تجدد الاشتباكات في طرابلس بين مجموعات تتبع حكومة «الوحدة»

«الجيش الوطني» الليبي يتهم الدبيبة بمنع صرف رواتب قواته

عبد الحميد الدبيبة في جولة تفقدية للعاصمة طرابلس أمس بعد حدوث الاشتباكات (الحكومة)
عبد الحميد الدبيبة في جولة تفقدية للعاصمة طرابلس أمس بعد حدوث الاشتباكات (الحكومة)
TT

تجدد الاشتباكات في طرابلس بين مجموعات تتبع حكومة «الوحدة»

عبد الحميد الدبيبة في جولة تفقدية للعاصمة طرابلس أمس بعد حدوث الاشتباكات (الحكومة)
عبد الحميد الدبيبة في جولة تفقدية للعاصمة طرابلس أمس بعد حدوث الاشتباكات (الحكومة)

تزامناً مع اتهام «الجيش الوطني» الليبي، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» عبد الحميد الدبيبة، بمنع صرف رواتب قواته منذ أربعة أشهر، اندلعت اشتباكات مسلحة مفاجئة مجدداً في العاصمة الليبية طرابلس في ساعة مبكرة من صباح أمس.
وأظهرت لقطات مصوَّرة دويَّ إطلاق نار كثيف في مشروع الهضبة جنوب طرابلس، وقال شهود عيان إن اشتباكات اندلعت قرب المشروع بالأسلحة المتوسطة بين مجموعات تابعة للسلطة الانتقالية، التي لم يصدر عنها أي تعليق رسمي. لكن الدبيبة قام، في محاولة لتأكيد سيطرته على الأوضاع في المدينة، بجولة تفقدية في مدينة طرابلس فجر أمس.
وقالت وسائل إعلام محلية إن الاشتباكات دارت بين عناصر «جهاز دعم الاستقرار»، التابع للمجلس الرئاسي بقيادة عبد الغني الككلي، وعناصر من ميليشيات «الكتيبة301» بإمرة عبد السلام الزوبي، وذلك على خلفية استياء الطرفين من الميزانية التي خصصتها الحكومة للميليشيات المسلحة التابعة لها.
ولم يعلّق الدبيبة مباشرةً على هذه التطورات خلال زيارته لمقر كلية الشرطة بمدينة العزيزية، مكتفياً بتفقد سير التدريب، وتابع رفقة وزير الداخلية خالد مازن، النشاط الصباحي للطلبة، وتفقد أماكن الإقامة والطعام والقاعات الدراسية للطلبة الجدد.
واندلعت هذه الاشتباكات بعد ساعات فقط من تجديد وزارة الخارجية البريطانية تحذيرها المستمر منذ عام 2014 لرعاياها بعدم السفر إلى ليبيا، حيث عدّت «الأوضاع الأمنية المحلية هشّة، ويمكن أن تتدهور بسرعة إلى قتال واشتباكات عنيفة دون سابق إنذار». لافتةً إلى أن «الاشتباكات العسكرية والقتال بين الميليشيات يشكّل مخاطر كبيرة على السفر الجوي في ليبيا، وقد تسبب بشكل دوري في الإيقاف المؤقت أو الإغلاق المؤقت للمطارات»، مؤكدةً أن «جميع المطارات عُرضة للهجوم».
وقالت الخارجية البريطانية إن «هناك خطراً متزايداً بحدوث اشتباكات محلية بين الميليشيات في جميع أنحاء ليبيا، وسط توترات بشأن الانتخابات الرئاسية المؤجلة منذ الشهر الماضي»، ورجحت «أن يحاول الإرهابيون تنفيذ هجمات في ليبيا».
في المقابل، اتهم «الجيش الوطني»، المتمركز في شرق البلاد، الدبيبة بمنع صرف مرتبات قواته المسلحة، التي قال إنها أمّنت «قوت الليبيين»، وأعادت ضخه عبر المؤسسة الوطنية للنفط، ما رفع الدخل هذا العام إلى أكثر من 100 مليار دينار.
وقال اللواء خالد المحجوب، مسؤول التوجيه المعنوي بالجيش، إنه «رغم تدخل ومخاطبة مجلس النواب واللجنة العسكرية المشتركة (5+5) فإن الدبيبة، وللشهر الرابع على التوالي، يتلكأ ويتحجج بعدم وجود رصيد كافٍ».
وأضاف المحجوب في بيان أمس، أن «الحكومة صرفت في عدة أشهر ما يزيد على 90 مليار دينار، وأصبحت ليبيا تحكمها عائلة تتمتع بمزايا لم يعرفها التاريخ... وعوض أن توجه هذه الحكومة عملها لأداء واجباتها في تحقيق إرادة الليبيين للانتخابات والمصالحة الوطنية، وتوحيد المؤسسات إذ برئيسها يوقف مرتبات قرابة نصف مليون مواطن ليبي، أولياء أمورهم أو أبناؤهم انخرطوا في الجيش الليبي لحماية وطنهم، وتأمين مصدر رزق أبنائه».
من جهة أخرى، أكدت ستيفاتي ويليامز، مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، دعمها الكامل للجنة خريطة الطريق التابعة لمجلس النواب، نحو إعداد خريطة طريق ترتكز على المسار الدستوري لإنهاء المراحل الانتقالية.
وأوضحت «اللجنة» التي التقت ويليامز في طرابلس، رفقة رئيس البعثة الأممية رايزدون زينينغا، أن الاجتماع استعرض طبيعة عمل اللجنة ومهامها، مشيرةً إلى أنها أُحيطت علماً بلقاءات الطرفين مع الأطراف الداخلية والدولية المختلفة.
وكانت المستشارة الأممية قد شددت لدى اجتماعها، مساء أول من أمس، مع عدد من ممثلي «تنسيقية الأحزاب والتكتلات»، على الحاجة إلى بذل جهود حازمة للمضيّ قدماً في تحقيق المصالحة الوطنية، والعدالة الانتقالية، وتأكيد أن الأمم المتحدة ستقف إلى جانب الشعب الليبي في مطالبته بعملية انتخابية لإنهاء الفترة الانتقالية الطويلة.
في غضون ذلك، أعلنت لجنة الشؤون القانونية، التابعة للمجلس الأعلى للدولة، عقب اجتماعها مساء أول من أمس في العاصمة طرابلس، مع لجنة التواصل بالهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، الوصول إلى رؤية مشتركة حول مستجدات العملية السياسية، وحالة الانسداد التي وصلت إليها البلاد، مبنيةً على ضرورة تفعيل العملية الدستورية لإنجاح الانتخابات القادمة.
وأكد مجلس الدولة عقب اجتماع داخلي، أمس، الإسراع في اتخاذ الخطوات العملية لإنجاز العملية الدستورية والانتخابية، من خلال الاستفتاء على الدستور، وإصدار قوانين توافقية، وإنهاء المراحل الانتقالية.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.