أسعار النفط تتخطى 80 دولاراً للبرميل

موسكو: «أوبك بلس» متمسكة بسياستها الإنتاجية

جاء ارتفاع النفط بعد إعلان تراجع مخزونات النفط والبنزين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي (رويترز)
جاء ارتفاع النفط بعد إعلان تراجع مخزونات النفط والبنزين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

أسعار النفط تتخطى 80 دولاراً للبرميل

جاء ارتفاع النفط بعد إعلان تراجع مخزونات النفط والبنزين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي (رويترز)
جاء ارتفاع النفط بعد إعلان تراجع مخزونات النفط والبنزين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط للجلسة السادسة على التوالي، خلال تعاملات أمس (الأربعاء)، مقتفية أثر صعود واسع النطاق في الأسواق العالمية، وتخطت حاجز الـ80 دولاراً للبرميل.
وصعد خام برنت 1.4 في المائة 80.16 دولار للبرميل بحلول الساعة 1540 بتوقيت غرينتش. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.00 في المائة إلى 77.37 دولار للبرميل. وصعد كلا الخامين قرب أعلى مستوى لهما في شهر.
وعوضت الأصول من النفط إلى الأسهم، الخسائر من أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما دفع المتحور «أوميكرون» من فيروس كورونا المستثمرين إلى البحث عن أصول تمثل ملاذات آمنة. ومع تراجع أسوأ المخاوف المتعلقة بـ«أوميكرون»، عاد المستثمرون إلى الأصول العالية المخاطر.
جاء ارتفاع أسعار النفط بعد بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس، التي أوضحت أن مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة هبطت الأسبوع الماضي.
وأضافت الوكالة الحكومية، أن مخزونات الخام انخفضت بمقدار 3.6 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 24 ديسمبر (كانون الأول) إلى 420 مليون برميل، مقارنة بتوقعات محللين شملهم استطلاع لـ«رويترز» والتي أشارت إلى انخفاض قدره 3.1 مليون برميل. وزادت مخزونات الخام في مركز التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما بمقدار 1.1 مليون برميل.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة، أن مخزونات البنزين الأميركية تراجعت 1.5 مليون برميل على مدار الأسبوع الماضي إلى 222.66 مليون برميل، في حين كان من المتوقع أن ترتفع 500 ألف برميل. وانخفضت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 1.7 مليون برميل مقابل توقعات لزيادة قدرها 200 ألف برميل.
وارتفع صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 515 ألف برميل يومياً إلى 3.83 مليون برميل يومياً.
في الأثناء، ذكر نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، أمس، أن مجموعة «أوبك بلس» لكبار منتجي النفط تقاوم دعوات من واشنطن لزيادة الإنتاج لأنها لا تريد الحيد عن سياستها. وضغطت الولايات المتحدة مراراً على «أوبك بلس» لتسريع زيادات الإنتاج مع ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة وتراجع شعبية الرئيس جو بايدن. وفي مواجهة رفض «أوبك بلس»، قالت واشنطن في نوفمبر، إنها ومستهلكين آخرين سيسحبون من احتياطياتهم الاستراتيجية من الخام.
ولدى سؤاله عن سبب رفض «أوبك بلس» الدعوات الأميركية، ذكر نوفاك، أن لدى المجموعة رؤية طويلة المدى. وقال لمؤسسة «آر بي سي» الإعلامية «نعتقد أنه سيكون من المناسب بالنسبة للسوق أن يظهر في المدى المتوسط كيف سنزيد الإنتاج مع تنامي الطلب». وأضاف «على الشركات المنتجة أن تعي مسبقاً أي استثمارات يجب أن تخطط لها لضمان زيادة في الإنتاج».
واتفقت «أوبك» وحلفاؤها هذا الشهر على التمسك بسياستهم الحالية المتمثلة في الزيادات الشهرية في إنتاج النفط على الرغم من المخاوف من أن يؤدي سحب الولايات المتحدة من احتياطيات الخام والسلالة الجديدة «أوميكرون» المتحورة من فيروس كورونا إلى حدوث انهيار جديد في أسعار الخام.
وقال نوفاك أيضاً، إن السحب المحتمل من المخزونات الاستراتيجية من قِبل الولايات المتحدة وكبار المستهلكين الآخرين سيكون له تأثير محدود قصير المدى على سوق النفط.
وأضاف، أنه يتوقع ارتفاع الطلب العالمي على الخام بنحو أربعة ملايين برميل يومياً العام المقبل بعد زيادة تصل إلى خمسة ملايين برميل يوميا هذا العام. وأفاد بأن سعراً للنفط بين 65 و80 دولاراً للبرميل سيكون مناسباً العام المقبل. وانضمت عشر دول لمنظمة «أوبك» لتشكيل تجمع «أوبك بلس» في عام 2016.


مقالات ذات صلة

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار «وكالة الطاقة الدولية»... (رويترز)

هل تراجع إدارة ترمب دور الولايات المتحدة في تمويل «وكالة الطاقة الدولية»؟

يضع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، والجمهوريون في الكونغرس «وكالة الطاقة الدولية» في مرمى نيرانهم، حيث يخططون لمراجعة دور الولايات المتحدة فيها وتمويلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.