الجيش الجزائري يتهم جهات بـ«السعي لتقسيم دول المنطقة»

الرئيس عبد المجيد تبون (رويترز)
الرئيس عبد المجيد تبون (رويترز)
TT

الجيش الجزائري يتهم جهات بـ«السعي لتقسيم دول المنطقة»

الرئيس عبد المجيد تبون (رويترز)
الرئيس عبد المجيد تبون (رويترز)

أكد رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق السعيد شنقريحة، أمس، أن «هناك جهات تسعى إلى تقسيم دول المنطقة، تحت غطاء منظمات غير حكومية وشركات متعددة الجنسيات»، بحسب ما أوردته وكالة الصحافة الألمانية أمس.
وأشار الفريق شنقريحة، خلال أشغال الدورة الـ15 للمجلس التوجيهي للمدرسة العليا الحربية بالجزائر، أمس، إلى حرص القيادة العليا للجيش، والرئيس عبد المجيد تبون على منح الرعاية الكاملة للمنظومة التكوينية على وجه العموم، والمدرسة العليا الحربية على وجه الخصوص، وذلك في ظل السياقات الدولية والإقليمية الخاصة، التي تشهدها المنطقة مؤخراً، و«محاولات أعداء الشعوب خلق بؤر توتر في منطقتنا الإقليمية».
وأضاف الفريق شنقريحة أن «محاولات أعداء الشعوب تهدف إلى تقسيم دول المنطقة، ونهب واستغلال ثرواتها الطبيعية بصورة مباشرة، أو تحت غطاء منظمات غير حكومية، وشركات متعددة الجنسيات، تستخدم الابتزاز والضغط على الدول للتدخل في شؤونها الداخلية». وقال بهذا الخصوص: «عليكم رفع التحدي من أجل كسب رهان عالم اليوم، المتمثل في الحفاظ على سيادة بلادنا، وصون أمنها واستقرارها»، مؤكداً أن المدرسة العليا الحربية «تحمل على عاتقها مهمة شديدة الحيوية، تتمثل في تنمية قدرات كبار الضباط، وتطوير قدرات إدراكهم للمعطيات الاستراتيجية والاقتصادية، ذات الصلة بالدفاع والأمن الوطني».
كما تطرق الفريق السعيد شنقريحة في كلمته إلى التحولات العميقة في خصائص الحروب الحديثة، التي أصبحت تخاض بالوكالة، أو باستعمال المؤسسات العسكرية الخاصة، والتنظيمات الإرهابية والتخريبية، والجريمة المنظمة وسلاح المخدرات. علاوة على «اللجوء إلى أساليب التأثير على الرأي العام، من خلال الدعاية الهدامة، واستهداف معنويات الشعوب لخلق الانشقاق والفرقة، وتأجيج النعرات بين مكوناتها الإثــنــية والدينية والقبلية، وكل أشكال العمليات العسكرية الهجينة، في التحطيم والإطاحة بالدول وأنظمتها».
في سياق ذلك، أسدى الفريق شنقريحة تعليمات للقائمين على هذه المدرسة من أجل بذل المزيد من الجهود «بغرض التكيف مع كل التحولات، ورفع جميع التحديات، وكسب رهان عالم اليوم، المتمثل في الحفاظ على سيادة بلادنا وصون أمنها واستقرارها»، وقال بهذا الخصوص: «يتعين عليكم أنتم القائمين على هذه المدرسة العليا أن تبذلوا المزيد من الجهود من أجل تكييف البرامج التعليمية الملقنة، مع المستجدات السالفة الذكر، ومع التقدم التكنولوجي الكبير الحاصل في مختلف الأسلحة ومنظوماتها، التي أحدثت ثورة حقيقية في الأساليب القتالية، وتكتيكات المعركة الحديثة، حيث تمكنت هذه المنظومات الجديدة من تغيير مجرى حروب بأكملها، وهي تحديات يجب عليكم رفعها من أجل كسب رهان عالم اليوم، المتمثل في الحفاظ على سيادة بلادنا وصون أمنها واستقرارها».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».