تقدم ستة مواطنين فلسطينيين من القدس الشرقية المحتلة، بشكاوى ضد عدد من أفراد الشرطة الإسرائيلية، لاستخدامهم العنف الشديد ضدهم وتنفيذ اعتقالات من دون سبب. وأوضحوا أن شرطة الاحتلال تصعد من عنفها ضد المواطنين، رجالاً ونساء وفتية وأطفالاً ومسنين، بلا رحمة.
ويستخدمون أسلحة القمع على اختلافها بما في ذلك الأسلحة النارية.
ومع أن الحوادث التي تناولت هذه الشكاوى وقعت في الصيف الماضي، إلا أن منظمات حقوق الإنسان في إسرائيل، «بتسيلم» و«عصبة الدفاع عن الفرد»، وغيرها، ممن ترافق المشتكين الفلسطينيين، تؤكد أن الشهور الأخيرة تشهد تصعيداً في اعتداءات الشرطة حتى اليوم، وأن هذه الشكاوى جاءت كجزء من المعركة لوقفها.
وروت وفيقة دعنا (60 عاماً)، في شكواها، أنها حاولت دخول المسجد الأقصى المبارك، فطلب منها رجال الشرطة أن تسلم بطاقة هويتها. فردت، إنها تنوي الخروج من باب آخر وليس سهلاً أن تأتي إليهم وتأخذ البطاقة، ثم تنتقل مئات الأمتار إلى الباب الآخر. لكنهم رفضوا التجاوب معها، فراحت تبكي وتصرخ في وجوههم، فكما كان من الضابط، إلا أن استدعى قوات قمع إضافية بينهم شرطية حملت أغلالاً لتقييدها. ثم جروها بالقوة على الأرض وثوبها مرفوع وحجابها منزوع، ما سبب لها ألماً نفسياً شديداً. وقد اعتقلت لعدة ساعات ثم نقلت إلى العلاج في المستشفى، وهي تعاني حتى اليوم من الحادثة، وكلما تحدثت عنها تصاب بنوبة غضب من جديد. وتستسلم للبكاء.
وفي شكوى قدمها فتى في السادسة عشرة من عمره، جاء أنه كان جالساً على أدراج باب العامود يشرب الشاي، ففاجأه رجال الشرطة من الخلف وأمروه: «لا تتحرك. نحن شرطة». وأخذوه إلى مرحاض عمومي قريب وراحوا يشتمونه ويضربونه وينكلون به. وأجبروه على خلع جميع ملابسه. وبعد تنكيل دام 40 دقيقة قادوه إلى المعتقل، وأبقوه طيلة يوم كامل ثم أطلقوا سراحه. وحتى اليوم لا يعرف لماذا فعلوا به هذا، علماً بأنه لم يستدع للتحقيق فيما بعد ولم توجه إليه أي تهمة. لكنه ما زال يعاني من جراء هذا الاعتداء، وقد انقطع عن الدراسة. وكما يقول والده في تصريح مشفوع بالقسم، فقد صار إنساناً آخر، منطوياً على نفسه لا يبرح البيت، يقل في الكلام ويرى في كل شخص «رجل أمن إسرائيلياً جاء للاعتداء عليه».
وفي شكوى قدمها الشاب محمد أبو الحمص (18 عاماً)، جاء أن الشرطة اعتقلته بالخطأ، عبر عملية شبه عسكرية في منتصف الليل في الشهر الماضي، عندما قام نحو 20 عنصراً في الشرطة والمخابرات بمداهمة بيته في حي العيساوية. يقول: «لم يقرعوا الباب بل كسروه. دخلوا غرفته وانتزعوه من الفراش ووضعوا كيساً من الخيش على وجهه. وعندما قامت شقيقته بتصوير المشهد، اعتدوا عليها وعلى كل من اعترض على عدوانهم بمن في ذلك الأطفال، واستخدموا مسدس التماس الكهربائي. ثم أجلسوه على ركبتيه أمام البيت وقام أحدهم بضغط رأسه إلى أسفل متسبباً له بآلام شديدة. ثم قادوه إلى مركز الشرطة للتحقيق معه في شبهة قذف الحجارة. وأبقوه خمس ساعات، حتى اكتشفوا أنه ليس الشخص المطلوب، وأنهم يفتشون عن محمد أبو الحمص آخر.
وفي الشكوى الرابعة يروي أحمد سليمان (21 عاماً) كيف اعتدوا عليه بينما كان يعمل في مقهى خلال الحرب الأخيرة على غزة. فقد رفسوه وضربوه وأسالوا الدم من وجهه وعندما صاح شاكياً قال له الضابط: «احمد ربك على أنني لم أطلق رصاصة على رأسك». ثم حاولوا إجباره على التوقيع على بيان يقول فيه إنه لم يتعرض لأي عنف.
ويروي علي أبو سارة (24 عاماً)، كيف تقدم من رجال شرطة عندما كانوا يعتدون على صحافية عربية، فأصابوه بضربة كهربائية واعتقلوه وضربوه حتى أحدثوا كسراً في جمجمته وآلاماً شديدة في بطنه وظهره. وقد رفض طبيب المعتقل علاجه صائحاً في وجه رجال الشرطة: «يحتاج إلى علاج فوري في المستشفى».
وكانت الشكوى السادسة من الصحافية آلاء دية (24 عاماً)، التي اعتقلت لأنها كانت تصور اعتداء رجال الشرطة على مواطنين قرب باب العامود. وشتم أحد رجال الشرطة النبي وصادر هاتفها الخليوي. واعتقلوها وأسمعوها شتائم وتلميحات جنسية وحاولوا نزع حجابها.
وقالت مديرة عصبة الدفاع عن الفرد، جيسيكا مونتال، إن هذه عينة من مئات الاعتداءات التي يتعرض لها أهل القدس من الشرطة الإسرائيلية بشكل يومي.
شكاوى ستة فلسطينيين من القدس ضد الشرطة الإسرائيلية
قالت مديرة عصبة الدفاع عن الفرد إنها عينة مما يتعرضون له
شكاوى ستة فلسطينيين من القدس ضد الشرطة الإسرائيلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة