لبنان ينتظر غاز مصر وكهرباء الأردن لرفع ساعات التغذية

وزير الطاقة متحدثاً في بعبدا (تويتر)
وزير الطاقة متحدثاً في بعبدا (تويتر)
TT

لبنان ينتظر غاز مصر وكهرباء الأردن لرفع ساعات التغذية

وزير الطاقة متحدثاً في بعبدا (تويتر)
وزير الطاقة متحدثاً في بعبدا (تويتر)

وعد وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، أمس (الأربعاء)، بتأمين تغذية كهربائية أكثر من عشر ساعات يومياً، عندما يصل الغاز المصري إلى لبنان، عبر الأردن وسوريا، لتشغيل محطة إنتاج كهربائي في الشمال.
وينتظر وصول الغاز المصري إلى لبنان للمساهمة في حل جزئي لمشكلة انقطاع الكهرباء المتواصلة منذ الصيف الماضي، بعد استكمال إجراءات فنية متصلة بالتوصيل، وسط توقعات مصرية بوصول الغاز إلى لبنان في الربع الأول من العام الجديد.
وقال فياض بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في القصر الرئاسي، أمس، إن تحسين التغذية والنهوض بقطاع الكهرباء «يسير على السكة عبر موضوع الغاز القادم من مصر عبر سوريا، ما يتيح التغذية لـ8 ساعات إضافية»، لافتاً إلى أن استجرار الكهرباء من الأردن عبر سوريا أيضاً «سيزيد التغذية ساعتين»، ما يعني أن التغذية ستصل إلى عشر ساعات بفعل إمدادات الغاز المصري والطاقة الأردنية.
ويعول لبنان على ضخ الغاز المصري عبر الأنبوب العربي الذي يمر في الأردن وسوريا، لإيصال الغاز إلى شمال لبنان وتشغيل محطة إنتاج كهربائي، من شأنه أن يخفف أزمة انقطاع الكهرباء ويوفر ساعات إضافية من التغذية الكهربائية تتراوح بين أربع وست ساعات إضافية يومياً.
وتحول الأعطال بخط أنابيب الغاز العربي دون توفير الغاز مباشرة لتوليد الكهرباء في محطة إنتاج واقعة في شمال لبنان. وقال فياض إن «إصلاح الخط يجب أن يستغرق شهراً ونصف الشهر ما يسمح بوصول الغاز إلى دير عمار (محطة إنتاج في الشمال)، ومن ناحية ثانية يجب أن تكمل مصر العمل الذي يقوم به».
وكان وزير البترول المصري طارق الملا توقع، الأسبوع الماضي، وصول الغاز الطبيعي إلى لبنان خلال الربع الأول من العام المقبل، وقال إن خط أنابيب توصيل الغاز يخضع لإصلاحات فنية حالياً بالنظر إلى حالته، كونه لم يعمل منذ عشر سنوات، لافتاً إلى أن «المسألة إجرائية، وفي ظل إجازات الأعياد الحالية نتوقع وصوله خلال الربع الأول من العام المقبل».
والى جانب الإجراءات الفنية، ينتظر الضخ أيضاً إجراءات سياسية. وأكد وزير البترول المصري دعم الإدارة الأميركية لهذه العملية، مشيراً إلى أن الاتصالات متواصلة، لكنه تحدث عن انتظار بعض الإجراءات السياسية.
وبدأ العمل على إجراءات ضخ الغاز في أغسطس (آب) الماضي، حين تبلغ الرئيس اللبناني من السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا استعداد بلادها لمساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا، وتسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولاً إلى شمال لبنان. وعقدت مفاوضات مع البنك الدولي لتأمين تمويل ثمن الغاز المصري وإصلاح خطوط نقل الكهرباء وتقويتها والصيانة المطلوبة لأنابيب الغاز.
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، اتفقت حكومات أربع دول عربية على ضخ الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان، عبر الأردن وسوريا، لمساعدته على تعزيز إنتاجه من الكهرباء، لتخفيف أزمة الطاقة.
وبعد عشرين عاماً على إنشاء الأنبوب، توقف العمل بهذا الخط عام 2011، ويستدعي إعادة تشغيله، إصلاحه في عدة مواقع، خصوصاً في سوريا ولبنان، ليتمكن من استقبال كميات من الغاز تتدفق عبره وصولاً إلى شمال لبنان، لإعادة تشغيل محطة إنتاج كهربائي عاملة على الغاز في دير عمار. وتبلغ القدرة الاستيعابية لخط الأنابيب 7 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً، على امتداد 1200 كلم.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.