رئيس ألمانيا يدعو ملك المغرب إلى «شراكة جديدة»

العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)
TT

رئيس ألمانيا يدعو ملك المغرب إلى «شراكة جديدة»

العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)

دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير العاهل المغربي، الملك محمد السادس، إلى زيارة بلاده بغية «إرساء شراكة جديدة» بين الرباط وبرلين، وفق ما أعلن الديوان الملكي المغربي، في بيان صدر مساء أول من أمس، بعد توتر علاقات البلدين منذ نهاية العام الماضي.
وقال البيان إن الرئيس الألماني أشاد في رسالة تهنئة، وجهها إلى الملك محمد السادس بمناسبة العام الجديد بانخراط المغرب «الفعال من أجل مسلسل السلام في ليبيا».
وأوضح شتاينماير أن ألمانيا «تعتبر مخطط الحكم الذاتي في الصحراء بمثابة جهود جادة وذات مصداقية من قبل المغرب، وأساسا جيدا للتوصل إلى اتفاق حول قضية الصحراء».
وكان انتقاد برلين لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء أواخر عام 2020، سبباً رئيسياً في إعلان الرباط تعليق كل أشكال التواصل مع السفارة الألمانية في الرباط في مارس (آذار) الماضي.
لكن العلاقات بين البلدين انفرجت في الفترة الأخيرة، إذ أعلنت الخارجية المغربية قبل أسبوعين عزمها استئناف علاقات دبلوماسية «طبيعية» مع ألمانيا، وذلك غداة نشر الخارجية الألمانية تصريحا تؤكد فيه أن موقفها من نزاع الصحراء «لم يتغير منذ عقود».
ورحبت المملكة المغربية في 22 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بـ«الإعلان الإيجابي والمواقف البناءة، التي تم التعبير عنها أخيراً من قبل الحكومة الفيدرالية الجديدة لألمانيا».
وأفاد بيان وزارة الخارجية المغربية بأن التعبير عن هذه المواقف «يتيح استئناف التعاون الثنائي، وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين بالرباط وبرلين إلى شكله الطبيعي».
وكانت السلطات المغربية قد استدعت سفيرتها في برلين بعد مرور شهرين على قرار تعليق كل علاقة اتصال، أو تعاون، مع السفارة الألمانية في الرباط، ومع كل المؤسسات الألمانية التابعة لها. وقال بيان لوزارة الخارجية المغربية، حينها، إن ألمانيا راكمت المواقف العدائية، التي تنتهك المصالح العليا للبلاد، مشيراً إلى أن برلين «سجلت موقفاً سلبياً بشأن قضية الصحراء المغربية، وهذا الموقف العدائي جاء في أعقاب الإعلان الرئاسي الأميركي الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه، وهو ما يعتبر موقفاً خطيراً لم يجر تفسيره حتى الآن».
كما اتهم المغرب السلطات الألمانية بالعمل بتواطؤ مع أحد المدانين السابقين بارتكاب أعمال إرهابية؛ بما في ذلك قيامها بالكشف عن معلومات حساسة، قدمتها أجهزة الأمن المغربية إلى نظيرتها الألمانية، وذلك في إشارة إلى السلفي محمد حاجب، المعتقل السابق الذي قضى سبع سنوات في السجن بقضايا الإرهاب، والموجود حالياً في ألمانيا التي يحمل جنسيتها، والذي عرف بأنه مختص في التهجم على المسؤولين المغاربة، وتوجيه اتهامات لهم عبر أشرطة يبثها عبر موقع «يوتيوب».
في سياق ذلك، قال مصدر في الخارجية المغربية إن السفيرة المغربية المعتمدة لدى ألمانيا لم تلتحق بعد بمكتبها في برلين، مشيرا إلى أن عودتها إلى ألمانيا ستتم قريبا.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.