الأمن التركي يعتقل عضواً في «خلية موالية للنظام السوري»

TT

الأمن التركي يعتقل عضواً في «خلية موالية للنظام السوري»

ألقت قوات الأمن التركية القبض على أحد أعضاء «خلية موالية للنظام السوري» في إسطنبول، بعد ظهوره عبر أحد تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، مطلقاً تهديدات للجيش التركي وسكان محافظة إدلب الواقعة في شمال غربي سوريا، التي تشكل آخر معاقل المعارضة في البلاد.
وحسب وسائل إعلام تركية، أوقفت السلطات التركية، سوريّاً يدعى مجد الحسيين، بعد ظهوره في بث مباشر على تطبيق «تيك توك»، حيث أطلق تهديدات للجيش التركي ولسكان إدلب بقرب قدوم جيش النظام السوري إلى إدلب لاستعادة السيطرة عليها.
ووجه الموقوف تهديداً لسكان إدلب بأنه سيتم حرقهم على يد «الفرقة 25»، التي يقودها سهيل الحسن، الذي بدأ يحضر لشن هجوم جديد على إدلب. واعترف، خلال البث، بأنه قاتل إلى جانب قوات النظام و«حزب الله» اللبناني، وأنه كان يخضع للمراقبة من جانب الأمن التركي، لصلته بـ«خلية مرتبطة بالنظام وحزب الله». وأشارت تقارير تركية إلى أن «الخلية التي ينتمي إليها الحسين تعمل في مجال الدعارة وتهريب البشر، والاتجار بالمخدرات، وقد تحاكم بتلك التهم، بالإضافة إلى تهمة تهديد أمن تركيا».
في الوقت ذاته، ألقت قوات الأمن التركية القبض على سوريين بسبب توجيه إهانات للمرأة التركية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتقرر ترحيلهما خارج البلاد، ومنعهما من دخولها مرة أخرى.
وألقي القبض على السوريين بعد أن تسبب حوار لهما مع أحد الأتراك في رد فعل غاضب في الشارع التركي، حيث تضمن إهانات للمرأة التركية.
وألقت قوات الأمن القبض على أحد السوريين في أضنة والآخر في أيدين جنوب البلاد، وجرى احتجازهما في أحد مراكز الترحيل في أيدين أمس (الثلاثاء)، بقرار من المحكمة، تمهيداً لترحيلهما اليوم (الأربعاء)، مع منعهما من دخول تركيا بعد أن وجهت إليهما النيابة العامة تهمتي الإخلال بالنظام العام وإثارة السخط.
على صعيد آخر، استمر القصف الصاروخي المتبادل بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جانب، وقوات تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) من جانب آخر، على المحاور الشرقية لبلدة عين عيسى في شمال محافظة الرقة.
وكثفت القوات التركية على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة القصف على عين عيسى، حيث سبق وقصفت بالمدفعية قريتي الدبس ونيتولا ومواقع أخرى في غرب البلدة التي تعد عاصمة الإدارة الذاتية الكردية في ريف الرقة الشمالي.
في الوقت ذاته كثفت القوات التركية القصف المدفعي على بلدة تل تمر بريف الحسكة، وطال قرية الدردارة الواقعة شمال البلدة. وامتد القصف إلى مواقع في قرى تل طويل وتل جمعة وأم الكيف، والطويلة، الواقعة بمحاذاة طريق حلب - اللاذقية.



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».