سحب إعلان لعمرو دياب بعد اتهامه بـ«تشجيع التحرش»

أعلنت إحدى شركات السيارات الفرنسية سحب إعلان ترويجي لطراز جديد من السيارات التي تنتجها، ظهر فيه المطرب المصري عمرو دياب، في أعقاب تعرضها لانتقادات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي والجماعات المدافعة عن حقوق المرأة، لاحتواء الإعلان على مشهد اعتبره البعض «مشجعاً على التحرش».
واعتذرت شركة «سيتروين»، في بيان رسمي نشرته على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي أمس، للجمهور المصري، ولكل من ساءه هذا المشهد، وقالت إنها «تحرص على مشاعر جميع المجتمعات في البلدان التي تعمل بها، ولا تتسامح مع التحرش بكل أشكاله»، مضيفة: «نحن نتفهم التأثير السلبي لمشهد ظهر في أحدث إعلان تلفزيوني للسيارة في مصر، الذي اعتبره البعض غير لائق»، معلنة: «سحب هذه النسخة من الإعلان من جميع منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها».
وأثار إعلان عمرو دياب حالة من الجدل لتضمنه التقاط النجم عمرو دياب لصورة لفتاة كاد يصطدم بها بواسطة الكاميرا المدمجة الموجودة في مقدمة السيارة، وهو ما اعتبره رواد مواقع التواصل الاجتماعي «تشجيعاً على التحرش وانتهاك خصوصية الفتيات، وتصويرهن من دون موافقتهن».
الدكتور صفوت العالم، أستاذ العلاقات العامة والإعلان في جامعة القاهرة، أكد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الإعلان لا بد أن يراعي ثقافة المجتمع وقيمه وأخلاقياته، وأن يحمي المستهلك ولا ينشط السلوكيات المعيبة وغير المقبولة».
وأضاف العالم أنّه «من الطبيعي أن تستجيب الشركة وتسحب الإعلان بعد الجدل والانتقادات التي تعرض لها، لأنّه يؤثر سلبا على سمعة المنتج، وقد يقلل مبيعاته»، مشيراً إلى أنّ «بعض الشركات قد تحاول الاستفادة من حالة الجدل للتعريف أكثر بمنتجها، لكن الأمر سلاح ذو حدين، حيث يدخل في نطاق الدعاية السلبية للمنتج».
وأكد خبراء إعلام مصريين أنّه يوجد صراع لدى صناع الإعلان، بين محاولات جذب الجمهور، واحترام القيم والمعايير الأخلاقية للمجتمع، وأحياناً تخفق شركات الدعاية في تحقيق هذه المعادلة الصعبة، فرغم نجاح الإعلان بإثارة الجدل، فإنه فشل في احترام المعايير المهنية والأخلاقية للمجتمع.
وفي بيانها أشارت الشركة إلى أنّ «المشهد المثير للجدل كان يسلط الضوء على خاصية الكاميرا المدمجة عالية الدقة المصممة لالتقاط لحظات قيادة فريدة، وتحسين سلامة قائد المركبة».
وفي الوقت الذي سحبت الشركة الإعلان واعتذرت عنه لم يصدر أي تصريح من الفنان عمرو دياب، وهو ما أثار حالة من الاستياء بين الجمهور، وسط تأكيد خبراء على مسؤولية الفنان الاجتماعية في تقييم خطواته وعدم الإقدام على تنفيذ عمل يسيئ للمجتمع».
وقال العالم إنّ «ظهور نجم بحجم عمرو دياب في هذا المشهد سيشجع كثيرين على تقليده، ويدفع لنشر سلوكيات معيبة في المجتمع، وهو أمر كان لا بد من وضعه في الاعتبار عند تنفيذ هذا الإعلان مراعاة للقواعد الأخلاقية».
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها وقف أو سحب إعلانات بعد نشرها بسبب اعتراضات الجمهور، ففي يونيو (حزيران) عام 2016 أوقفت إعلانات «الدندو» ومشروب «بيريل»، وقطونيل ودايس، لـ«عدم احترامها للذوق العام والعادات والتقاليد المجتمعية وخروجها عن الآداب العامة»، حسب بيان جهاز حماية المستهلك في مصر.