تقرير يكشف وصول الوحدات الشاغرة في السعودية إلى 12 % بنهاية العام الماضي

توقعات بزيادة النسبة في ظل تسجيل المؤشر العقاري تراجعات متتالية

توقع عقاريون أن تزيد هذه النسبة مع نهاية العام الحالي وذلك استنادا إلى التأثير المحتمل لقرار فرض رسوم على الأراضي البيضاء («الشرق الأوسط»)
توقع عقاريون أن تزيد هذه النسبة مع نهاية العام الحالي وذلك استنادا إلى التأثير المحتمل لقرار فرض رسوم على الأراضي البيضاء («الشرق الأوسط»)
TT

تقرير يكشف وصول الوحدات الشاغرة في السعودية إلى 12 % بنهاية العام الماضي

توقع عقاريون أن تزيد هذه النسبة مع نهاية العام الحالي وذلك استنادا إلى التأثير المحتمل لقرار فرض رسوم على الأراضي البيضاء («الشرق الأوسط»)
توقع عقاريون أن تزيد هذه النسبة مع نهاية العام الحالي وذلك استنادا إلى التأثير المحتمل لقرار فرض رسوم على الأراضي البيضاء («الشرق الأوسط»)

كشف تقرير صادر عن شركة الكهرباء السعودية، عن وصول الوحدات الشاغرة في المملكة إلى ما يقارب 12 في المائة حتى نهاية عام 2014 من إجمالي الوحدات السكنية كأقل تقدير، وهي نسبة كبيرة مقارنة بالمعدل العالمي الذي يشهد نسبا أقل، حيث لا تصل إلى هذه النسبة إلا في حال وجود كساد اقتصادي وهو ما تعيشه بشكل عكسي السعودية التي يحقق اقتصادها معدلات متزايدة من النمو، مما يوضح أن هناك عزوفا كبيرا على الإقبال لأسباب عدة، أهمها ارتفاع أسعار العقار.
وتوقع عقاريون أن تزيد هذه النسبة مع نهاية العام الحالي، وذلك استنادا للتأثير المحتمل لقرار فرض رسوم على الأراضي البيضاء، التي ساهمت في العزوف عن الطلب انتظارا لتطبيق القرار الذي من المحتمل أن يحدث نقلة نوعية في أسعار العقار نحو الانخفاض، لكن حتى ذلك الحين فإن السوق سوف تستمر في ضمور الطلب وتحقيق أرقام جديدة من النزول، كما أظهر التقرير زيادة معروض العقارات التي تنتظر المشتري، منذ فترات طويلة.
وقال محمد السعيدان وهو رجل أعمال متخصص في العقار «إن هناك انخفاضا حقيقيا في الطلب يلحظه القاصي قبل الداني، حيث يعيش القطاع العقاري انحدارا في الطلب مقابل نمو محدود في العرض، رغم كبح شركات التطوير العقاري مشروعاتها واقتصارها على مشروعات عدة أقيمت على استحياء نظرا لقلة الطلب، وذلك لتخوفهم من بقائها مهجورة كما هي الحال مع الكثير من المشروعات التي ظلت شاغرة لسنوات طويلة وكبدت المطورين مبالغ مالية، نظرا لارتباطهم بعقود مع شركات المقاولات وغيرها».
ويرى أن ارتفاع الأسعار إلى درجات كبيرة وتحجيم مؤسسة النقد العربي السعودي للقروض العقارية وشرطها توفير 30 في المائة من الدفعة الأولى، أمور ساعدت على انخفاض الطلب، إلا أنه يرى أن مستقبل العقار سيكون مشرقا من جديد بعد تهذيبه من ارتفاعاته المتتالية بقرار فرض الرسوم على الأراضي.
وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن شركة الكهرباء بنهاية 2014. ارتفاع الوحدات السكنية الجديدة التي جرى إيصال خدمة الكهرباء إليها إلى نحو 405.1 ألف وحدة سكنية جديدة، وهو الرقم الفعلي الأعلى من الرقم المقدر بنسبة 19 في المائة (بلغ الرقم المقدر لعام 2014 نحو 340.4 ألف وحدة سكنية).
وحول رؤيته لتأثير الوحدات الشاغرة على مستقبل العقار، أكد السعيدان أنها لا تعني شيئا ولن تكون حافزا لخفض الأسعار إلا في حالة واحدة وهي أن يستفحل الأمر وترتفع النسبة لأكثر من ذلك، وهو ما سيوقع الشركات الكبرى في حرج نظرا لأن معظم مشروعات التطوير العقاري يجري الاتفاق على السداد على شكل دفعات والدفعة الكبرى هي عند البيع، أي إنه كلما تأخر بيع الوحدات تأخر سداد المستحقات وهو الأمر الذي يؤرق هذه الشركات بشكل كبير، إلا أن مستقبل العقار بغض النظر عن هذا الشغور هو نحو الانخفاض، إذ إن السوق وصل إلى مستويات مرتفعة من العزوف نتيجة التضخم الكبير الذي لن يتجاوز هذا الحد مهما كثرت الأسباب والمسببات، لأن المواطنين ذوي الدخول المتوسطة إلى المحدودة وهم الشريحة الأكبر في طلب العقار لا يستطيعون تلبية هذا الارتفاع إذا ما أخذ في الاعتبار تعدد مستلزمات الحياة.
ويصل إجمالي أعداد الوحدات السكنية التي تمدها الشركة بالكهرباء بنهاية 2014 إلى نحو 6.1 مليون وحدة سكنية، ووصل عدد المأهول منها بالسكان (سعوديين، غير سعوديين) إلى 5.4 مليون وحدة سكنية، فيما وصلت أعداد الوحدات السكنية الشاغرة بنهاية 2014 إلى أعلى من 703 آلاف وحدة سكنية شاغرة، أي إن ما نسبته 12 في المائة من المساكن يعد شاغرا، ويمثل فائضا في العرض مقابل الطلب الحقيقي على المساكن، وهو ما يفسر إلى حد بعيد أن زيادة عروض بيع الوحدات السكنية في مختلف المدن المحافظات، لا يقابلها شراء حقيقي من أفراد المجتمع بسبب الارتفاع الكبير والمبالغ في أسعارها، حتى مع الانخفاضات الطفيفة التي شهدتها أسعار تلك الوحدات السكنية الجديدة بنسب راوحت بين 9 و20 في المائة، إلا أنها لا تزال في مستويات مبالغ فيها، وبعيدة جدا عن القدرة الشرائية الحقيقية للأفراد.
وفي صلب الموضوع، كشف سعود العبد اللطيف الذي يدير شركة تطوير عقارية، أن نسبة الشغور التي أعلنت - أخيرا - هي نسب مبدئية تتعلق بإمدادات الكهرباء إلا أنه يتوقع أن تصل الوحدات الشاغرة لأكثر من ذلك، خصوصا المستعملة القديمة التي يزيد عمرها على 20 عاما، التي يقل الطلب عليها بنسب أكثر من الجديدة، حيث كلما كانت البناية جديدة ارتفعت نسبة حظوظها في الحركة، كما أوضح أن هذه النسبة وبحكم أنها تجاوزت 10 في المائة بقليل، فإنه يعتقد أنها لم تشمل سوق التأجير وهو قطاع واسع لا يمكن حصره، حيث إنه إذا أدخل في هذه الحسبة فإن النسبة ستتضاعف لا محالة وستعكس بشكل أكبر الانخفاض الذي يحصل في السوق الذي لن يكون طويلا على كل حال بعد حزمة القرارات التصحيحية.
وأضاف: «تعد هذه النسبة كبيرة نوعا ما إذا ما اعتبرت بأنها في دولة حاجتها ماسة لتملك المواطنين، كما أنها تعتبر كبيرة على النطاق العالمي، حيث إن بعض الدول تشهد عجزا في توفير السكن رغم إنشائها آلاف الوحدات السكنية على مدار الوقت لتلبية الطلب، إلا أن المستغرب هنا هو وجود حالات شاغرة رغم أن هناك رغبة كبيرة في شغلها وليس في طلبها وهذا فرق كبير يجب أن يؤخذ في الاعتبار، لأن الحاجة للسكن من غير الاستطاعة على الشراء لا يسمى طلبا».
وبالنظر في سلسلة البيانات للسنوات الماضية، يتبين أن النمو في بناء وتشييد المساكن الجديدة سنويا، قد فاق نمو أعداد الأسر الجديدة (سعودية، غير سعودية)، حيث تجاوز نمو المساكن ضعف نمو الأسر منذ 2012 حتى نهاية العام الماضي، حيث لم تتجاوز الزيادة في أعداد الأسر سنويا طوال الأعوام الأخيرة سقف 186 ألف أسرة سعودية وغير سعودية، فيما يعد الرقم المسجل بنهاية 2014 المعبر عن زيادة الوحدات السكنية الجديدة الأعلى تاريخيا (405.1 ألف وحدة سكنية جديدة).
