أبلغت الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع الأسلحة، إيزومي ناكاميتسو، أعضاء مجلس الأمن، أن أجوبة الحكومة السورية عن أسئلتها في شأن برنامجها للأسلحة الكيماوية «غير مقبولة»، في ظل سجال أميركي - روسي متجدد على المعلومات التي تقدمها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في شأن تجاهل دمشق التزاماتها المعلنة حيال التخلص من مكونات هذا البرنامج.
وكانت ناكاميتسو تقدم إحاطة إلى أعضاء مجلس الأمن في نيويورك؛ إذ لفتت إلى أن أمانة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تواصل جهودها بغية توضيح كل المسائل العالقة في الإعلان الأولي الذي قدمته الحكومة السورية، وفقاً لمعاهدة الأسلحة الكيمياوية، مشيراً إلى أن دمشق قدمت حتى الآن ما مجموعه 17 تعديلاً وعدداً من الإفادات المكملة لإعلانها الأولي. غير أن تلك التعديلات «لم تحل سوى أربع من المسائل الـ24 غير المحسومة التي فتحها فريق التقييم منذ عام 2014، في حين لا تزال 20 مسألة غير محسومة».
وتحدثت عن التقرير الـ99 للمدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية فيرناندو أرياس حول البرنامج السوري، موضحة أن فريق التقييم خلص إلى أن التوضيحات التي قدمتها سوريا حول المسائل الـ20 العالقة «غير مقبولة من الناحية العلمية أو لم تدعم بالقدر الكافي». وأكدت، أن أمانة المنظمة «تشعر بالقلق حيال مضمون هذه المسائل غير المحسومة؛ إذ يشمل - ضمن أمور أخرى - عدم الإعلان عن بحوث وعن إنتاج و- أو تهيئة كميات غير معرفة من الأسلحة الكيماوية، وكميات ذات شأن من عوامل الحرب الكيماوية أو السلائف والذخائر الكيماوية التي لم تحقق الأمانة تمام التحقق من مآلها».
وعبّرت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد عن «الخيبة الشديدة»؛ لأن التقرير الـ99 للأمانة الفنية يظهر «تجاهل سوريا الكامل لالتزاماتها ومحاولاتها المتعمدة لتأخير وعرقلة عمل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية». وقالت «ينبغي ألا ننخدع بتعاون سوريا الظاهري بينما تواصل تشويش الأمور». وأشارت إلى الرحلة الأخيرة لبعثة تقصي الحقائق إلى سوريا، حيث جمعت معلومات أساسية عن أربعة حوادث استخدام الأسلحة الكيماوية خلال عام 2017، معتبرة أن «هذه الحقائق تساعد في تحميل النظام السوري المسؤولية عن استخدام الأسلحة الكيماوية».
وتساءل نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي عن النتيجة التي خلصت إليها الولايات المتحدة بالنسبة للمعلومات التي جمعتها بعثة تقصي الحقائق. وأشار إلى تصريحات غرينفيلد، وسألها «من أين لك هذه البيانات؟ إذ إن التقارير لم توزع بعد. إلا إذ كنت قد وضعتها بنفسك، بالطبع». وقال، إن «ما يسمى بالملف الكيماوي السوري فقد في الآونة الأخيرة حتى مظهر الحيادية والتثبيت الموضوعي للحقائق التي يمكن أن تؤكد استخدام الأسلحة الكيماوية في هذا البلد». وأكد، أن موسكو «تشعر بالحيرة» لسبب رفض أرياس زيارة سوريا. وأشار إلى أن روسيا تنوي دعوته إلى أحد اجتماعات مجلس الأمن حول الوضع في سوريا.
ورفض المندوب السوري بسام صباغ «أي محاولات للتشكيك في الإعلان السوري وتعاون سوريا مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية وأمانتها الفنية»، وكذلك «أي اتهامات لا أساس لها تستند إلى معلومات مغلوطة، وأي محاولات للقفز إلى استنتاجات مبنية على لغات تحتمل التلاعب والتأويل وافتراضية الترجيح من دون الاعتماد على قرائن مادية ملموسة». وأضاف، أن بعض القضايا الفنية التي تتم مناقشتها بين اللجنة الوطنية السورية والأمانة الفنية «ترتبط بتفسيرات علمية متعددة ومتنوعة. يجب مناقشتها وفحصها بالتفصيل، ولا يمكن حسمها بطريقة سريعة وانتقائية».
وانضمت الحكومة السورية إلى المعاهدة في 13 سبتمبر (أيلول) 2013، وفي الشهر نفسه اعتمد مجلس الأمن الدولي قراره رقم 2118 الخاص بالأسلحة الكيماوية السورية.
تجدد السجال الأميركي ـ الروسي حول «الكيماوي السوري»
مسؤولة أممية تعتبر إجابات دمشق حول برنامجها «غير مقبولة»
تجدد السجال الأميركي ـ الروسي حول «الكيماوي السوري»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة