عبر مجموعة متنوعة من القطع الأثرية النادرة، يسعى معرض «الفن الإسلامي بين الأصالة والمعاصرة»، الذي يستضيفه متحف الفن الإسلامي برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) حالياً، إلى إعادة اكتشاف جوانب جديدة من الفنون الإسلامية المختلفة، عبر عرض مجموعة من مقتنيات ثلاثة متاحف مصرية يُبرز كل منها جانباً جديداً في جماليات الحرف التراثية الإسلامية في عصور متعاقبة، ويربط بين أصالة الفن الإسلامي ومعاصرته، وتأثيره وتأثره بالحضارة الغربية.
يضم المعرض أكثر من 40 قطعة أثرية نادرة من مقتنيات ثلاثة متاحف مصرية، هي متحف الفن الإسلامي، وقصر المنيل، وجاير أندرسون (بيت الكريتلية).
وتبرز القطع المعروضة عدداً من الموضوعات التي تعيد اكتشاف جوانب جديدة في الفن الإسلامي من خلال أربعة محاور، هي مصادر التراث الإسلامي، والحرف التراثية والصناعات، والعلوم عند المسلمين، وتأثير الفن الإسلامي على الحضارة الغربية وتأثره بها.
ويشمل المعرض الذي يستمر حتى 15 يناير (كانون الثاني) 4 فتارين عرض، يحوي كل منها مجموعة من القطع تبرز محوراً من المحاور الأربعة، وركز المحور الأول على ثلاثة مصادر للتراث الإسلامي، هي القرآن الكريم، والسنة النبوية، واللغة العربية، حيث تبرز القطع المعروضة جماليات الفن الإسلامي في جوانب مختلفة، أبرزها الخط العربي، من خلال آيات من القرآن الكريم كتبت على الرق في القرون الأولى للعصر الإسلامي، وتعود للعصر العباسي، وبرديات بخط اليد عليها أحاديث من السنة النبوية، ومخطوطة البوصيري الشهيرة التي كتبها ياقوت المستعصمي عام 690 هجرية، وأيضاً الأقلام والبوص والمحابر التي استخدمت في الكتابة.
ويبرز القسم الخاص بمحور الحرف التراثية والصناعات تنوع وجماليات الفنون اليدوية الإسلامية من خلال مجموعة قطع فنية نادرة، منها قماقم وأواني العطور وأدوات الزينة والمشكاوات و«سلطانية» من الخزف، ومجموعة من المكاحل، وجزء من سقف خشبي يعود للعصر العثماني، استخدم فيه الفنان أسلوب التكوين الفني وأدوات النحت بما يظهر ازدهار فن نحت الأخشاب.
ويشكل القسم الخاص بالعلوم عند المسلمين رحلة تراثية تظهر التقدم الذي حققته الحضارة الإسلامية في مجالات عديدة، منها الطب والجراحة والفلك والكيمياء من خلال عرض مجموعة من أدوات الجراحة والتشريح، وبعض الأدوات العلمية، منها «أسطرلاب»، وهو ما يعكس تطور علم الفلك في العصر الإسلامي، وكان «الأسطرلاب» يستخدم في رصد النجوم والكواكب ومعرفة مواقعها، وتحديد اتجاه القبلة ومواقيت الصلاة، كما يعرض هذا القسم قطعة «إنبيق» كان يستخدم في علوم الكيمياء وتقطير الزيوت والروائح العطرية، وأيضاً «مكحلة» من الزجاج كانت يستخدمها طبيب العيون الذي كان يطلق عليه «كحال» في علاج الأمراض المختلفة.
ويتوسط المعرض صورة للخديوي عباس حلمي الثاني احتفاء بدوره في إحياء الحرف التراثية الإسلامية، وفق الدكتور علاء محمود، وكيل الشؤون الأثرية بمتحف الفن الإسلامي، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «الخديوي عباس حلمي الثاني أبرز من عملوا على إحياء الفن الإسلامي والحرف التراثية، خصوصاً الفنون التي ازدهرت في العصر المملوكي، حيث كانت هذه الحرف وسيلة للترويج للإسلام في دول عديدة، كما كانت تجارة مربحة ومصدر دخل كبير، إذ كانت السفن تنقلها من مصر إلى الكثير من دول العالم».
ويقدم القسم الخاص بتأثير الفن الإسلامي في الحضارة الغربية وتأثره بها لمحات تاريخية عن دور الفن فيتداخل الحضارات وتأثيرها في بعضها البعض من خلال مجموعة من القطع الأثرية النادرة، بينها عملات معدنية وذهبية من دول عديدة، ومجموعة من «الدنانير» المقلدة التي تم صكها وتقليدها في دول أجنبية، وألبومات وأعمال لمستشرقين أجانب تبرز هذا التأثير، كما يضم المعرض قنينتين عطريتين من الفن التراثي في تشيكوسلوفاكيا قام فنانون مسلمون بتقليدها، ومجموعة من «المشكاوات» الزجاجية صنعت في بلاد أجنبية عليها كتابات منسوبة لسلاطين مسلمين، ويشير الدكتور علاء محمود إلى أن «هذه (المشكاوات) مقلدة نسخها فنانون أجانب، وهو ما يظهر من الكتابات عليها، حيث يلاحظ أن الكتابة غير متقنة وبها شذوذ لأن من كتبها خطاط أجنبي لا يتقن اللغة العربية جيداً، وكانت المشكاة إحدى قطع الحرف التراثية الإسلامية الأصيلة المرتبطة بعمارة المساجد».
قطع أثرية نادرة تعيد اكتشاف أصالة الفن الإسلامي
المعرض القاهري يحتفي بالخط العربي والتراث اليدوي
قطع أثرية نادرة تعيد اكتشاف أصالة الفن الإسلامي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة