أنصار نتنياهو يعتدون على نجل مناحيم بيغن

جلسة للكنيست في نوفمبر ويبدو رئيس الحكومة بنيت ونائبه لبيد (إ.ب.أ)
جلسة للكنيست في نوفمبر ويبدو رئيس الحكومة بنيت ونائبه لبيد (إ.ب.أ)
TT

أنصار نتنياهو يعتدون على نجل مناحيم بيغن

جلسة للكنيست في نوفمبر ويبدو رئيس الحكومة بنيت ونائبه لبيد (إ.ب.أ)
جلسة للكنيست في نوفمبر ويبدو رئيس الحكومة بنيت ونائبه لبيد (إ.ب.أ)

في الوقت الذي يخوض فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، سجالاً عنيفاً مع خليفته نفتالي بنيت، أقدم أنصاره على اعتداء جسدي على قادة حزب «أمل جديد» الذين انشقوا عن حزب «الليكود». وحاولوا ضرب النائب بيني بيغن (79 عاماً)، نجل الزعيم التاريخي لليمين، مناحيم بيغن، واتهموه بالخيانة.
وقد أثار الاعتداء موجة استنكار في الحلبة السياسية، واضطر النائب ميكي زوهر، الرئيس السابق لكتلة «الليكود» البرلمانية، إلى استنكاره والتحذير بالقول: «بهذه الطريقة لن نستطيع العودة إلى الحكم».
جاء هذا الاعتداء في وقت يواصل فيه نتنياهو نزع الشرعية عن حكومة بنيت «التي أقيمت بأكبر عملية خداع للناخبين»، حسب تعبيره. وفي جلسة خاصة للكنيست (البرلمان)، اتهم بنيت بالفشل في كل مهماته ودفع إسرائيل للتدهور في مواجهة «كورونا» والارتباك في التعاطي مع التهديد الإيراني، وقال إن هذه الحكومة تنسف كل ما تركه لها هو نفسه من إنجازات. ورد بنيت بخطاب حاد ألقاه من مقصورة مغلقة في قاعة الكنيست، مساء الاثنين، كونه في حجر صحي بعد أن تبين أن ابنته مصابة بفيروس كورونا. وقال إن حكومته أنقذت إسرائيل من حكم نتنياهو الفاسد والفاشل «الذي ترك لنا إرثاً رهيباً في الموضوع الإيراني».
كان حزب «أمل جديد» بقيادة وزير العدل غدعون ساعر، قد عقد اجتماعاً في بلدية بيت شيمش (قرب القدس)، بمشاركة الوزراء والنواب والنشطاء. ولدى خروجهم من الجلسة هاجمتهم مجموعة من أنصار نتنياهو، في البداية بالصراخ والشتائم، التي طالت ساعر نفسه، ناعتين إياه بـ«الأفعى السامة»، ووزير الإسكان زئيف الكين الذي اعتبروه «مؤسس التحالف مع (الإخوان المسلمين) بقيادة منصور عباس»، ورئيسة البلدية، عليزا بلوخ، التي شتمت بكلمات بذيئة. ولكن الهجوم الأكبر نفذ ضد النائب المسن، بيغن، أكبر النواب سناً في الكنيست، فقد اتهموه بخيانة إرث والده، مؤسس حزبهم «الليكود»، وشتموه قائلين «عجوز أخرق» و«يساري حقير» و«والدك يتقلب في قبره وهو يتابع أفعالك». وحاولوا ضربه، لولا تدخل مواطنين تصادف وجودهم في المكان.
نتنياهو رفض التعقيب على هذا الهجوم أو حتى إبداء التحفظ عليه، ما اعتبره المراقبون جزءاً من عملية يقوم بها نتنياهو لحرف الأنظار عن التململ في حزبه، الذي يخشى أن يتحول سريعاً إلى تمرد عليه. ففي «الليكود» تتغلغل الفكرة بأن وجود نتنياهو في رئاسته هو الذي يضمن بقاء حكومة بنيت، ويمنع الحزب من تشكيل ائتلاف آخر في الدورة البرلمانية الحالية.
وقد لوحظ أن عدداً من القادة الذين يرغبون في المنافسة على رئاسة الحزب، يتحركون شعبياً، ويستعدون لعهد ما بعد نتنياهو، في مقدمتهم يسرائيل كاتس، وزير المواصلات السابق. وقد هاجمه نتنياهو بشكل مباشر، واتهمه بضعضعة مكانة الحزب أمام خصومه لمجرد حديثه عن «ضرورة وضع استراتيجية جديدة للحزب». وهاجمته وزيرة الداخلية السابقة ميري ريغف، المقربة من نتنياهو، وحذرته من أن يسير في طريق ساعر، «الذي يعتبر خائناً لليكود».
يذكر أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن نتنياهو ما زال القائد الذي يتمتع بأكبر شعبية في إسرائيل. ولكنه في حال إجراء انتخابات جديدة لن يستطيع تشكيل حكومة، لأنه وحلفاءه لا يتمتعون بأكثرية. بيد أن استبداله بأي قائد في «الليكود» يتيح إمكانية تشكيل حكومة بقيادته. تثير هذه الاستطلاعات غضب نتنياهو وأنصاره، ويتصرفون إزاءها بعصبية بارزة. وقد انتقد هذه العصبية وما تفرزه من تصرفات، أحد مؤيدي نتنياهو الكبار، ميكي زوهر، الذي خرج بتصريحات قبل شهرين اعتذر فيها عن سياسة الليكود «المحفوفة بالأخطاء التي قادت إلى خسارتنا الحكم». وقال «لقد أخفقنا، وارتكبنا عدداً غير قليل من الأخطاء وأنا نفسي أنتقد نفسي على ذلك. ولكي نعود إلى الحكم يجب أن نصحح هذه الأخطاء». وفي أمس انتقد أنصار نتنياهو على هجومهم في بيت شيمش، بقوله: «بهذه الأساليب وبهذه اللغة لن نستطيع العودة إلى الحكم».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.