موريتانيا ترخص لمبادرة تهدف لمناهضة العبودية

بعد نحو 13 سنة من الانتظار

TT

موريتانيا ترخص لمبادرة تهدف لمناهضة العبودية

أعلن رئيس «منظمة التيار الانعتاقي المناهضة للرق» (إيرا) النائب في البرلمان الموريتاني، بيرام ولد الداه ولد أعبيدي، أن السلطات رخصت رسمياً لمنظمته التي تعمل دون ترخيص منذ تأسيسها في سنة 2008 والتي كان عليها أن تنتظر لنحو 13 سنة للاحتفال بهذا الحدث الكبير.
وقال ولد أعبيدي في مؤتمر صحافي بنواكشوط أمس (الثلاثاء)، نقلت وكالة الصحافة الألمانية مقتطفات منه، إنه سيحصل على وصل الاعتراف بمنظمته أواخر الأسبوع الحالي من وزارة الداخلية. ووصف ولد أعبيدي الاعتراف بحركته بـ«الحدث البارز».
وكانت الحكومة الموريتانية قد صادقت العام الماضي على مشروع قانون يتعلق بالجمعيات والهيئات والشبكات، يعتمد نظام التصريح بدل نظام الترخيص المسبق.
وتأسست حركة (إيرا) في نوفمبر (تشرين الثاني) من 2008 من طرف مجموعة من النشطاء، أبرزهم بيرام الداه ولد أعبيدي، وقالت وقتها إنها حركة «حقوقية» تطالب بـ«إنصاف» شريحة «الحراطين»، وهم شريحة الأرقّاء السابقين، مبرزة أنها تحارب ممارسة العبودية في موريتانيا، لكنها ظلت ممنوعة من الترخيص، وتقمع السلطات نشاطاتها طوال أكثر من عقد من الزمن.
وحازت موريتانيا لقب آخر معقل العبودية، وذلك بسبب انتشار الرق العنصري، القائم على أساس النسب في البلاد، على الرغم من المراسيم المتتالية التي صدرت لمنع هذه الممارسة.
فمن بين عدد سكانها، الذي يبلغ نحو 4.75 مليون نسمة، يُقدِّر «مؤشر الرق العالمي» أن هناك 90 ألف شخص يعيشون في ظل العبودية المتوارثة في البلاد. وعلى أرض الواقع، يُعد هذا شكلاً من أشكال العبودية القائمة على أساس النسب، التي تعامل البشر على أنهم ممتلكات، مع فرض هذه الممارسات بالقوة. فضلاً عن أن ما يقرب من 500 ألف شخص آخرين يعيشون تحت وطأة العبودية الحديثة، أو «الأوضاع الشبيهة بالعبودية».
وترفض السلطات المحلية، خصوصاً الولاة ورؤساء البلديات، تسجيل الشكاوى التي يقدمها السود المستعبدون وتناولها ومعالجتها. وبالتالي، فإن الأشخاص الذين يُعتقلون ويُقاضون ويحاكمون على حالة العبودية المتواصلة هذه هم أشخاص مكلَّفون باستمرار هذا العرف والعادة.
ونتيجة العنصرية المزمنة، يعاني الموريتانيون السود من تمييز شديد ضدهم فيما يتعلق بالتعليم والفرص الاقتصادية، التي هي السبيل الوحيدة أمامهم لتجاوز ميراث العبودية. فالحراطون تقريباً محرومون تماماً من شراء الأراضي في البلاد، ولذا يعملون في المَزارع كعبيد أو مُزارِعين مستأجرين، إضافة إلى إعطاء الموريسكيين البيض النصيب الأوفر من المحصول.


مقالات ذات صلة

«فيفا» يحقق في عنصرية لاعبي الأرجنتين... و«إجراء تأديبي» ضد فرنانديز

رياضة عالمية تشيلسي الإنجليزي أعلن عن إجراء تأديبي بحق لاعب وسطه إنزو فرنانديز (رويترز)

«فيفا» يحقق في عنصرية لاعبي الأرجنتين... و«إجراء تأديبي» ضد فرنانديز

قرر «الاتحاد الدولي لكرة القدم»، الأربعاء، فتح تحقيق بحق لاعبي الأرجنتين بسبب عنصريتهم تجاه لاعبي فرنسا خلال احتفالهم بإحراز لقب بطولة «كوبا أميركا» لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا زعيما حزب «البديل لألمانيا» أليس فايدل وتينو شروبالا يحتفلان بحصول حزبهما على 16 % من الأصوات في ألمانيا بالانتخابات الأوروبية (أ.ف.ب)

أول نائب أفريقي أسود البشرة في البرلمان الألماني يتنحى بعد تعرضه للإساءة العنصرية

أعلن كارامبا ديابي، أول نائب أفريقي المولد يدخل البرلمان الألماني، أنه لن يترشح في الانتخابات الفيدرالية المقبلة، وذلك بعد تعرضه لسلسلة من الإهانات العنصرية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق توني كروس نجم ألمانيا المعتزل (أ.ب)

​توني كروس: الهجرة في ألمانيا خارج السيطرة وابنتي أكثر أماناً بإسبانيا

يعتقد توني كروس نجم ريال مدريد تدفق المهاجرين إلى ألمانيا غير منضبط للغاية وأن البلاد قد تغيرت بشكل كبير في السنوات العشر التي مرت منذ مغادرته

«الشرق الأوسط» (برلين)
آسيا قررت حكومة «البنجاب» تشديد الترتيبات الأمنية إلى جانب حجب وسائل التواصل الاجتماعي (متداولة)

إقليم «البنجاب» الباكستاني يوصي بحظر وسائل التواصل الاجتماعي 6 أيام خلال محرم

أوصت حكومة إقليم «البنجاب» الباكستاني وزير الداخلية الاتحادي، بحظر وسائل التواصل الاجتماعي، من السادس حتى 11 من شهر محرم، للسيطرة على انتشار مواد الكراهية.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد )
شؤون إقليمية صورة من فيديو متداول يظهر توقيف الشرطة للمعتدي على السياح

توقيف تركي هدد سياحاً في إسطنبول

ألقت قوات الأمن التركية القبض على شخص هدد سيّاحاً عرباً بسكين أمام أحد المقاهي في حي سارير في مدينة إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
TT

انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)

في وقت يعاني فيه اليمنيون في صنعاء ومدن أخرى من انعدام غاز الطهي وارتفاع أسعاره في السوق السوداء، خصصت الجماعة الحوثية ملايين الريالات اليمنية لتوزيع أسطوانات الغاز على أتباعها دون غيرهم من السكان الذين يواجهون الصعوبات في توفير الحد الأدنى من القوت الضروري لهم ولأسرهم.

وبينما يشكو السكان من نقص تمويني في مادة الغاز، يركز قادة الجماعة على عمليات التعبئة العسكرية والحشد في القطاعات كافة، بمن فيهم الموظفون في شركة الغاز.

سوق سوداء لبيع غاز الطهي في صنعاء (فيسبوك)

وأفاد إعلام الجماعة بأن شركة الغاز بالاشتراك مع المؤسسة المعنية بقتلى الجماعة وهيئة الزكاة بدأوا برنامجاً خاصاً تضمن في مرحلته الأولى في صنعاء إنفاق نحو 55 مليون ريال يمني (الدولار يساوي 530 ريالاً) لتوزيع الآلاف من أسطوانات غاز الطهي لمصلحة أسر القتلى والجرحى والعائدين من الجبهات.

وبعيداً عن معاناة اليمنيين، تحدثت مصادر مطلعة في صنعاء عن أن الجماعة خصصت مليارات الريالات اليمنية لتنفيذ سلسلة مشروعات متنوعة يستفيد منها الأتباع في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها.

ويتزامن هذا التوجه الانقلابي مع أوضاع إنسانية بائسة يكابدها ملايين اليمنيين، جرَّاء الصراع، وانعدام شبه كلي للخدمات، وانقطاع الرواتب، واتساع رقعة الفقر والبطالة التي دفعت السكان إلى حافة المجاعة.

أزمة مفتعلة

يتهم سكان في صنعاء ما تسمى شركة الغاز الخاضعة للحوثيين بالتسبب في أزمة مفتعلة، إذ فرضت بعد ساعات قليلة من القصف الإسرائيلي على خزانات الوقود في ميناء الحديدة، منذ نحو أسبوع، تدابير وُصفت بـ«غير المسؤولة» أدت لاندلاع أزمة في غاز طهي لمضاعفة معاناة اليمنيين.

وتستمر الشركة في إصدار بيانات مُتكررة تؤكد أن الوضع التمويني مستقر، وتزعم أن لديها كميات كبيرة من الغاز تكفي لتلبية الاحتياجات، بينما يعجز كثير من السكان عن الحصول عليها، نظراً لانعدامها بمحطات البيع وتوفرها بكثرة وبأسعار مرتفعة في السوق السوداء.

عمال وموظفو شركة الغاز في صنعاء مستهدفون بالتعبئة العسكرية (فيسبوك)

ويهاجم «عبد الله»، وهو اسم مستعار لأحد السكان في صنعاء، قادة الجماعة وشركة الغاز التابعة لهم بسبب تجاهلهم المستمر لمعاناة السكان وما يلاقونه من صعوبات أثناء رحلة البحث على أسطوانة غاز، في حين توزع الجماعة المادة مجاناً على أتباعها.

ومع شكوى السكان من استمرار انعدام مادة الغاز المنزلي، إلى جانب ارتفاع أسعارها في السوق السوداء، يركز قادة الجماعة الذين يديرون شركة الغاز على إخضاع منتسبي الشركة لتلقي برامج تعبوية وتدريبات عسكرية ضمن ما يسمونه الاستعداد لـ«معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس».

ونقل إعلام حوثي عن القيادي ياسر الواحدي المعين نائباً لوزير النفط بالحكومة غير المعترف بها، تأكيده أن تعبئة الموظفين في الشركة عسكرياً يأتي تنفيذاً لتوجيهات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.