الجزائر وموريتانيا يوقعان اتفاقيات تعاون في عدة مجالات

تشمل التعليم والصحة والتكوين المهني والمؤسسات المصغرة

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مستقبلاً نظيره الموريتاني بقصر المرادية أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مستقبلاً نظيره الموريتاني بقصر المرادية أمس (أ.ف.ب)
TT

الجزائر وموريتانيا يوقعان اتفاقيات تعاون في عدة مجالات

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مستقبلاً نظيره الموريتاني بقصر المرادية أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مستقبلاً نظيره الموريتاني بقصر المرادية أمس (أ.ف.ب)

أشرف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، رفقة نظيره الموريتاني أمس على مراسم توقيع اتفاقيات تعاون، شملت عدة قطاعات حيوية، وذلك على هامش زيارة الدولة، التي يقوم بها الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الجزائر.
وتخص اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، قطاعات التعليم العالي والبحث العلمي، والصحة، والتكوين المهني والمؤسسات المصغرة.
وقال الرئيس تبون إن بلاده تعمل على تهيئة الظروف لرجال الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين، مبرزاً أن الزيارة «كانت سانحة لتبادل الرؤى حول المسائل الإقليمية والدولية، وكذا تبادل الرؤى للتحضير للقمة العربية المزمع تنظيمها في الجزائر».
من جهته، أكد الرئيس الموريتاني أن الزيارة «كانت فرصة لترسيخ علاقات التعاون بين الجزائر وموريتانيا، والتوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون الثنائي».
وتم توقيع اتفاقية تعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وقعها وزير القطاع عبد الباقي بن زيان، ونظيرته الموريتانية أمال سيدي ولد الشيخ عبد الله.
كما تم التوقيع في ذات المجال على برنامج تنفيذي للسنوات الثلاث المقبلة من قبل الوزيرين المذكورين.
وفي قطاع الصحة، تم التوقيع على برتوكول اتفاق تعاون في هذا المجال من طرف وزير القطاع عبد الرحمن بن بوزيد، والوزير الموريتاني للتشغيل والتكوين المهني، طالب ولد سيد أحمد.
وكذا مذكرة تفاهم في مجال التكوين المهني، وقعها وزير التكوين والتعليم المهنيين ياسين مرابي، ونظيره الموريتاني.
كما شملت التوقيعات أيضاً مذكرة تفاهم في قطاع المؤسسات المصغرة، وقعها عن الجانب الجزائري الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف المؤسسات المصغرة، نسيم ضيافات، وعن الجانب الموريتاني وزير التشغيل والتكوين المهني.
وتوسعت المحادثات التي أجراها الرئيس تبون مع نظيره الموريتاني لتشمل أعضاء وفدي البلدين.
وحسبما أفادت به وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، فقد شارك في هذه المحادثات، التي جرت بمقر رئاسة الجمهورية، عن الجانب الجزائري، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، كمال بلجود، بالإضافة إلى وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، ووزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد.
كما شارك في المحادثات وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان، ووزير التجارة وترقية الصادرات، كمال رزيق، ووزير التكوين والتعليم المهنيين ياسين مرابي. بالإضافة كذلك إلى الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالمؤسسات المصغرة، نسيم ضيافات. فيما حضر من الجانب الموريتاني أعضاء الوفد المرافق للرئيس ولد الشيخ الغزواني.
وكان الرئيس الموريتاني قد حل أول من أمس بمطار هواري بومدين الدولي، في إطار زيارة دولة تدوم ثلاثة أيام، وكان في استقباله الرئيس تبون.



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».