واشنطن تعيّن ديفيد ساترفيلد مبعوثًا للتعامل مع أزمتي السودان وإثيوبيا

الدبلوماسي الأميركي ديفيد ساترفيلد (رويترز)
الدبلوماسي الأميركي ديفيد ساترفيلد (رويترز)
TT

واشنطن تعيّن ديفيد ساترفيلد مبعوثًا للتعامل مع أزمتي السودان وإثيوبيا

الدبلوماسي الأميركي ديفيد ساترفيلد (رويترز)
الدبلوماسي الأميركي ديفيد ساترفيلد (رويترز)

عينت الولايات المتحدة، اليوم (الخميس)، الدبلوماسي المخضرم ديفيد ساترفيلد، الذي تناول ملف العلاقات المتذبذبة مع تركيا، مبعوثاً للتعامل مع أزمتي السودان وإثيوبيا بعد استقالة جيفري فيلتمان، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن سفير واشنطن لدى أنقرة المنتهية ولايته والذي يمتلك خبرة طويلة في منطقة الشرق الأوسط، سيتولى منصب مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى القرن الأفريقي.
وأفاد بلينكن في بيان بأن «خبرة السفير ساترفيلد الدبلوماسية الممتدة منذ عقود وعمله في ظل بعض نزاعات العالم الأكثر صعوبة، سيكونان أساسيين لجهودنا المتواصلة لدعم السلام والازدهار في القرن الأفريقي وتحقيق مصالح الولايات المتحدة في هذه المنطقة الاستراتيجية».
وسيحل ساترفيلد بذلك مكان فيلتمان، الذي استقال لدى زيارته إثيوبيا في مسعى للتشجيع على إجراء محادثات سلام لإنهاء الحرب التي اندلعت قبل أكثر من عام، وذلك عقب انسحاب متمردي تيغراي.
وذكر بلينكن بأن فيلتمان، وهو دبلوماسي مخضرم أيضاً تولى في الماضي منصبا رفيعا في الأمم المتحدة، كان ينوي البقاء في المنصب لأقل من عام عندما تم تعيينه مطلع 2021.
لكن تم التعامل مع فيلتمان بطريقة تفتقد اللباقة الدبلوماسية في أكتوبر (تشرين الأول) عندما انقلب قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان على شركائه المدنيين في السلطة بعيد مغادرة المبعوث الأميركي البلاد من دون أي تحذير مسبق على ما يبدو.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1479076534258438144?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1479076534258438144%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Faawsat.com%2Fhome%2Farticle%2F3399571%2FD8A7D8B1D8AAD981D8A7D8B9-D8B9D8AFD8AF-D8A7D984D982D8AAD984D989-D8A5D984D989-3-D981D98A-D8A7D8ADD8AAD8ACD8A7D8ACD8A7D8AA-D8A7D984D8B3D988D8AFD8A7D986
وتأتي استقالة فيلتمان بعد أيام من استقالة رئيس الوزراء السوداني المدني عبد الله حمدوك، ليبقى البرهان وحده زعيما للسودان بلا منازع رغم الدعوات الغربية للمحافظة على عملية الانتقال الديمقراطي للسلطة التي بدأت عام 2019.
وتولى ساترفيلد ملف العلاقة الدبلوماسية التي تعد غاية في الحساسية بين الولايات المتحدة والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي أثار حفيظة واشنطن عبر شرائه أسلحة من روسيا.
ووصل ساترفيلد إلى أنقرة عام 2019، قبل وقت قصير من إصدار الرئيس الأميركي حينذاك أمرا مفاجئا بسحب قوات بلاده من سوريا، كان يطالب به إردوغان.
وكان ساترفيلد، صاحب الخبرة الطويلة في مصر وليبيا، من بين عدد قليل من الشخصيات التي عينها ترمب وأبقاها الرئيس الحالي جو بايدن في مناصبها لدى توليه السلطة. وترك منصب سفير الولايات المتحدة لدى تركيا بعدما ثبت مجلس الشيوخ خليفته جيف فليك.
وكان السيناتور السابق فليك من بين شخصيات الحزب الجمهوري الأشد انتقادا لترمب.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.