل لاعبو الدنمارك مع هذه المباراة على أنها مباراة حياتهم.
يقول كيير عن ذلك: «استمتعنا بالمباراة، ولم تكن النتيجة مهمة حقا، ويمكنني أن أؤكد على ذلك بنسبة 100 في المائة. لم تكن النتيجة مهمة على الإطلاق في أي وقت من الأوقات». ويضيف «الجماهير، والملعب، وهذا الدعم الكبير، وهذه المشاعر بالداخل؛ أعتقد أن كل ذلك يصف ما حدث للدنمارك في ذلك الصيف، وللأشخاص الذين كانوا هناك، ولأولئك الذين كان يشاهدون المباريات عبر شاشات التلفزيون. كيف تمكنا من تقديم هذا الأداء؟ في الحقيقة، لا أجد تفسيرا لذلك، وكل ما يمكنني قوله هو أن هذا يعود إلى الفريق وإلى الدعم الكبير الذي تلقيناه وإلى الثقة الكبيرة فينا، والراحة التي نشعر بها تجاه بعضنا بعضا. إن العلاقة القوية بيننا كانت هي الشيء الوحيد الذي أعطانا فرصة للعودة على أرض الملعب».
لقد كانت مشاركتهم في البطولة متعلقة بخيط رفيع، لكنهم الآن يعرفون أنهم قادرون على الأداء. فازت الدنمارك على كل من روسيا وويلز وجمهورية التشيك وصعدت إلى الدور نصف النهائي في ويمبلي. فهل قرر القدر ببساطة أن يقطع المنتخب الدنماركي كل هذا الطريق؟ ليس تماماً، حيث سجل كيير هدفا عكسيا في مرمى فريقه، كما شهد الوقت الإضافي احتساب ركلة جزاء مثيرة للجدل أدت إلى فوز المنتخب الإنجليزي ووصوله إلى المباراة النهائية، لكن الدنمارك قدمت مستويات مثيرة للإعجاب.
يقول كيير: «حتى لو لم نتجاوز دور المجموعات، لكنت راضيا تماماً على ذلك. من المؤكد أنه بعد انتهاء البطولة نظرت إلى ما حدث وكنت أتمنى وصولنا إلى مراحل أبعد من ذلك. وما زلت غاضباً بشأن ركلة الجزاء التي احتسبت علينا والتي منعتنا من الوصول إلى المباراة النهائية. لكن في نهاية المطاف كان الأمر ثانوياً، فقد أصبحت كرة القدم شيئا ثانويا بالنسبة لي، ولم تعد بنفس الأهمية التي كانت عليها من قبل».
ومع ذلك، يصف كيير ملعب كرة القدم بأنه «أكثر مكان أشعر فيه بالراحة على وجه الأرض»، لكن من المؤكد أنه لم يعد نفس المكان بعدما كان إريكسن قريبا من الموت عليه. وبالتالي، ساعده ذلك على تقسيم وقته بين كرة القدم وبين حياته العائلية، بحيث يبذل قصارى جهده داخل الملعب والتدريبات، لكن في نفس الوقت فإن الوقت الذي يقضيه كل صباح ومساء مع طفليه هو وقت مقدس ولا يمكن المساس به.
يقول المدافع الدنماركي: «عندما تمر بمثل هذه التجربة، فإنك لن تنساها أبدا طوال حياتك. لكنك تتعلم منها وتستخلص العبر والدروس، وربما يتيح لي ذلك أيضاً لعب كرة قدم بشكل أفضل من ذي قبل. أنا ألعب كرة القدم وأنا أستمتع بها، وهذا يجعلني أكثر هدوءا واسترخاءً. أنا أركز بشكل كامل على كرة القدم وأبذل قصارى جهدي، لكنني في نفس الوقت ألعب بهدوء وأريحية. أحب لعب كرة القدم، ودائما ما كنت أحب هذه اللعبة، لكنني لن أبقى في الملاعب لمدة 10 سنوات أخرى، لذلك يجب أن أقدر الوقت المتبقي من مسيرتي».
من الواضح أن هذه الكلمات كانت تحمل معنى إضافيا. وبعد انتهاء المقابلة، عرض كيير بلطف إمكانية إجراء محادثة قصيرة أخرى في حال كانت أي من تصريحاته تحتاج إلى توضيح، لكن لم يكن ذلك ضروريا في حقيقة الأمر. وبعد ثلاثة أسابيع، وفي الدقائق الأولى من مباراة ميلان أمام جنوا في الأول من ديسمبر (كانون الأول)، اصطدم كيير بأندريا كامبياسو ونُقل على محفة بعد علاج طويل. كان الأمر يبدو سيئاً، وبعد يومين تأكدت الأنباء، حيث خضع المدافع الدنماركي لعملية جراحية في الرباط الصليبي الأمامي في ركبته اليسرى، إلى جانب إعادة ربط الرباط الداخلي، وهو ما يعني أنه سيغيب عن الملاعب لمدة ستة أشهر.
وجاءت هذه الإصابة القوية في وقت لم يكن فيه كيير بحاجة إلى ذلك، حيث كان يقدم أفضل مستويات له على الإطلاق على مستوى الأندية، وكان يعطي قوة كبيرة لخط دفاع ميلان تحت قيادة المدير الفني ستيفانو بيولي. ورغم وصوله إلى الثانية والثلاثين من عمره، فإنه لم يظهر أي علامة على تراجع المستوى، بل على العكس تماماً كان مستواه يتطور ويتحسن بمرور الوقت. لقد اتصلت به مرة أخرى في الأسبوع التالي، وكان موقفه ثابتا ولم يتغير، حيث قال: «عندما ننظر إلى الصورة الأكبر، فهذه مجرد ساقي، وهذه مجرد كرة قدم، رغم أن كلاهما مهم للغاية للاعب كرة القدم. أنا بخير وعائلتي بخير وسأعود إلى ملاعب كرة القدم مرة أخرى».
وأضاف «أفضل أن أنظر إلى هذا على أنه فرصة إيجابية ونادرة. غالباً ما كنت أفكر في كيفية قضاء شهرين أو ثلاثة أشهر بعيداً عن المباريات، وكيفية استغلال ذلك في أن أكون مبدعاً في تطوير مستواي وتقوية جسدي. عادة ما يكون من المستحيل حدوث ذلك في كرة القدم. كنت أفضل ألا أتعرض للإصابة بالطبع، لكن علي أن أتقبل ذلك، وأعمل على تجاوز الأمر والخروج من هذه المحنة أقوى مما كنت عليه».
وهناك العديد من الحوافز والدوافع التي تجعل كيير يرغب في العودة بكل قوة، ففريقه ميلان ينافس على لقب الدوري الإيطالي الممتاز، ومنتخب بلاده الدنمارك سوف يشارك في نهائيات كأس العالم القادمة بقطر، وهو قائد المنتخب الدنماركي منذ عام 2016، وبالعودة إلى مدينة هيلسينجور، يتعمق كيير في العقلية التي أوصلته إلى هذا المستوى. لقد انضم إلى فريق الشباب بنادي ميتلاند، حيث كان والده، يورن، يعمل في إعداد أدوات التدريب، حتى تقاعد في فبراير (شباط) الماضي. وتعرض كيير لصدمة ثقافية بعد الانضمام إلى باليرمو وهو في التاسعة عشرة من عمره. وبعد ذلك، خاض تجارب أخرى في كل من فولفسبورغ وروما وليل وفنربخشة وإشبيلية وأتالانتا. لقد كانت مسيرته الكروية جيدة، لكنها أصبحت رائعة بعد أن انتقل إلى ميلان العام الماضي.
في الواقع، يتحدث كيير بهدوء ويعني تماما كل كلمة يقولها، وإجاباته مطولة لكنها واضحة. ومن السهل أن ترى كيف يقود زملاءه من اللاعبين من حوله. يبلغ عدد سكان الدنمارك 5.8 مليون نسمة فقط، لكنها تنتج عددا كبيرا من اللاعبين الرائعين الذين يظهرون قدرات وإمكانيات كبيرة، بالإضافة إلى اللعب في أصعب الظروف. قد يكون من التبسيط توضيح ذلك من خلال الإشارة إلى ما فعله المنتخب الدنماركي في يورو 2020 من خلال التغلب على محنة سقوط إريكسن بهذا الشكل الرائع والوصول إلى الدور نصف النهائي للبطولة، لكن السؤال الذي يبدو جديراً بالاهتمام هو: ما هي أسباب نجاح لاعبي كرة القدم الدنماركيين؟
يقول كيير: «بشكل عام، نحن شعب محترم للغاية ومتعلم. وإذا اخترت 100 لاعب دنماركي من جميع أنحاء العالم، فربما لن تجد سوى لاعب واحد فقط مجنونا بعض الشيء، لكنني أعتقد أنك ستجد أوجه تشابه كبيرة للغاية بيننا جميعاً. لقد نشأنا وتربينا على أن نعيش بشكل مستقل تماما، وتعلمنا كيف نعتني بأنفسنا، وكيف نكون مهذبين، وكيف نتعامل مع الآخرين، وكيف نتحلى بالثقة، فالثقة شيء جيد للغاية، لكن لا يجب أن تتمادى في الثقة حتى لا تتحول إلى غرور. أنت تحصل على التقدير والاحترام بسبب العمل الذي تقوم به، ولا تأخذ أي شيء كأمر مسلم به. نحن واضحون للغاية، وصادقون جداً، وأعتقد أن هذا مهم جداً».
إن هذه الصفات الرائعة هي التي تساعد على تكوين رابطة قوية بين اللاعبين الدنماركيين على أرض الملعب. لقد ضمنت الدنمارك الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2022 بقطر خلال الفترة التي أجريت فيها هذه المقابلة مع كيير، وواصل المنتخب الدنماركي تألقه وفاز على جزر فارو بعد يومين، ليكون هذا هو الفوز التاسع على التوالي. وحتى دون إريكسن – النجم الأول للمنتخب الدنماركي – يمكن للدنمارك أن تصل إلى الدور ربع النهائي للمونديال على الأقل.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2020، خاض كيير وإريكسن مباراتهما رقم 100 مع منتخب بلادهما، وكان ذلك في دوري الأمم الأوروبية على ملعب ويمبلي.
ولم يصل إلى هذا العدد من المباريات الدولية مع منتخب الدنمارك سوى ثمانية لاعبين آخرين فقط، وهو ما يعد بمثابة لمحة صغيرة عن الرحلة الطويلة التي قطعها إريكسن وكيير معا. وانتهى بهما المطاف في ميلان، حيث يلعب كيير لميلان بينما كان إريكسن يلعب مع إنتر ميلان، وهو الأمر الذي كان يجعلهما يشعران بالسعادة. لكن إريكسن رحل عن إنتر ميلان بعد سقوطه الشهير ويتدرب حاليا مع نادي أودنسه الدنماركي، الذي لعب له وهو في سن المراهقة، لمعرفة ما إذا كان يمكنه العودة إلى ممارسة كرة القدم على المستوى الاحترافي أم لا.
يقول كيير: «أتحدث كثيراً مع كريستيان، فهذا هو علاجي، لأنني لو علمت أن كريستيان على ما يرام فإنني أكون على ما يرام، وإذا كان في حالة جيدة فإنني أكون في حالة جيدة أيضا». واختتم كيير حديثه قائلا: «بالطبع لدي أشياء أعاني معها، وسأعاني منها دائما. لكن بمرور الوقت، وإذا استطعت أن أرى كريستيان وعائلته في حالة جيدة، فسأكون أنا أيضا بحالة جيدة. هذا هو الأمر الذي يجعلني أشعر بالسعادة والهدوء، وهذا يكفي بالنسبة لي».



لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة كأس العالم 2026| السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل (تغطية حية)

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة كأس العالم 2026| السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل (تغطية حية)

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.