توقعات بمضاعفة حجم الاستثمارات في غرب السعودية بعد طرح الصناعيتين الثالثة والرابعة

بينما يقدر حجمها بأكثر من 26 مليار دولار

منطقة غرب السعودية ستشهد طفرة استثمارية على المدى القريب («الشرق الأوسط»)
منطقة غرب السعودية ستشهد طفرة استثمارية على المدى القريب («الشرق الأوسط»)
TT

توقعات بمضاعفة حجم الاستثمارات في غرب السعودية بعد طرح الصناعيتين الثالثة والرابعة

منطقة غرب السعودية ستشهد طفرة استثمارية على المدى القريب («الشرق الأوسط»)
منطقة غرب السعودية ستشهد طفرة استثمارية على المدى القريب («الشرق الأوسط»)

توقع مستثمرون صناعيون ارتفاع حجم الاستثمارات الصناعية ليصل إلى الضعف حيث يقدر حجم الاستثمارات الحالية بأكثر من 100 مليار ريال (أكثر من 26 مليار دولار) في الوقت الذي طرحت فيه هيئة المدن السعودية المدينتين الثالثة والرابعة غرب البلاد لاستقطاب رؤوس الأموال المهاجرة واستيعاب نقل المصانع الواقعة داخل النطاق العمراني.
وقال المستثمرون إن التوسع في توفير الأراضي الصناعية المطورة سيسهم في حل المشاكل التي يواجهها أصحاب المصانع القائمة حاليا في وسط الأحياء السكينة في الوقت الذي تطالبهم فيه الجهات المختصة بالخروج من النطاق العمراني حفاظا على سلامة السكان حيث تم إنشاء تلك المصانع قبل أكثر من 50 عاما.
وأوضح الصناعي عبد العزيز السريع عضو مجلس إدارة غرفة جدة، أن الإجراءات الأخيرة التي قامت بها هيئة المدن السعودية في تطوير البنية التحتية للمدن الصناعية ساهمت في تسريع وحل مشاكل الكثير من الصناعيين إلا أن هناك مطالبات مستمرة بسرعة إيصال الخدمات إلى تلك المواقع لتكتمل المنظومة الصناعية التي توفر كافة الخدمات اللوجستية التي تضمن استمرار الأيدي العاملة ومن ذلك خدمات النقل والمواصلات والخدمات المساندة مثل الإسكان والارتباط العمراني مما يسهل الانتقال من وإلى المدن.
وتوقع السريع أن يتضاعف حجم الاستثمارات الصناعية في جدة خلال السنوات المقبلة حيث يوجد الكثير من المستثمرين الذين ذهبوا إلى الدول المجاورة وهم حريصون على دخول السوق السعودية حيث يساعدهم ذلك في خفض التكلفة من خلال فتح مصانع جديدة لهم داخل السعودية، مشيرا إلى أن شح الأراضي في الفترة الماضية دفع الكثير من رؤوس الأموال إلى الهجرة من البلاد.
من جانبه، قدر مازن بترجي نائب رئيس غرفة جدة، حجم الاستثمارات الوطنية في المدن الصناعية غرب السعودية بأكثر من 100 مليار ريال، فيما بلغ عدد المصانع أكثر من ثلاثة آلاف مصنع بين المتوسطة والصغيرة، مشيرا إلى أن مدينة جدة تستقطب الاستثمارات الصناعية بشكل كبير حيث تساهم الغرفة بالتعاون مع الجهات الحكومية في التسويق للفرص الاستثمارية وعرض التطورات التي تمت في الفترة الأخيرة على الخدمات مما يساهم في تشجيع دخول استثمارات صناعية جديدة مثل مشاريع القطارات والنقل العام وتطوير ميناء جدة الإسلامي وربطة بالمدن الصناعية إلى جانب تدشين موانئ جديدة في المدينة مثل ميناء مدينة الملك عبد الله الاقتصادية.
وكانت هيئة المدن الصناعية افتتحت فرعها في الغرفة التجارية الصناعية في جدة (غرب السعودية) بهدف خدمة المستثمرين ورجال الأعمال في نفس الموقع دون الحاجة إلى مراجعة مكاتب المدينة الخارجية وذلك بهدف تسريع الإجراءات وتشجيع النشاط الاقتصادي في المنطقة.
وأوضح المهندس سعود الطباخ مدير المدينة الصناعية بجدة، أن المكتب سيساهم في إزالة أي معوقات تواجه الصناع وتقديم خدمات لوجستية للباحثين عن إنشاء مشاريع صناعية: «واحة مدن» بجدة، التي تم تأسيسها عام 2012 على مساحة إجمالية تبلغ 5 ملايين متر مربع، من المخطط أن تستقطب المدينة الصناعات الخفيفة والنظيفة مثل الصناعات الطبية والصناعات ذات التقنية الدقيقة والعالية.



ترمب يحجم عن فرض الرسوم الجمركية

ترمب يلقي خطاب تنصيبه بعد أداء اليمين الدستورية (أ.ف.ب)
ترمب يلقي خطاب تنصيبه بعد أداء اليمين الدستورية (أ.ف.ب)
TT

ترمب يحجم عن فرض الرسوم الجمركية

ترمب يلقي خطاب تنصيبه بعد أداء اليمين الدستورية (أ.ف.ب)
ترمب يلقي خطاب تنصيبه بعد أداء اليمين الدستورية (أ.ف.ب)

يُرجئ دونالد ترمب فرض التعريفات الجمركية خلال يومه الأول ويراهن بشكل كبير على أن إجراءاته التنفيذية يمكن أن تخفض أسعار الطاقة وتروض التضخم. ولكن من غير الواضح ما إذا كانت أوامره ستكون كافية لتحريك الاقتصاد الأميركي كما وعد.

فقد قال ترمب في خطاب تنصيبه إن «أزمة التضخم ناجمة عن الإفراط في الإنفاق الهائل»، كما أشار إلى أن زيادة إنتاج النفط ستؤدي إلى خفض الأسعار.

وتهدف الأوامر التي يصدرها يوم الاثنين، بما في ذلك أمر مرتبط بألاسكا، إلى تخفيف الأعباء التنظيمية على إنتاج النفط والغاز الطبيعي. كما أنه يعتزم إعلان حالة طوارئ وطنية في مجال الطاقة على أمل إطلاق المزيد من إنتاج الكهرباء في إطار المنافسة مع الصين لبناء تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على مراكز البيانات التي تستخدم كميات هائلة من الطاقة.

ويعتزم ترمب التوقيع على مذكرة رئاسية تسعى إلى اتباع نهج حكومي واسع النطاق لخفض التضخم.

كل هذه التفاصيل وفقاً لمسؤول قادم من البيت الأبيض أصر على عدم الكشف عن هويته أثناء توضيحه لخطط ترمب خلال مكالمة مع الصحافيين، وفق ما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس».

وقال المسؤول إن الإدارة الجديدة، في أول يوم له في منصبه، ستنهي ما يسميه ترمب بشكل غير صحيح «تفويضاً» للسيارات الكهربائية. على الرغم من عدم وجود تفويض من الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته لفرض شراء السيارات الكهربائية، فإن سياساته سعت إلى تشجيع الأميركيين على شراء السيارات الكهربائية وشركات السيارات على التحول من السيارات التي تعمل بالوقود إلى السيارات الكهربائية.

هدّد ترمب، خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني)، بفرض رسوم جمركية على الصين والمكسيك وكندا ودول أخرى. ولكن يبدو أنه يتراجع حتى الآن عن فرض ضرائب أعلى على الواردات. وأشار المسؤول إلى تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» يقول إن ترمب سيوقع فقط على مذكرة تطلب من الوكالات الفيدرالية دراسة القضايا التجارية.

ومع ذلك، تعهد ترمب في خطاب تنصيبه بأن التعريفات الجمركية قادمة، وقال إن الدول الأجنبية ستدفع العقوبات التجارية، على الرغم من أن هذه الضرائب يدفعها المستوردون المحليون حالياً وغالباً ما يتم تمريرها إلى المستهلكين.

لقد كان قرار التوقف ودراسة التعريفات الجمركية إشارة إلى الحكومة الكندية بأنه يجب أن تكون مستعدة لجميع الاحتمالات تقريباً بشأن اتجاه التجارة مع الولايات المتحدة.

«ربما يكون قد اتخذ قراراً بتعليق التهديد بالتعريفات الجمركية نوعاً ما على قائمة كاملة من الدول. سننتظر ونرى»، وفق ما قال وزير المالية الكندي دومينيك لوبلانك. أضاف: «لقد كان السيد ترمب في ولايته السابقة غير قابل للتنبؤ، لذا فإن مهمتنا هي التأكد من أننا مستعدون لأي سيناريو».

وبشكل عام، يواجه الرئيس الجمهوري مجموعة من التحديات في تحقيق طموحاته في خفض الأسعار. فقد نجح بايدن في خفض معدل التضخم على مدار عامين، إلا أنه سيغادر منصبه مع استمرار نمو الأسعار الذي فاق نمو الأجور على مدار السنوات الأربع الماضية.

ومن بين الدوافع الكبيرة للتضخم استمرار نقص المساكن، كما أن إنتاج النفط الأميركي وصل بالفعل إلى مستويات قياسية، حيث يواجه المنتجون حالة من عدم اليقين بشأن الطلب العالمي هذا العام.

مجلس الاحتياطي الفيدرالي هو من الناحية الفنية الهيئة الحكومية المكلفة الحفاظ على التضخم عند هدف سنوي يبلغ 2 في المائة تقريباً. وتتمثل أدواته المعتادة في تحديد أسعار الفائدة قصيرة الأجل لإقراض البنوك لبعضها البعض، بالإضافة إلى مشتريات السندات والاتصالات العامة.

وقال ترمب إن إنتاج الموارد الطبيعية هو المفتاح لخفض التكاليف بالنسبة للمستهلكين الأميركيين، سواء في المضخة أو في فواتير الخدمات العامة.

تتخلل أسعار الطاقة كل جزء من الاقتصاد، لذا فإن زيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز الطبيعي وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى أمر بالغ الأهمية للأمن القومي. وقد اشتكى ترمب، الذي تعهد باستعادة «هيمنة الولايات المتحدة في مجال الطاقة»، من أن إدارة بايدن حدّت من إنتاج النفط والغاز في ألاسكا.

ومع ذلك، ووفقاً للأوزان الترجيحية لمؤشر أسعار المستهلك، فإن الإنفاق على الطاقة يمثل في المتوسط 6 في المائة فقط من النفقات، أي أقل بكثير من الغذاء (13 في المائة) أو المأوى (37 في المائة).

عاد التضخم، الذي كان خامداً لعقود، إلى الظهور من جديد في أوائل عام 2021 مع تعافي الاقتصاد بقوة غير متوقعة من عمليات الإغلاق بسبب كوفيد-19. طغت الطفرة في طلبات العملاء على سلاسل التوريد في أميركا، ما تسبب في حدوث تأخيرات ونقص وارتفاع الأسعار. وكافحت مصانع رقائق الحاسوب والأثاث وغيرها من المنتجات في جميع أنحاء العالم للانتعاش.

وقد سارع المشرعون الجمهوريون إلى إلقاء اللوم على إدارة بايدن في إغاثة إدارة بايدن من الجائحة البالغة 1.9 تريليون دولار، على الرغم من أن التضخم كان ظاهرة عالمية تشير إلى عوامل تتجاوز السياسة الأميركية. وازداد التضخم سوءاً بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية.

ورداً على ذلك، رفع «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة القياسي 11 مرة في عامي 2022 و2023. انخفض التضخم من أعلى مستوى له منذ أربعة عقود عند 9.1 في المائة في منتصف عام 2022. لكن التضخم ارتفع منذ سبتمبر (أيلول) إلى معدل سنوي بلغ 2.9 في المائة في ديسمبر (كانون الأول).

من المحتمل أن تحتاج العديد من الخطوات التي يتخذها ترمب إلى موافقة الكونغرس. تنتهي أجزاء من تخفيضاته الضريبية لعام 2017 بعد هذا العام، ويعتزم ترمب تمديدها وتوسيعها بتكلفة قد تتجاوز 4 تريليونات دولار على مدى 10 سنوات. ويرى ترمب أن التخلص من الدعم المالي للطاقة المتجددة في عهد بايدن هو وسيلة محتملة لتمويل تخفيضاته الضريبية.