رئيس تحالف قبائل شبوة لـ {الشرق الأوسط} : مسلحو اللجان الشعبية يحاصرون 1500 مقاتل حوثي بين بيحان وعتق

سوق سوداء للسلاح في اليمن تقفز بالمضادات والمدافع إلى آلاف الدولارات

جانب من اجتماع عقد لتحالف قبائل شبوة مؤخرا («الشرق الأوسط»)
جانب من اجتماع عقد لتحالف قبائل شبوة مؤخرا («الشرق الأوسط»)
TT

رئيس تحالف قبائل شبوة لـ {الشرق الأوسط} : مسلحو اللجان الشعبية يحاصرون 1500 مقاتل حوثي بين بيحان وعتق

جانب من اجتماع عقد لتحالف قبائل شبوة مؤخرا («الشرق الأوسط»)
جانب من اجتماع عقد لتحالف قبائل شبوة مؤخرا («الشرق الأوسط»)

كشف عوض بن عشيم العولقي رئيس تحالف قبائل شبوة في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط»، عن محاصرة مقاتليه أكثر من 1500 مقاتل حوثي بين مديرية بيحان ومحور عتق التي تفصل بينها مسافة 165 كلم، وأضاف أن مسلحي شبوة البالغ عددهم أكثر من آلاف قطعوا خطوط الإمداد والتموين عن الحوثيين منذ 48 ساعة ومنعوا وصول الأغذية والوقود إليهم.
وأشار العولقي إلى أن حرب العصابات أنهكت المتمردين الحوثيين وجعلتهم في خانة الدفاع بدلا من الهجوم، مؤكدا أن القبائل التي تسلمت المعسكرات التي أخلاها موالو صالح خلال الأيام الماضية اعتبروا أسلحة تلك المعسكرات غنائم حرب من حقهم التصرف بها، وهو ما دعاهم لبيع تلك الأسلحة على اللجان الشعبية.
وأوضح رئيس تحالف قبائل شبوة أن أسعار المدافع التي يصل مداها 12 كيلومترا تخطت 26 ألف دولار، وبلغ سلاح الرشاش الواحد 3 آلاف دولار، وأفصح أيضا عن شرائهم مضادات كان يستخدمها مقاتلو أنصار الله والمخلوع صالح لصد هجمات طائرات التحالف مقابل 52 ألف دولار، وأضاف أنهم يستخدمون تلك المضادات في الوقت الراهن في هدم بقية المعسكرات الحوثية وتدمير الدبابات.
ولفت أيضا إلى أن 91 مقاتلا من الأولوية العسكرية التي كانت خاضعة لسيطرة نظام صالح سلموا أنفسهم أمس لقبائل شبوة، مبينا أن القبائل عفت عنهم مباشرة وطالبتهم بالانضمام لها في إطار الواجب الوطني في الدفاع عن اليمن من المطامع الأجنبية التي يمثلها الحوثيون إلى جانب النظام الإيراني والمخلوع صالح.
وكان العولقي قد كشف في وقت سابق عن إدارة أربعة ضباط إيرانيين تابعين للحرس الثوري الإيراني الهجمات التي شنها المتمردون الحوثيون ضد القبائل في مديرية بيحان في شبوة، واصفًا الحوثيين بأنهم لا يساوون شيئا إذا ما انقطع عنهم دعم إيران ودعم الموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وأضاف أن طهران ليست صادقة في دعواها بالحياد في الملف اليمني.
وأشار إلى أن طائرة إماراتية زودت أخيرا القبائل بأسلحة نوعية قادرة على مواجهة توغل المتمردين نحو مزيد من المناطق، مؤكدًا أن الرئيس المخلوع منح مبالغ مالية تقدر بملايين الدولارات لبعض شيوخ القبائل بهدف شراء ولائهم. وأضاف أن تلك الدولارات اتضح أنها مزورة، لافتا في سياق متصل إلى تهيئة مقار لتكون أماكن اعتقال لأسرى «أنصار الله»، ومن يقاتل معهم.
وأعرب العولقي عن استغرابه من الحالة التي يجدون عليها جنود جماعة الحوثي أثناء المعارك، مشددًا على أن البعض منهم يتعاطون المخدرات ويتعرضون للتخدير أثناء خوضهم النزالات المسلحة، مبينا أن جنود شبوة مستعدون لمرحلة حرب الشوارع التي ستسهم في دحر الانقلابيين، ووضعوا التكتيكات المناسبة لها، إضافة إلى أنهم قد اشتروا المزيد من الدبابات العسكرية ويخضعون المقاتلين لتدريبات خاصة يشرف عليها خبراء أنهوا خدماتهم في الجيش يعملون أيضا على تأسيس كتائب وفصائل يكون أداؤها نوعيا في المرحلة المقبلة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.