برلمان ليبيا يعلق جلساته دون انفراج الأزمة السياسية

جانب من جلسة سابقة عقدها البرلمان الليبي (مجلس النواب الليبي)
جانب من جلسة سابقة عقدها البرلمان الليبي (مجلس النواب الليبي)
TT

برلمان ليبيا يعلق جلساته دون انفراج الأزمة السياسية

جانب من جلسة سابقة عقدها البرلمان الليبي (مجلس النواب الليبي)
جانب من جلسة سابقة عقدها البرلمان الليبي (مجلس النواب الليبي)

علق البرلمان الليبي جلساته اليوم (الثلاثاء) إلى الأسبوع المقبل دون إجراء اقتراع على أي من الاقتراحات التي طُرحت أمس (الاثنين) لمعالجة تداعيات تأجيل الانتخابات التي كان مقررا إجراؤها في الأسبوع الماضي.
كانت الجلستان اللتان عقدتا في طبرق أمس واليوم أول محاولة من النخبة السياسية الليبية الممزقة لرسم طريق للمضي قدما بعد تأجيل الانتخابات عقب خلافات حول قواعد إجرائها، بحسب مانقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
ومع ذلك انفضت جلسة أمس الاثنين وسط احتدام الجدل بعد طرح العديد من المقترحات بشأن تحديد موعد جديد للانتخابات، وإعادة تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وبحث إجراء تعديلات دستورية.
وكان من المتوقع الاقتراع على تلك المقترحات في جلسة اليوم الثلاثاء. ولم يعلن المتحدث باسم البرلمان بعد عن أي سبب لتعليق الجلسات.
ويترك ذلك كلا من قضية الانتخابات ومستقبل حكومة الوفاق الوطني الموقتة ورئيسها عبد الحميد الدبيبة دون حسم.
وكانت أهلية الدبيبة للترشح لمنصب رئيس الدولة سببا رئيسيا للخلاف خلال الوقت السابق على موعد إجراء الانتخابات. وأمس الاثنين قالت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة ستيفاني وليامز إن التركيز الرئيسي يجب أن يكون على المضي قدما في الانتخابات التي يريد أغلبية الليبيين إجراءها. وطُرح في العام الماضي إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بالتوازي في خريطة طريق سياسية وضعتها الأمم المتحدة في إطار خطة لإنهاء عقد من الفوضى والعنف منذ انتفاضة عام 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي.
وانتُخب البرلمان عام 2014 لكنه انقسم بسرعة عندما انقسمت البلاد بين فصيلين متحاربين أحدهما في الشرق والآخر في الغرب، وانتقل معظم أعضاء البرلمان من العاصمة إلى طبرق وأيدوا الطرف الشرقي في الصراع.
وكان انعقاد البرلمان هذا الأسبوع إحدى اللحظات النادرة منذ العام 2014 التي ضمت أكثر من مائة عضو في البرلمان يمثلون الساحة السياسية الممزقة للمشاركة في المناقشات والتصويت على اقتراحات بشأن مستقبل ليبيا.
وكان هناك اقتراح آخر طُرح أمس الاثنين لكن لم يتم التصويت عليه أيضا وهو طرد السفير البريطاني بعدما قالت بريطانيا إن حكومة الوفاق الوطني ما زالت تتمتع بالشرعية وإن لندن لن تعترف بأي خطوة جديدة لتشكيل حكومة موازية.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.