إسرائيل لا تعارض «اتفاقاً جيداً» مع إيران

رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت خلال اجتماع مجلس الوزراء بالقدس في 19 ديسمبر 2021 (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت خلال اجتماع مجلس الوزراء بالقدس في 19 ديسمبر 2021 (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل لا تعارض «اتفاقاً جيداً» مع إيران

رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت خلال اجتماع مجلس الوزراء بالقدس في 19 ديسمبر 2021 (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت خلال اجتماع مجلس الوزراء بالقدس في 19 ديسمبر 2021 (إ.ب.أ)

بعد أسابيع عدة من الإدلاء بتصريحات تركت انطباعاً بأن هناك خلافات بين البلدين، أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، أمس، أن حكومته لا تخالف الإدارة الأميركية في الموقف من «الاتفاق النووي» ولا تعارض التوصل إلى «اتفاق جيد» مع طهران، لكنه طالب القوى الكبرى بموقف أكثر صرامة في محادثات فيينا.
وقال بنيت في حديث مع «إذاعة الجيش الإسرائيلي»، أمس: «نحن لا نبحث عن شجارات. ولن نعارض أي اتفاق نووي يوقع بين إيران والدول العظمى. وإن كان ذلك اتفاقاً جيداً؛ فنحن سنرحب به. وفي نهاية الأمر قد يجري التوصل إلى اتفاق جيد فعلاً، فدول الغرب الصديقة تسعى إلى ذلك. لكن جنباً إلى جنب مع هذا، يجب أن أؤكد أن إسرائيل ستحتفظ بحقها في العمل وستدافع عن نفسها بقواها الذاتية». وأضاف: «نحن نعرف المعايير. هل من المتوقع أن يحدث ذلك (الاتفاق الجيد) الآن في الظروف الحالية؟ لا؛ لأنه يجب أن يكون هناك موقف أكثر حزماً».
وانتقد بنيت أسلوب المفاوضات الجارية في فيينا بقوله إن «إيران تتفاوض من موقف ضعيف للغاية. لكن للأسف العالم يتصرف كما لو أنها في موقف قوي» حسب «رويترز».
وسئل بنيت عن رأيه في تصريحات سلفه، بنيامين نتنياهو، الذي اتهمه بالتلبك في الموضوع الإيراني، فقال: «منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي، وقبل شهرين من تشكيل حكومتي، خصبت إيران (يورانيوم) بمستوى 60 في المائة، وهذا أخطر وضع في تاريخنا. رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، هو آخر من يمكنه إعطاء المواعظ في الشأن الإيراني. وفي أحد الأيام، عندما يتم فتح التاريخ، فسيرون الفجوة التي لا يقبلها العقل بين الكلمات الكبيرة التي كان يتفوه بها وبين الإرث الصعب والثقيل التي تركه لنا على أرض الواقع».
ونفى بنيت أن يكون قد تعهد للولايات المتحدة بسياسة «صفر مفاجآت» ضد إيران، كما يتهمه نتنياهو. وقال: «في بداية ولايتي وضعت أمامي هدفاً بإخراج إسرائيل من الوضع الذي تحولنا فيه إلى دولة الحزب الأميركي الواحد، والعودة إلى دولة تكون مدعومة من الحزبين الكبيرين؛ الديمقراطي والجمهوري، في الولايات المتحدة. وأؤكد لكم أنني لا أتفق مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، حول جميع القضايا، وعندما تكون هناك فجوات في المواقف؛ فإنني أعبر عنها وأعمل من أجل دفع المصلحة الإسرائيلية».
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، حذر، أمس، بأن بلاده مستعدة للعمل بمفردها ضد إيران وطموحاتها النووية إذا اقتضت الحاجة.
وأجرى لبيد مباحثات هاتفية مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، تطرق فيها إلى تجدد المباحثات النووية في فيينا. ومع أن لبيد رفض إعطاء تفاصيل عن هذه المحادثة، فإن مقربين منه أكدوا أن هذه المفاوضات طغت على المباحثات بين الطرفين، إلى جانب موضوع النشاط الإسرائيلي في سوريا. وقال لبيد في بيان مقتضب على حسابه في «تويتر» إنه تحدث «مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حول مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية والملفات الرئيسية».
وأشار لبيد إلى أنه اتفق مع لافروف على عقد لقاء ثنائي بينهما «في أقرب وقت ممكن ووفقاً للقيود»، في إشارة إلى الإجراءات الاحترازية المفروضة للحد من انتشار فيروس «كورونا». وكان من المقرر أن يصل لافروف، خلال الشهر الماضي، إلى تل أبيب في إطار جولة بالشرق الأوسط، لكنه ألغى وصوله في اللحظة الأخيرة.



إسرائيل ترى تهديداً متزايداً من سوريا رغم النبرة المعتدلة لحكامها

إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
TT

إسرائيل ترى تهديداً متزايداً من سوريا رغم النبرة المعتدلة لحكامها

إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (الأحد)، إن التهديدات التي تواجهها إسرائيل من سوريا لا تزال قائمةً رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، وذلك وسط إجراءات عسكرية إسرائيلية لمواجهة مثل هذه التهديدات.

ووفقاً لبيان، قال كاتس لمسؤولين يدققون في ميزانية إسرائيل الدفاعية: «المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختفِ، والتطورات الحديثة في سوريا تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يدّعيها زعماء المعارضة».

وأمس (السبت)، قال القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، الذي يوصف بأنه الزعيم الفعلي لسوريا حالياً، إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتماً بالانخراط في صراعات جديدة في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.

ويقود الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، «هيئة تحرير الشام» الإسلامية، التي قادت فصائل مسلحة أطاحت بالأسد من السلطة، يوم الأحد الماضي، منهيةً حكم العائلة الذي استمرّ 5 عقود من الزمن.

ومنذ ذلك الحين، توغّلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أُقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.

كما نفَّذت إسرائيل، التي قالت إنها لا تنوي البقاء هناك، وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه «إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود»، مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا.

وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات متشددة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» و«داعش».

وندَّدت دول عربية عدة، بينها مصر والسعودية والإمارات والأردن، بما وصفته باستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

وقال الشرع في مقابلة نُشرت على موقع «تلفزيون سوريا»، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار «بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة».