محادثات أردنية ـ إسرائيلية تتناول «التهدئة الشاملة»

الملك عبد الله يستقبل غانتس في عمّان

الملك عبد الله الثاني لدى استقباله وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس (د.ب.أ)
الملك عبد الله الثاني لدى استقباله وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس (د.ب.أ)
TT

محادثات أردنية ـ إسرائيلية تتناول «التهدئة الشاملة»

الملك عبد الله الثاني لدى استقباله وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس (د.ب.أ)
الملك عبد الله الثاني لدى استقباله وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس (د.ب.أ)

أكدت مصادر سياسية في كل من تل أبيب وعمّان، أن اللقاء الذي جرى في عمّان، أمس (الأربعاء)، بين ملك الأردن عبد الله الثاني، ووزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، تناول عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها العلاقات الثنائية والأمن على الحدود المشتركة، وكيفية فتح آفاق سياسية حول القضية الفلسطينية وضرورة التوصل إلى تهدئة شاملة في الضفة الغربية قطاع غزة.
وقد جاء في بيان صادر عن الديوان الملكي في عمّان، أن الملك عبد الله، شدد في اللقاء على «ضرورة الحفاظ على التهدئة الشاملة في الأراضي الفلسطينية واتخاذ جميع الخطوات اللازمة لذلك؛ من أجل إيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين».
وجاء في البيان الصادر عن مكتب غانتس، أن اللقاء تناول عدداً من القضايا الثنائية، وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال، إن غانتس شدد على الأهمية الاستراتيجية للعلاقات القريبة بين إسرائيل والأردن، والتي تسهم في أمن كلتا الدولتين. وإن «غانتس شكر الملك على عمله من أجل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة وتعزيز السلام وتطبيع العلاقات، ورحب بتحسين العلاقات بين إسرائيل والأردن منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، كما عبّر عن التزامه لمواصلة تعزيز العلاقات الأمنية والاقتصادية والمدنية».
وقالت مصادر في تل أبيب، إن هذا اللقاء كان واحداً من لقاءات عدة، بعضها سرية وأخرى علنية بين مسؤولين أردنيين وإسرائيليين على أعلى المستويات، وتدل على التغيير الجوهري الذي حصل في العلاقات بين البلدين، منذ سقطت حكومة بنيامين نتنياهو التي شهدت العلاقات بين الأردن وإسرائيل في عهدها، جفاءً ونفوراً واضحين، لدرجة دفعت الملك عبد الله إلى وصفها خلال جلسة حوارية في الولايات المتحدة، بأنها «في أسوأ حالاتها».
وفي حينه، اعتبر الأردن، أن الممارسات الإسرائيلية التي مسّت بمكانة المسجد الأقصى والمصلين فيه وما تبعها من استفزازات للمستوطنين، أدت إلى تدهور متواصل في العلاقات بين الجانبين؛ إذ رأى الأردنيون في ذلك مساساً بوصاية الملك على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. وما يؤكده غانتس، هو أن هذه السياسة قد انتهت وأن الحكومة الجديدة تنوي تحسين العلاقات مع الأردن.
وقالت المصادر السياسية، إن غانتس بحث في خطط لتوفير المياه للأردن، والقيام بمشاريع اقتصادية مشتركة على الحدود بين البلدين، والتعاون في تحسين الأوضاع وإعادة الثقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. واعتبرت هذه المصادر لقاء غانتس في الأردن، استمراراً للقائه مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في الأسبوع الماضي.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.