حماس تستخدم وسائل جديدة لحفر الأنفاق وإسرائيل تطور مجسات إلكترونية لاكتشافها

يعتقدون أن الوضع الاقتصادي في غزة قد يدفعها إلى تفجير عسكري آخر

حماس تستخدم وسائل جديدة لحفر الأنفاق وإسرائيل تطور مجسات إلكترونية لاكتشافها
TT

حماس تستخدم وسائل جديدة لحفر الأنفاق وإسرائيل تطور مجسات إلكترونية لاكتشافها

حماس تستخدم وسائل جديدة لحفر الأنفاق وإسرائيل تطور مجسات إلكترونية لاكتشافها

في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل عن تطوير جديد في الأدوات التي يستخدمها رجال الجناح العسكري في حركة حماس لحفر الأنفاق في قطاع غزة، كشفت مصادر في قيادة الجيش الإسرائيلي، عن تطوير «أول منظومة من نوعها في العالم للكشف عن الأنفاق»، وذلك ردا على تهديد الأنفاق الذي برز خلال حربها الأخيرة على قطاع غزة.
وأضافت هذه المصادر أن تفعيل هذه المنظومة الجديدة قد بدأ في غلاف غزة، منذ أشهر طويلة، وأنها أثبتت قدرتها على كشف محاولات لحفر الأنفاق العسكرية من جهة غزة. وأنه سيكون على الجهاز الأمني الآن، اتخاذ قرارات وتخصيص ميزانية لاستكمال المنظومة على الحدود بين إسرائيل وغزة.
وتبين أن المنظومة من صنع شركة «ألبيت» للصناعات الأمنية في إسرائيل، وتشمل الكثير من أجهزة الاستشعار. ويتم تحليل المعلومات التي تصل من جهاز الاستشعار في مركز السيطرة على المنظومة، بمساعدة أدوات متطورة تسمح بتحديد عمليات الحفر ومكانها، من دون إنذارات كاذبة. وقد دعت قيادة الجيش رؤساء البلديات في المنطقة المحيطة بقطاع غزة، وأطلعتهم، في الأسابيع الأخيرة، على اكتشاف هذا النظام، فرحبوا بهذا التطوير الجديد وعبروا عن أملهم بأن يتم نشر المنظومة بسرعة لتساهم في زيادة أمن المواطنين.
من جهة ثانية، أكدت مصادر عسكرية في تل أبيب، ما نشر نقلا عن مصادر فلسطينية في غزة، أنّ حماس تقوم بتطوير عملية حفر الأنفاق في غزة بواسطة أدوات هندسية قادرة على العمل في أماكن صغيرة. وقالت المصادر الإسرائيلية، إنّ حركة حماس تسعى للعودة إلى حفر الأنفاق بطرق جديدة باتجاه إسرائيل. وإن الحديث لا يجري عن استعمال مطارق ومثاقيب، وإنما حفارات مناسبة للعمل في أماكن صغيرة نسبيا، وتساهم في تسريع الحفريات. وأما فوق الأرض، فيبدو من الجانب الإسرائيلي بوضوح كيف تقوم الحفارات الكبيرة بحفر فتحات الأنفاق.
وأكدت أن بناء الأنفاق يجري من خلال استعمال الإسمنت، إذا توفر لدى حركة حماس، ولكنها تستخدم، أيضا، الألواح الخشبية لدعم جدران الأنفاق.
وذكرت المصادر الأمنية الإسرائيلية أيضا، أنه مقابل حفر الأنفاق بسرعة، تعمل حماس على تطوير أكبر كمية من الصواريخ قصيرة المدى. ويجري ذلك بعد أن اكتشف تنظيم حماس أنّ الصواريخ وقذائف الهاون قصيرة المدى تسبب أضرارا هائلة، وتصّعب عمل نظام الدفاع الإسرائيلي «القبة الحديدية».
ويسود اعتقاد لدى السلطات الإسرائيلية، بأن حماس تنوي تفجير الأوضاع الأمنية مرة أخرى بسبب تفاقم أزمتها المالية. فمن هذه الناحية لم يجر، حتى الآن، تسجيل أي تغيير في الوضع الفيزيائي والاقتصادي للمواطنين داخل قطاع غزة. ومع بداية الأسبوع، كانت هناك فيضانات في الشوارع الرئيسة بفعل الأمطار الغزيرة. كما أنّ الكرفانات التي يجري استخدامها للسكن المؤقت للاجئين بعد عملية «الجرف الصامد»، تعرّضت للغرق. وما يزال معبر رفح إلى مصر مغلقا، بالإضافة إلى أزمة الرواتب بين حماس والسلطة الفلسطينية التي لم تُحل بعد، وما تزال مسألة إعادة إعمار غزة مؤجّلة. وعمليا، لم يتم بناء 17 ألف بيت جرى هدمها خلال الحرب التي وقعت في الصيف الأخير. والسبب الأساسي لتأخير الإعمار هو الإشكاليات بين السلطة الفلسطينية وحماس بخصوص السيطرة على غزة. وتطلب السلطة من حماس السماح لحكومة الوفاق برئاسة رامي حمد الله بالحصول على صلاحيات لإدارة قطاع غزة، بما في ذلك الأمن، لكن حماس ترفض ذلك. وحتى الآن، فإنّ الخلافات بين الطرفين ترتكز بالأساس، حول دفع المعاشات لموظفي حكومة حماس، لكنّ السلطة غير مستعدة لذلك في الوقت الحالي. ويجري الحديث عن 23 ألف موظف، بينهم عمال في الأجهزة الصحية والتربية.
على صعيد الضفة الغربية، تواصل إسرائيل حملتها ضد حماس. وقد اعتقلت قوات الجيش 29 ناشطا من الحركة في مدينة نابلس، خلال حملة مشتركة للجيش والشرطة وحرس الحدود والشاباك ليلة أول من أمس. ومن بين المعتقلين عدد من قادة الحركة ونشطاء في التنظيم، بينهم عدد من الأسرى السابقين. وتم تنفيذ الاعتقال في إطار عملية سرية، وصلت خلالها القوات إلى كل البيوت المستهدفة في آن واحد، وبشكل مفاجئ. وحسب التقارير لم يتم تسجيل أي مقاومة لعمليات الاعتقال. وتم تحويل المعتقلين للتحقيق معهم في أروقة الشاباك. وادعى الجهاز الأمني أن الاعتقالات جاءت على خلفية ازدياد نشاطات حماس في منطقة نابلس بهدف تنفيذ عمليات إرهابية ضد إسرائيل. كما ادعى الشاباك أن المعتقلين عملوا بتمويل وتوجيه من قيادة حماس في العالم. وأوضح الجيش الإسرائيلي أن عملية أمس، هي الأكبر في الضفة منذ عملية «عودوا يا إخوتنا» في الصيف الماضي.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.