هولندا توقف تمويل منظمة فلسطينية لارتباطها بـ{الجبهة الشعبية»

فلسطينيون يبيعون خضراوات في نابلس بالضفة بعد وقف إسرائيل استيراد منتجاتهم الزراعية (إ.ب.أ)
فلسطينيون يبيعون خضراوات في نابلس بالضفة بعد وقف إسرائيل استيراد منتجاتهم الزراعية (إ.ب.أ)
TT

هولندا توقف تمويل منظمة فلسطينية لارتباطها بـ{الجبهة الشعبية»

فلسطينيون يبيعون خضراوات في نابلس بالضفة بعد وقف إسرائيل استيراد منتجاتهم الزراعية (إ.ب.أ)
فلسطينيون يبيعون خضراوات في نابلس بالضفة بعد وقف إسرائيل استيراد منتجاتهم الزراعية (إ.ب.أ)

أعلنت هولندا أنّها ستتوقف عن تمويل منظمة «اتّحاد لجان العمل الزراعية» غير الحكومية الفلسطينية، بسبب «صلات فردية» تربط بينها وبين «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، التي تعدها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
و«اتّحاد لجان العمل الزراعية»، هي إحدى ستّ منظّمات غير حكومية فلسطينية، أدرجتها إسرائيل نهاية أكتوبر (تشرين الأول) على قائمتها للمنظمات الإرهابية بسبب صلاتها المفترضة بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وأعربت المنظمة غير الحكومية، عن «صدمتها» و«حزنها» لقرار الحكومة الهولندية، في حين سارعت إسرائيل إلى الترحيب به. وقالت الحكومة الهولندية في رسالة إلى البرلمان، إنّ «الصلات الفردية بين اتّحاد لجان العمل الزراعية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعدم الانفتاح في هذا المجال من جانب اتّحاد لجان العمل الزراعية (...) هي سبب كافٍ لعدم تمويل أنشطة اتّحاد لجان العمل الزراعية».
وأوضحت الحكومة، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، أنّ التحقيق الخارجي الذي استند إليه قرارها هذا، لم يثبت وجود «صلات تنظيمية بين اتّحاد لجان العمل الزراعية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، ولا أثبت وجود «تدفّقات مالية بين اتّحاد لجان العمل الزراعية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين».
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أوقفت في سبتمبر (أيلول) 2019، رجلين، للاشتباه بضلوعهما في تفجير وقع بالضفة الغربية وأسفر عن مقتل فتاة إسرائيلية تبلغ من العمر 17 عاماً، في هجوم نُسب إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. والمشتبه بهما اللذان ما زالا قيد التحقيق، كانا يعملان في اتّحاد لجان العمل الزراعية. وبعد توقيفهما، صرف اتّحاد لجان العمل الزراعية هذين الموظفين، وأبلغت السلطات الهولندية، بسبب توقيفهما في إسرائيل، مؤكّدة أنّ أيّاً منهما لم يشارك في أنشطة تمولّها هولندا.
لكنّ الحكومة الهولندية علّقت في 2020 تمويل هذه المنظمة، بعدما تبيّن لها أنّ المشتبه بهما كانا يتلقّيان جزءاً من رواتبهما على شكل مصاريف عامة، كما فتحت تحقيقاً خارجياً لتبيان ما إذا كانت هناك صلات تنظيمية بين اتّحاد لجان العمل الزراعية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وأظهر التحقيق، بحسب الحكومة الهولندية، أنّ هناك «على المستوى الفردي»، صلات، بين موظفين وأعضاء في مجلس إدارة اتّحاد لجان العمل الزراعية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وأعربت الحكومة الهولندية عن «قلقها بشكل خاص»، للعدد الكبير (12) لأعضاء مجلس إدارة اتّحاد لجان العمل الزراعية المرتبطين بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وسارعت منظمة «اتّحاد لجان العمل الزراعية» إلى التعبير عن صدمتها وحزنها لقرار الحكومة الهولندية، مؤكّدة أنّه «منذ البداية، كان هذا التحقيق مدفوعاً باعتبارات سياسية». و«اتّحاد لجان العمل الزراعية» منظمة غير حكومية، تساعد صغار المزارعين الفلسطينيين وتتلقّى منذ 2007 تمويلاً من هولندا. بالمقابل، رحّبت بقرار هولندا الحكومة الإسرائيلية. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان، إنّ «إسرائيل ستواصل حوارها مع هولندا ودول أخرى فيما يتعلّق بهذه المنظمات».
وأكّدت الوزارة أنّ «دعم هذه المنظمات يشكّل انتهاكاً للقانون الإسرائيلي».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.