مانشستر يونايتد سيواصل المعاناة ما دامت الشكوك تحيط بمستقبل رانغنيك

عدم وضوح الرؤية بشأن الدور الاستشاري للمدرب المؤقت لن يساعد في إعادة بناء الفريق

ولفرهامبتون هزم مانشستر يونايتد في «أولد ترافورد» (إ.ب.أ)
ولفرهامبتون هزم مانشستر يونايتد في «أولد ترافورد» (إ.ب.أ)
TT

مانشستر يونايتد سيواصل المعاناة ما دامت الشكوك تحيط بمستقبل رانغنيك

ولفرهامبتون هزم مانشستر يونايتد في «أولد ترافورد» (إ.ب.أ)
ولفرهامبتون هزم مانشستر يونايتد في «أولد ترافورد» (إ.ب.أ)

لن تكون هزيمة مانشستر يونايتد الأخيرة أمام ولفرهامبتون بداية النهاية لحقبة المدير الفني المؤقت رالف رانغنيك كما حدث بعد الخسارة أمام واتفورد بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، التي أظهرت بلا شك ضرورة تغيير المدير الفني السابق أولي غونار سولسكاير. كما لم يكن التعادل السيئ أمام نيوكاسل سبباً للتفكير في مستقبل رانغنيك. كما لم يكن الفوز غير المقنع على بيرنلي بداية رائعة للمدير الفني الألماني.
ورغم ذلك، ربما رأى المتفائلون - قبل الهزيمة أمام ولفرهامبتون والتعادل مع نيوكاسل - ظهور بعض العلامات على التطور والتحسن أمام بيرنلي: الطاقة الهائلة من جانب سكوت مكتوميناي، والشراسة الدائمة في أداء إدينسون كافاني، والطريقة التي انطلق بها جادون سانشو من على الطرف في الهدف الثاني، والطريقة التي لم يلوح بها كريستيانو رونالدو بيديه تعبيراً عن الإحباط. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن... هل أصبحت الرؤية أكثر وضوحاً أمام جميع الأطراف بعد هزيمة يونايتد - الذي لم تشهد مبارياته السبع الأخيرة سوى إحراز أربعة أهداف فقط، سواء في مرماه أو في مرمى الفرق المنافسة - أمام ولفرهامبتون؟
وتحت قيادة رانغنيك، حصد مانشستر يونايتد 13 نقطة من ست مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز ويحتل المركز السابع في جدول الترتيب بفارق أربع نقاط عن صاحب المركز الرابع، وله مباراة مؤجلة. إلى هذا الحد، يبدو الأمر وكأن المدير الفني الألماني قد نجح في «إعادة إحياء» الفريق من جديد، إن جاز التعبير. لكن بخلاف آرسنال، الذي تعد نتائجه خارج ملعبه أمام الفرق الكبرى كارثية، لم يلعب مانشستر يونايتد أمام أي فريق من أصحاب المراكز الأربعة الأولى، وباستثناء مواجهة وستهام المتعثر قبل صحوته أمام كريستال بالس، فإن مانشستر يونايتد لن يواجه أي فريق من أصحاب المراكز الأربعة الأولى حتى بداية مارس (آذار). ومع ذلك، يبدو وكأن مانشستر يونايتد في مأزق في الوقت الحالي، قبل مواجهة التحديات الحقيقية المقبلة.
لكن يبدو أن النسيان هو سياسة النادي في الوقت الحالي. لقد كان هناك شعور بالإحباط الشديد بسبب أداء الفريق أمام ولفرهامبتون ونيوكاسل، كان ذلك واضحاً للغاية، سواء من لغة الجسد أو التذمر اللاحق؛ ومن الواضح أن هذا الشعور بالسخط ناتج عن الشعور بالشك وعدم اليقين. ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي يتوصل فيها مجلس إدارة مانشستر يونايتد إلى حل يجعل هناك قدرا كبيرا من عدم الوضوح فيما يتعلق بخطة وفلسفة النادي... وهؤلاء مديرون، كما نعلم، لديهم ميل للرد على الأحداث. وبسبب افتقارهم للخبرات في مجال كرة القدم، فإنهم ينجرفون إلى حيث يأخذهم الرأي العام؛ فإذا ضرب ريو فرديناند بيده على مكتب في استوديو قناة «بي تي سبورت» الرياضية، على سبيل المثال، فإن ذلك يمكن أن يغير تاريخ مانشستر يونايتد بأكمله!
لقد كان تعيين أولي غونار سولسكاير كمدير فني مؤقت يهدف إلى تحسين الأجواء بعد إقالة جوزيه مورينيو، وهي الخطوة التي كانت تبدو منطقية، لكن لم يكن من المنطقي تعيين سولسكاير بشكل دائم بعد ثلاثة أشهر، مهما كانت النتائج الأولية جيدة. لقد كان الانتظار حتى نهاية الموسم يعني أن النادي سيكون لديه شهران إضافيان لاتخاذ القرار المناسب ولم يكن ذلك ليكلفه أي شيء، لأنه لم يكن من المعقول مثلا أن يصبح سولسكاير محط أنظار أندية منافسة ويقبل عرضاً من ناد آخر! وانتهى الأمر بفوز مانشستر يونايتد بمباراتين فقط من المباريات العشر الأخيرة في ذلك الموسم، وهي النتائج التي كان من المحتمل أن تؤدي إلى تعاقد مانشستر يونايتد مع مدير فني آخر وربما تُجنب مانشستر يونايتد العامين الضائعين اللاحقين.
لقد كان قرار تعيين سولسكاير بشكل مؤقت منطقيا، نظرا لأنه أسطورة من أساطير النادي ويحظى بحب جماهيري كبير، وكان وجوده بشكل مؤقت سيعطي مجلس إدارة النادي الوقت الكافي لوضع الاستراتيجية المناسبة. وقد يكون تعيين رانغنيك بشكل مؤقت منطقيا أيضا، لكن فقط إذا سُمح له باستغلال هذا النصف الثاني من الموسم للتعود على النادي وتقييم الفريق والعمل على كيفية تشكيله. لكن هل هذا ما يعنيه دوره الاستشاري؟ يبدو الأمر وكأنه لا أحد يعرف شيئاً عن ذلك! فإذا كان رانغنيك هو من يتخذ القرارات المتعلقة بالتعاقد مع اللاعبين الجدد، واختيار المدير الفني الذي سيستمر في تطبيق الرؤية التي يمليها إلى حد كبير، فقد تكون هذه الفترة من البحث مفيدة للغاية. لكن إذا كان الأمر كذلك، فما هو دور مدير كرة القدم جون مورتو، والمدير التقني دارين فليتشر، اللذين تم تعيينهما في مارس (آذار) الماضي؟
ويجب أن نعرف أن رانغنيك يختلف تماماً عن سولسكاير، فهو لا يجسد أروع فترات النادي السابقة، وليس شخصاً يطيع السير أليكس فيرغسون ويُذكر اللاعبين بأفضل تقاليد النادي، لكنه شخص تكنوقراطي قادم من الخارج وله رؤيته الواضحة لكيفية ممارسة اللعبة. وقبل وصوله إلى مانشستر يونايتد، لم يتول رانغنيك القيادة الفنية إلا في 88 مباراة فقط على مستوى الفريق الأول خلال العقد الماضي، وكان يفضل أن يلعب دوراً إشرافياً في الخلفية - وهو الشيء الذي حقق فيه نجاحاً كبيراً مع نادي لايبزيغ. لقد كان منفتحاً بشأن كرهه لضغوط إدارة من الخطوط الأمامية مع نادي شالكه - ورغم أن شالكه ناد كبير، فإن الضغوط هناك لا تقارن على الإطلاق بتلك الموجودة الآن في مانشستر يونايتد.
إن الطريقة التي يعتمد عليها رانغنيك في اللعب تتطلب مجهوداً بدنياً وذهنياً كبيراً للغاية. لكن إذا اعتقد اللاعبون أنه سوف يرحل في غضون ستة أشهر ويتم تحويله إلى منصب بعيد يكتفي خلاله بإجراء مكالمة هاتفية من حين لآخر مع ريتشارد أرنولد، خليفة إد وودوارد المعين كرئيس تنفيذي للنادي، فمن المحتمل أن ذلك سيجعله يشعر بالانزعاج الشديد. ثم مرة أخرى، إذا كانت هذه هي الطريقة التي سيكون عليها مانشستر يونايتد الجديد، سيكون من المفيد معرفة اللاعبين الذين يرون أن طريقة رانغنيك في العمل مزعجة!
لكن لا يزال هناك سؤال مهم للغاية يجب طرحه وهو: ما هو هدف مانشستر يونايتد من بقية هذا الموسم؟ فإذا كانت هذه فترة لتقصي الحقائق قبل بدء إعادة الإصلاح الكبرى، فمن غير المعقول أن يتم التركيز بشكل كبير على النتائج؛ قد يكون المركز الرابع هو ما يطمح إليه النادي، لكن لا ينبغي أن يكون هذا هو الهدف الأساسي. يمكن أن يكون رانغنيك هو بداية العملية التي من شأنها أن تؤدي إلى تضييق هذه الفجوة مع مانشستر سيتي، لكن لا ينبغي أن يكون لدى أي شخص أي شكوك أو أوهام بشأن حجم العمل الذي يتعين على مانشستر يونايتد القيام به. لقد كان أسلوب قيادة سولسكاير أحد أعراض ضعف اتخاذ القرار بالنادي، ونظراً لمكانة سولسكاير كأحد أساطير النادي لم يكن يتم تصويره على أنه أحد أسباب المشاكل.
لكن الخطر يكمن في أن عدم وضوح الرؤية يمكن أن يعيق عملية الإصلاح منذ البداية، وأن الإحباط الذي كان واضحاً جداً في ملعبي «أولد ترافورد» و«سانت جيمس بارك» يمكن أن يؤدي - في حال حدوثه أمام فرق أفضل من بيرنلي - إلى حالة من عدم الانضباط، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى تقويض مشروع رانغنيك حتى قبل أن يبدأ! لقد كان عدم اليقين في الفترة المؤقتة لسولسكاير مفيداً؛ لكن عدم اليقين في فترة رانغنيك – المدير الفني المؤقت الذي سيتولى بعد ذلك دوراً استشارياً غير واضح – قد يؤدي إلى هزيمة النادي من الداخل!



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».