«منجم الأمار» يعزز قدرة السعودية على تأمين الاحتياج التعديني من الذهب

42 مبادرة ستضاعف استقطاب رؤوس الأموال الاستثمارية إلى سوق التنقيب المحلية

أحد مداخل منجم الأمار للذهب جنوب العاصمة السعودية (الشرق الأوسط)
أحد مداخل منجم الأمار للذهب جنوب العاصمة السعودية (الشرق الأوسط)
TT

«منجم الأمار» يعزز قدرة السعودية على تأمين الاحتياج التعديني من الذهب

أحد مداخل منجم الأمار للذهب جنوب العاصمة السعودية (الشرق الأوسط)
أحد مداخل منجم الأمار للذهب جنوب العاصمة السعودية (الشرق الأوسط)

في حين بلغ إنتاج منجم الأمار - أحد مناجم الذهب الرئيسة في المملكة العربية السعودية – ما يقارب 350 ألف طن سنوياً من المعادن، وإنتاجه ما مقداره 580.5 ألف أونصة ذهب من عام 2008 حتى نهاية العام المنصرم، أكد مختصون لـ«الشرق الأوسط»، أن الاحتياج العالمي للتعدين سيتضاعف 7 مرات ما يزيد فرصة الطلب على المعادن السعودية وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وكشفت وزارة الصناعة والثروة المعدنية، في جولة ميدانية، رافقتها فيها «الشرق الأوسط»، ضمن الفعاليات الاستباقية لمؤتمر التعدين الدولي الذي سينعقد الأسبوع المقبل، أنه يوجد في المنجم آثار تعدين قديمة مساحتها 150 متراً عرضاً و400 متر طولاً، تشمل حفر وخنادق تعدين رأسية ومائلة يبلغ عددها حوالي 60 حفرة سعتها حوالي المتر و30 متراً امتداداً وعمقاً.
وفي منطقة المنجم، الذي يبعد عن جنوب غربي العاصمة الرياض 195 كم ويقع جيولوجياً عند الحافة الشرقية للدرع العربي، آثار أفران وأكوام غير بعيدة عن الحفر والخنادق، كما توجد بها صخور مجروشة ومطحونة للحصول على النحاس والذهب بواسطة الغربلة. وبجانب الذهب والزنك بكميات تجارية توجد كذلك معادن الفضة والنحاس والرصاص بكميات ثانوية أو قليلة، تتركز المعادن بنطاق العرق الشمالي.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية «الجيولوجيون السعوديون» الدكتور عبد العزيز بن لعبون، لـ«الشرق الأوسط»، إن الاحتياج العالمي للتعدين سيتضاعف 7 مرات في الأعوام المقبلة، مؤكداً أن المملكة لديها فرص كبيرة لتلبية الاحتياج الدولي من المعادن وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وبيّن الدكتور بن لعبون، أن السعودية ما زالت مصدراً واعداً للمعادن، إذ تمد الدول بالنفط والغاز والبتروكيماويات، وعندما يحتاج العالم للمعادن ستكون المملكة حاضرة في هذا القطاع لتلبية هذا الطلب.
من جانبه، أوضح رئيس اللجنة الوطنية للتعدين في اتحاد الغرف السعودية إبراهيم ناظر، لـ«الشرق الأوسط»، أن الاستثمار الأجنبي يعتمد على ثقة المستثمرين واستقرار الأنظمة في الدولة، وهو ما تمضي نحوه المملكة من تشريعات جديدة في كافة القطاعات، بما فيها التعدين وتسهيل الحصول على التراخيص بيسر وسهولة.
وبيّن إبراهيم ناظر أنه يوجد في السعودية أكثر من 5.3 ألف موقع تعديني، البعض منها استثمر، والآخر قابل لجذب الاستثمارات، سواءً المحلية والأجنبية، مؤكداً أن الدولة أعدت استراتيجية شاملة للتعدين فيها 42 مبادرة كفيلة باستقطاب رؤوس الأموال إلى السوق المحلية.
وتعتزم السعودية إشراك عدد من رؤساء ووزراء الدول لبناء قوة تعدينية إقليمية، وذلك من خلال مؤتمر التعدين الدولي الذي سينعقد يوم 11 - 13 يناير (كانون الثاني) الحالي، وعرض إمكانات وفرص القطاع في المملكة ومناطق الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأفريقيا. وتمتلك السعودية ما يقارب 140 حقلاً للنفط والغاز، بالإضافة إلى «الدرع العربي» التي تشغل ثلث مساحة المملكة بحوالي 630 ألف كم متر.


مقالات ذات صلة

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

الاقتصاد مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3» يعزز ثقة المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.