كأس محترفي التنس من دون «الكبار» تقدم لمحة عن مستقبل اللعبة

في غياب ديوكوفيتش سيكون الروسي ميدفيديف المصنف الثاني عالمياً اللاعب الأعلى تصنيفاً في البطولة (إ.ب.أ)
في غياب ديوكوفيتش سيكون الروسي ميدفيديف المصنف الثاني عالمياً اللاعب الأعلى تصنيفاً في البطولة (إ.ب.أ)
TT
20

كأس محترفي التنس من دون «الكبار» تقدم لمحة عن مستقبل اللعبة

في غياب ديوكوفيتش سيكون الروسي ميدفيديف المصنف الثاني عالمياً اللاعب الأعلى تصنيفاً في البطولة (إ.ب.أ)
في غياب ديوكوفيتش سيكون الروسي ميدفيديف المصنف الثاني عالمياً اللاعب الأعلى تصنيفاً في البطولة (إ.ب.أ)

تنطلق النسخة الثالثة لكأس اتحاد محترفي التنس في مستهل موسم منافسات الرجال غدا السبت في سيدني الأسترالية وستكون بمثابة لمحة عن المستقبل دون «الثلاثة الكبار» في ظل غياب روجر فيدرر ورفائيل نادال ونوفاك ديوكوفيتش عنها. ويتساوى هؤلاء اللاعبون الثلاثة في عدد ألقاب البطولات الأربع الكبرى برصيد 20 لقبا لكل منهم وسيغيبون عن البطولة البالغ مجموع جوائزها 10 ملايين دولار لأسباب مختلفة.
وستقام مباريات البطولة في جهتين مختلفتين في الاستاد الأولمبي في سيدني.
ولم يذكر منظمو البطولة أي أسباب الأربعاء عند الإعلان عن غياب ديوكوفيتش الفائز مع منتخب بلاده صربيا بلقب النسخة الأولى في 2020. بينما جاء غياب السويسري المخضرم فيدرر (40 عاما) بسب خضوعه لعدة عمليات جراحية في الركبة في حين يتعافى نادال من فيروس كورونا المستجد سريع العدوى والانتشار. ويغيب عن النسخة المقبلة للبطولة أيضا المصنف الخامس عالميا الروسي أندريه روبليف الذي كان ضمن منتخب بلاده المتوج بلقب النسخة الثانية والنمساوي دومينيك تيم الفائز بلقب أمريكا المفتوحة في 2020.
وبسبب انسحاب تيم الذي يتعافى من إصابة في المعصم ودينيس نوفاك لم تتأهل النمسا للبطولة وشاركت فرنسا بدلا منها.
وسيشارك في النسخة الثالثة 16 منتخبا بزيادة أربعة منتخبات عن نسخة العام الحالي رغم أن النسخة الأولى شارك فيها 24 فريقا وفازت بها صربيا بقيادة ديوكوفيتش. وقال دوسان لايوفيتش الذي سيكون على رأس المنتخب الصربي في غياب ديوكوفيتش أمس الخميس «هناك فرق كبير عندما يكون المصنف الأول عالميا في فريقك وعندما لا يكون في الفريق».
وأضاف لايوفيتش «بالتأكيد يرتفع سقف التوقعات كثيرا عندما يكون نوفاك في الفريق. حاليا ربما نكون نحن على الهامش قليلا الآن. ربما يكون هذا الوضع أفضل لنا أو ربما يكون سيئا. سنرى. لكن الوضع مختلف بالتأكيد».
ولم يبلغ ديوكوفيتش زميله في المنتخب الصربي لايوفيتش بأي تفاصيل تتعلق بأسباب انسحابه من كأس اتحاد محترفي التنس وقال لايوفيتش إنه لا يعرف حتى الآن موقف مواطنه الحاصل على 20 لقبا كبيرا فيما يتصل بالمشاركة في بطولة أستراليا المفتوحة.
وترددت إشاعات وتكهنات كثيرة حول مشاركة ديوكوفيتش (34 عاما) في أولى البطولات الأربع الكبرى للعام المقبل بسبب موقف النجم الصربي من التطعيم المضاد لفيروس كورونا المستجد سريع العدوى والانتشار وإصرار منظمي البطولة التي تقام في ملاعب ملبورن بارك على تلقي جميع المشاركين اللقاح.
وفي غياب ديوكوفيتش سيكون الروسي دانييل ميدفيديف المصنف الثاني عالميا اللاعب الأعلى تصنيفا في البطولة عندما يقود فريق بلاده للدفاع عن لقبه بينما ترشح التوقعات أيضا إيطاليا وصيفة البطل للمنافسة على اللقب في ظل وجود اثنين من قائمة أول 10 مصنفين على العالم في تشكيلتها وهما ماتيو بريتيني ويانيك سينر. وستقسم الفرق إلى أربع مجموعات تتكون كل منها من أربعة فرق وسيتأهل أول فريق في كل مجموعة للدور قبل النهائي.
وتأتي هذه البطولة قبل انطلاق بطولة أستراليا المفتوحة أولى البطولات الأربع الكبرى للعام المقبل والتي تنطلق في ملاعب ملبورن مبارك الصلبة في 17 يناير (كانون الثاني) المقبل.
ومع غياب فيدرر ونادال وديوكوفيتش فإن البطولة ستوفر لمحة عن مستقبل البطولات في المستقبل. وقال المصنف الرابع عالميا اليوناني ستيفانوس تيتيباس: «أعتقد أن الوضع بصفة عامة سيكون على هذه الشاكلة خلال السنوات القليلة المقبلة». وأضاف تيتيباس «علينا الاعتياد على هذا الوضع مبكرا. إنه واقع مختلف تماما. سنرى كيف سيكون التنس دون الثلاثة الكبار..».


