إلغاء أو انسحاب؟
■ بعد أسبوع واحد من إعلان مهرجان صندانس أنه سيُقام في موعده في هذا الشهر (من 20 إلى 30 يناير/كانون الثاني) على نحو فعلي بحيث يؤمّه الجمهور كالمعتاد إنما مع مراعاة ارتداء الكمّامات والحفاظ على مسافة آمنة، أعلن المهرجان الأميركي إلغاء برمجته الفعلية وتحويلها إلى مشاهدة على وسائط الإنترنت.
القرار يعود بسبب صعود وباء كورونا وما أضيف إليه من متحوّرات لم تكن في الحسبان حتى شهر واحد من قبل. «الحق على أوميكرون تحديداً» يقول أحد منظمي هذا المهرجان الدولي الذي يدفع باتجاه تشجيع الأفلام المستقلة والذي أسسه الممثل والمخرج روبرت ردفورد قبل اعتزاله منذ عامين. وأضاف المتحدث «لقد أمضينا الوقت في تدارس الوضع من كل نواحيه، ورأينا أن هناك مخاطرة كبيرة في إقامة هذا المهرجان حسب أصوله مهما بلغت درجة حرصنا على منع أسباب انتشار الوباء. لذلك؛ وبأسف شديد قررنا الاستعاضة عن الحضور البدني بتحويل المناسبة إلى افتراضية».
مثل سواه، لا يحتوي المهرجان على عرض الأفلام في صالاته المتعاقدة معه فقط، بل تُقام فيه ورش عمل وندوات؛ ما يجعل إمكانية تحقيق كل ذلك من دون خطر انتشار العدوى أمراً شبه مستحيل.
المخرج الذي احترم نفسه
■ إعلان المخرج المصري داود عبد السيد اعتزاله العمل السينمائي هو إعلان عن فشل السينما المصرية (والعربية عموماً) في أمرين متوازيين: حماية ثرواتها ومواهبها الفنية والسعي للتواصل مع المخرجين ذوي الرؤية والرؤيا معاً لاستثمار طاقاتهم.
عدا عبد السيد، مخرج «موطن ومخبر وحرامي» و«الكيت كات» و«أرض الخوف»، هناك آخرون لم يعملوا في المهنة الشاقة التي خاضوها للسبب نفسه: التباعد الحاصل بين الجمهور السائد والثقافة الفنية والفكرية التي يحملها الفيلم المختلف عن السائد. هذا لا يترك للمستثمر والمموّل حائراً في توجهاته فهو سيقبل على ما سيرضي الجمهور وليذهب المحتجون إلى الجحيم.
آخر ما حققه عبد السيد كان «قدرات غير عادية» سنة 2015 وهو عنوان يشي بالحال الماثل... نعم، هو وأمثاله يحتاجون إلى قدرات غير عادية للاستمرار.
أوبنهايمر حسب نولان
■ هذا ما نعرفه عن فيلم كريستوفر نولان الجديد «أوبنهايمر».
هو مأخوذ عن كتاب سيرة وضعه قبل 14 سنة كل من كال بيرد ومارتن شروين وفاز بجائزة بولتزر حينها. الكتاب الذي بلغ عدد صفحاته 721 صفحة تطلب 25 سنة من البحث والاستقصاء قبل أن يصدر تحت عنوان «برمثيوس أميركي: نصر وتراجيديا ج. روبرت أوبنهايمر» (American Prometheus: The Truimph and the Tragedy of J. Robert Oppenheimer). وأوبنهايمر هو أحد مخترعي القنبلة النووية، وبعض المراجع تقول إنه مخترعها الأوحد.
هذا هو الفيلم الثاني عشر للمخرج كريستوفر نولان الذي وقف وراء أفلام أثارت الإعجاب أو النقاش على الأقل آخرها «مبدأي» (2020) و«دنكيرك» (2017). وهو اختار سيليان مورفي لدور أوبنهايمر ويفكر حالياً بإميلي بلْنت لدور زوجته كاثرين. آخرون تم انتخابهم أو هم تحت الاعتبار فلوس بوف (في دور عالمة ماركسية) وبَني صفدي (في دور إدوارد تلر الذي وُصف بأنه أب القنبلة الهيدروجينية).
الأشهر من بين هذه المجموعة مات دايمون وروبرت داوني جونيور، وموعد العرض حدد في الحادي والعشرين من يوليو (تموز) من العام المقبل.