عبد الحسين عبد الرضا يعود للمسرح بكوميديا سياسية مع نص «هذي خلاجينه»

من تأليف ليلى أحمد ويعرض بالتزامن مع افتتاح أكبر مسرح باسمه في الكويت

عبد الحسين عبد الرضا
عبد الحسين عبد الرضا
TT

عبد الحسين عبد الرضا يعود للمسرح بكوميديا سياسية مع نص «هذي خلاجينه»

عبد الحسين عبد الرضا
عبد الحسين عبد الرضا

في بادرة تكريمية لما قدمه خلال مسيرته الفنية، أطلقت وزارة الإعلام الكويتية اسم الفنان عبد الحسين عبد الرضا على أحدث وأكبر مسارحها الجديدة وهو مسرح السالمية الذي يتسع لألف كرسي، ما يجعله أكبر دار عرض في دولة الكويت، وكي لا يكون التكريم نمطيا، فقد طرح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحه على الفنان عبد الحسين عبد الرضا اقتراحا بتقديم عرض مسرحي سياسي كوميدي يعالج من خلاله قضايا الساحة الكويتية بما تمور به من حراك سياسي واجتماعي، ومن المتوقع عرضه في شهر أكتوبر (تشرين الأول) أو نوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين بالتزامن مع افتتاح المسرح.
الفنان عبد الحسين وافق من حيث المبدأ على أن يبحث عن نص مناسب، وعاد إلى مكتبته فوجد نصا كتبته الناقدة والإعلامية ليلى أحمد اسمه «و..هذي خلاجينه» وكانت قد ألفته في عام 2010 وتجري اليوم جلسات قراءة متعددة للنص بين الفنان والكاتبة، حيث يضيف عبد الحسين الكثير من «الإفيهات» المناسبة للعمل، كما تقول الكاتبة ليلى أحمد لـ«الشرق الأوسط»: «كان من المزمع أن يمثله عبد الحسين قبل عدة سنوات، لكنه انشغاله بتصوير عملين تلفزيونين، هما (أبو الملايين) و(العافور)، إلى جانب مروره ببعض الأزمات الصحية، حال دون ذلك».
وحول مضمون النص تشرح ليلى أحمد قائلة: نص «و..هذي خلاجينه» قد يكون امتدادا معاصرا لمسرحية قديمة شهيرة كان عنوانها «هذا سيفوه» عرضت سنة 1987 وتنتمي للمسرح السياسي الكوميدي الناقد لأوضاع البلد، وكتبها عبد الأمير التركي، والتي أوقف عرضها بعد دعوى قضائية تم تحريكها ضدهم من قبل غرفة التجارة بتأييد من بعض التيارات المناوئة للعمل، فلم يتم تصوير العمل، وكان من بطولة عبد الحسين الذي أدى دور الشاب «الطويل اللسان» الناقد لكل شيء في البلاد، وظهر الفنان سعد الفرج في دور أبو مجبل، وخالد النفيسي وإبراهيم الصلال في دور رجلين من رجال الدين بالحي، وشخصيات أخرى مثل محمد السريع وداود حسين وآخرين.
وتتابع ليلى أحمد: عنوان المسرحية مأخوذ من مثل كويتي قديم «هذا سيفوه وهذي خلاجينه» وطلب الفنان عبد الحسين مني أن أجدد في النص وأدخل عليه أوكسجينا جديدا ليكون متوافقا مع الظروف المستجدة في البلاد، وهو ما يجري فعلا هذه الأيام بالمتابعة المباشرة من الفنان عبد الحسين، والذي يستعد لتقديمه في بداية الموسم الجديد أكتوبر أو نوفمبر المقبلين.
شخصية متلونة
وعن الملامح العامة للعرض، توضح ليلى أحمد أن نص «و..هذي خلاجينه» يتحدث عن نائب بالبرلمان كان دائما «يبصم» مع الحكومة، ولكنها لم تمنحه أيا من الامتيازات فقرر أن يتحول إلى نائب معارض فيقدم استجوابا لوزير التربية بسبب «بوفيه» بمدرسة تعثر بها تلميذ أحد ناخبيه فقرر أن يقدم استجوابا لوزير التربية الذي ربما لم يفتح باب المناقصات، فيما نجله الوحيد لديه شركة مقاولات ولم يحصل على أي شيء فقرر أن يكون متلونا من خلال أشكال متعددة للشخصيات الفاسدة، وبالمقابل يطرح نص «و..هذي خلاجينه» نماذج من النواب الوطنيين بمجلس الأمة. وتختتم ليلى أحمد بقولها: «النص يدخل في نطاق الكوميديا السوداء».



لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
TT

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})

طوت المطربة التونسية لطيفة أزمة أغنية «المصري»، التي جرى تغيير كلماتها في حفل مبادرة «تحدي القراءة» بالإمارات، مؤكدة اكتفاءها بردّ الشاعر المصري جمال بخيت، مؤلف كلمات الأغنية الأصلية والجديدة.

وتنشغل لطيفة، في الوقت الراهن، بتجهيز ألبومها الجديد، الذي يجمعها مجدداً مع الموسيقار اللبناني زياد الرحباني بعد 17 عاماً من لقائهما الأول، وسيصدر ألبومهما الجديد في بداية 2025. وقالت لطيفة، خلال حوارها مع «الشرق الأوسط»، إن زياد الرحباني سابق لكل موسيقيّي عصره، وأنها لا تتنازل عن تصوير كل أغنياتها، ولا تقبل تحكُّم أي جهة إنتاج فيما تقدمه، فهي تملك زمام أمرها وتنتج أعمالها بنفسها.

تعود لموسيقى زياد رحباني بعد 17عاماً من تعاونهما الأول ({الشرق الأوسط})

وكان الشاعر جمال بخيت، مؤلف الأغنية التي غنتها لطيفة في فيلم «سكوت هنصور» للمخرج الراحل يوسف شاهين، قد أوضح، عبر حسابه بـ«فيسبوك»، أنه المسؤول الأول والأخير عن التغيير الذي طال النص، قائلاً: «لقد اعتقد البعض أن لطيفة جاءت بشاعر آخر لكتابة كلمات جديدة، وهذا مستحيل قانوناً، وانبرت بعض الأقلام بهجوم مُسيء على الفنانة الكبيرة دون وجه حق»، مؤكداً أنه كتب النص من عقله وروحه، وأن «كتابة كلام مختلف على نفس اللحن أسلوب فني حدث كثيراً مع أعمال غنائية مهمة».

وعن عودتها للتعاون مع زياد الرحباني، بعد كل هذه السنوات التي شهدت تطوراً في الموسيقى، تقول لطيفة: «زياد الرحباني خارج الزمن، ولموسيقاه طاقة أخرى وطريق آخر في الكون، هو سابق عصر الموسيقى في العالم العربي بسنوات ضوئية، وهذا ليس رأيي فقط، بل رأي الراحل عمار الشريعي وغيره من المبدعين، فموسيقاه لكل الأزمنة ويُعدّ مدرسة خاصة في إبداعاته».

تتمنى الفنانة لطيفة تنفيذ وصية المخرج الراحل يوسف شاهين ({الشرق الأوسط})

يحلو لها الحديث عنه فتقول: «كنت أسمعه وأنا بالمدرسة في تونس، وكنت أتبادل وزملائي شرائط الكاسيت لمسرحياته، وأذكر أنه في مؤتمر صحافي في التسعينات نقلته إذاعة الشعب، وكانت تجلس بيروت كلها بجوار الراديو لسماعه، وسألوه عن الفنانين الذين يمكن أن يعمل معهم دون شروط، فقال: لطيفة التونسية، وأخذتني صديقة مشتركة إلى الاستديو في يوم من أحلى أيام عمري، فلم أكن أصدِّق أن ألتقيه، وبدأنا بعدها نعمل على ألبومنا الأول (معلومات أكيدة)».

وعن مدى حرصها على التنوع في الألبوم تجيب بثقة: «هذا التنوع لا يُطلَب من زياد، فهو مختلف ومتنوع في الموسيقى والإيقاعات وكل شيء، وتوليفة لا تتكرر».

وأنهت لطيفة ألبومها قبل الحرب الجارية في لبنان، لكنها تقول: «لو لم ينته الألبوم لبقيت في لبنان، ومستعدة أن أستقل، الآن، أول طائرة لبيروت، فقد تعايشت مع انفجارات سابقة بها، فكنتُ على بُعد أمتار من موقع اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وقد نجوتُ بفضل الله، حيث كنت أعرض مسرحية (حكم الرعيان) لمنصور الرحباني».