مقالات ذات صلة

«بي إن بي باريبا» يجدد رعايته لبطولة إنديان ويلز حتى 2029

رياضة عالمية سيُطلق على بطولة التنس في إنديان ويلز اسم «بي إن بي باريبا» المفتوحة (رويترز)

«بي إن بي باريبا» يجدد رعايته لبطولة إنديان ويلز حتى 2029

سيُطلق على بطولة التنس في إنديان ويلز بولاية كاليفورنيا الأميركية رسمياً اسم «بي إن بي باريبا» المفتوحة خلال السنوات الخمس المقبلة.

«الشرق الأوسط» (انديان ويلز)
رياضة عالمية الروسية ميرا أندرييفا تواصل تألقها في «إنديان ويلز» (رويترز)

«إنديان ويلز»: أندرييفا تطيح شفيونتيك وتلاقي سابالينكا في النهائي

فجرت موهبة التنس الصاعدة بسرعة صاروخية، الروسية ميرا أندرييفا، مفاجأة جديدة وأقصت البولندية إيغا شفيونتيك حاملة لقب دورة إنديان ويلز.

«الشرق الأوسط» (إنديان ويلز)
رياضة عالمية الروسية الشابة ميرا أندرييفا (رويترز)

أندرييفا «المراهِقة» تركز على مبارياتها بدلاً من التصنيف

تتقدم الروسية الشابة ميرا أندرييفا بسرعة فائقة في تصنيف محترفات كرة المضرب، لدرجة أن ابنة السبعة عشر عاماً لم تعد مهتمة برصد موقعها المميز.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
رياضة عالمية الإسباني كارلوس ألكاراس يواصل تألقه في إنديان ويلز (رويترز)

«دورة إنديان ويلز»: ألكاراس يواصل بنجاح طريقه إلى «الثلاثية»

واصل الإسباني كارلوس ألكاراس المصنّف ثالثاً عالمياً بنجاح رحلة الدفاع عن لقبه في دورة إنديان ويلز للماسترز ألف نقطة في كرة المضرب.

«الشرق الأوسط» (انديان ويلز)
رياضة عالمية البولندية إيغا شفيونتيك إلى نصف نهائي «إنديان ويلز» (رويترز)

«إنديان ويلز»: شفيونتيك تواجه الروسية الواعدة أندريفا في قبل النهائي

فازت البولندية إيغا شفيونتيك 6 - 3 و6 - 3 على الصينية تشنغ تشين ون، لتتأهل إلى قبل نهائي بطولة «إنديان ويلز» للتنس.

«الشرق الأوسط» (إنديان ويلز)

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.