من جانبه، قال عبد العزيز الشيبلي المستشار التطويري في إحدى الشركات العقارية «إن تداول أخبار الانخفاضات المحتملة للطلب يكاد يسيطر على حديث المجالس، حيث إن هناك نزولا متواصلا ونزيفا في الطلب يسجل مستويات جديدة بشكل أسبوعي».
ولفت إلى أن العاملين في القطاع العقاري يتعايشون بشكل فعلي مع ندرة الطلب، لذا تجد أن جميع الشركات تعمل وبشكل جدي على تسويق ما لديها، في إشارة واضحة إلى قرب سقوط الأسعار نحو مزيد من الانخفاضات، في ظل بقاء الوحدات السكنية والأفرع العقارية على حالها معروضة للبيع منذ فترات طويلة قد تمتد إلى سنوات في بعض الأحيان.
وعرّج الشبيلي على أن انتعاش السوق مربوط بمزيد من الانخفاض، مما سيمكن الجميع من التملك، ما سيعكس ازدهارا في الحركة العقارية، سيستفيد منه الجميع بلا استثناء، وهذا هو السيناريو الوحيد لتصحيح حال السوق، وأن الأمور الأخرى التي يتحدث عنها معظم العقاريين، من ضرورة التوسع في القروض العقارية والدعم الحكومي المفترض لهم، ما هو إلا رماد يذرونه في أعين المشترين لاستبعاد فكرة انخفاض الأسعار وهو أمر غير صحيح، موضحا أن ميزان المؤشر الذي يبين زيادة في الوحدات الشاغرة خلال العام المنصرم 2014 لم تحسب فيها المدة التي يعيشها القطاع بعد قرار فرض رسوم الأراضي، مما يفتح التكهنات بشكل أكبر إلى احتمالية زيادة هذا الشغور مع نهاية العام الحالي ما لم تنخفض الأسعار.
هذا، وسجل إجمالي صفقات السوق العقارية للأسبوع المنصرم انخفاضا بنسبة 7.5 في المائة، لتستقر قيمتها في نهاية الأسبوع عند 5.9 مليار ريال، مقارنة بارتفاعها خلال الأسبوع الأسبق بنسبة 32.3 في المائة، يعزى هذا التراجع في الصفقات إلى الانخفاض الأسبوعي الذي طرأ على كل من صفقات القطاعين السكني والتجاري على حد سواء، حيث انخفض القطاع السكني بنسبة 1.0 في المائة، وسجل تراجعا من 4.2 مليار ريال إلى 4.1 مليار ريال، كما انخفض القطاع التجاري للأسبوع نفسه بنسبة أكبر بلغت 19.5 في المائة، منخفضا من 2.2 مليار ريال إلى 1.8 مليار ريال.
من جهة أخرى ذكر عمار العمار أحد تجار العقار أن السوق العقاري شهد خلال الفترة الماضية ركودا ولكنه سيعود قريبا، مبينا أن النشاط العقاري يعد من أفضل الفرص الاستثمارية في السعودية، متوقعا أن تتجاوز استثمارات السعودية في القطاع العقاري حاجز 400 مليار دولار خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن ما تعيشه السعودية اليوم من نهضة تنموية شملت جميع القطاعات جعل الاستثمار فيها مجديا في كل المجالات.
وقال العمار السوق العقاري شهدت خلال الفترة الماضية ركودا، ولكنه سيعود قريبا من خلال عدة عوامل أهمها تفعيل الأنظمة الجديدة، كنظام المساهمات العقارية الجديد الذي ساعد على تلافي الفوضى في طرح المساهمات العقارية من قبل بعض المكاتب أو الشركات العقارية الناشئة التي كانت تتنافس فيما بينها في حجم الأرباح المعلنة قبل تصفية المساهمة، وفي الوقت ذاته زاد من ثقة المواطن في المساهمة، نظرا للاشتراطات التي وضعها التنظيم من أجل التثبيت من مصداقية الجهة التي تطرح المساهمة بعددها في العام الماضي أو حتى المقدر إلى نهاية العام الحالي.
وبين العمار أن تعاون الجهات الحكومية والخاصة مع وزارة الإسكان وطرح منهج تخطيطي جديد يقوم بفحص التركيبة البشرية ونوعية الشرائح المستهدفة والطاقة الاستيعابية للمدن ورفع مستوى النمو السكاني لبعض المناطق حتى لا تدخل السعودية في تكوين فقاعة عقارية.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.