تفخر لطيفة بأنها قدمت المسرح الغنائي كما يجب في {حكم الرعيان} ({الشرق الأوسط})

وعن العرض تقول: «كنت، كل يوم، أشكر الله مع فتح الستار؛ لأن هذا هو الفن الهادف المحترم المُبهر الذي أحبه، لكن لم تُعرَض عليَّ أعمال بهذا المستوى، كما أنني لا أقبل بالمسرح الذي ينتهي فجراً، فكنا نقدم العرض في ساعة ونصف الساعة، كما أن الرحابنة هم أكثر من قدموا المسرح الغنائي».

وتكشف لطيفة عن ملامح الألبوم الجديد قائلة: «يضم 7 أغانٍ من ألحان زياد الرحباني؛ من بينها أغنيتان من كلمات الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد، وهو أبي الروحي، وجمعنا 20 سنة من الأغنيات الحلوة، كان عمري 4 سنوات حين غنيت له (فكروني)، ثم اكتشفت أن كل أغنية أحبها تكون من كلماته مثل (أوقاتي بتحلو)، و(مستنياك)».

وتضيف لطيفة: «لقد وضع الله عبد الوهاب في طريقي حين جئت إلى مصر للمرة الأولى، وتبنّاني مع الموسيقار بليغ حمدي، وهما مَن جعلاني أقرر البقاء في مصر، ولولاهما لَما كانت لطيفة، وأقنعاني بأن أبقى في مصر، وقد ترك لي كل أعماله الأخيرة».

وأوصى الشاعر الراحل بأن تذهب أغنيات كثيرة له للطيفة، وفق تعبير الفنانة التونسية التي توضح: «مع كل ألبوم أقدِّم بعضاً من أعماله الجديدة، ففي الألبوم السابق قدمت أغنيتين من كلماته؛ إحداهما ألحان كاظم الساهر، والأخرى ألحان زياد الطويل. وقد تركت كلماته بصمة قوية في مشواري منذ (أكتر من روحي بحبك)، (بحب في غرامك)، (حبك هادي)، (استحالة)».

لا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني

لطيفة

وفي السينما لم تقدم لطيفة سوى «سكوت هنصور» مع المخرج الكبير يوسف شاهين، مبررة ذلك: «لم تتكرر تجربتي في السينما؛ لأن ما عُرض عليَّ لا يستحق التعب، لذا ركزت في أعمالي الموسيقية».

وتكشف أنها تنتظر فيلماً في مرحلة الكتابة تحمست لفكرته، قائلة: «الآن أفكر في العودة للسينما، قد تكون لي تجربة، العام المقبل، فأنا أودّ أن أنفذ وصية يوسف شاهين، فقد قال لي قبل وفاته: (اوعديني بمواصلة التمثيل لأن بداخلك ممثلة لم يأت مثلها منذ سنوات)، وأنا أحب التمثيل وأحب الفن الراقي، وقدمت مسلسل (كلمة سر) قبل سنوات».

أشعار الراحل عبد الوهاب محمد لها بصمة قوية في مشواري

لطيفة

وتولي لطيفة اهتماماً لافتاً بتصوير أغنياتها، فهي لديها رصيد كبير من الأغنيات المصورة، وتبحث دوماً عن الفكرة والشكل المتجدد، وتعقد جلسات عمل مع المخرج اللبناني وليد ناصيف الذي صوَّر لها ألبومها الماضي بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وتصف لطيفة نفسها بـ«ملكة التجدد والتحدي والإرادة»، مشددة على أن الفنان يجب أن يتجدد، وترى أن التحضير للتصوير أهم شيء، وتتبادل الأفكار حالياً مع ناصيف، استعداداً لبدء التصوير الشهر المقبل.

وتختتم لطيفة حوارها بنبرة مفعمة بالرضا: «الآن، أحصد كل ما زرعته، فأغنياتي كلها (ديجيتال) عبر قناتي بـ(يوتيوب)، والحقوق كلها مِلكي؛ لأنني أرفض أن يتحكم بي منتج، ولا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني».