إدانة وزيرين في الحكومة الإسرائيلية السابقة بتهم فساد

محاكمة رئيس وزراء إسرائيل السابق بنيامين نتنياهو (الثاني يمين) في محكمة القدس المركزية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي (إ.ب.أ)
محاكمة رئيس وزراء إسرائيل السابق بنيامين نتنياهو (الثاني يمين) في محكمة القدس المركزية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي (إ.ب.أ)
TT

إدانة وزيرين في الحكومة الإسرائيلية السابقة بتهم فساد

محاكمة رئيس وزراء إسرائيل السابق بنيامين نتنياهو (الثاني يمين) في محكمة القدس المركزية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي (إ.ب.أ)
محاكمة رئيس وزراء إسرائيل السابق بنيامين نتنياهو (الثاني يمين) في محكمة القدس المركزية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي (إ.ب.أ)

أدانت المحكمة المركزية في تل أبيب، وزيرين سابقين في حكومته بتهم فساد خفيفة، بعد أن توصلا إلى صفقة مع النيابة، مع استئناف جلسات محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، بثلاث تهم فساد (تلقي الرشى وخيانة الأمانة والاحتيال)، أمس الاثنين.
وتقضي الصفقة مع الوزيرين، أن النيابة من جانبها خففت الاتهامات وهما اعترفا بالتهم، والمحكمة قبلت دم تسجيل الإدانة بصفة «تهمة مشينة»، ولذلك سيتاح لهما العودة إلى السياسة بعد فترة قليلة.
وقد أبرمت الصفقة الأولى مع وزير الداخلية السابق، رئيس حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، النائب أريه درعي، الذي اتهم في البداية بقضايا فساد جنائية تتعلق بإخفاء مداخيل بقيمة ملايين الدولارات. وبموجب الصفقة، اعترف درعي بمخالفات ضريبية خفيفة، مقابل الاستقالة من الكنيست خلال هذه الدورة البرلمانية، وعلى أن يدفع غرامة بمبلغ 180 ألف شيكل (57 ألف دولار). وقد أعلن أنه سيواصل قيادة حزبه حتى بعد استقالته من الكنيست.
والمعروف أن درعي، كان قد أدين في عام 1999 بالارتشاء وبجرائم فساد أخرى وحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات، مضى منها في السجن حوالي السنتين واعتزل السياسة لعشر سنوات. ولكنه عاد في عام 2009 إلى رئاسة حزب شاس من جديد، وتولى منصب وزير الداخلية في حكومات مختلفة ترأسها بنيامين نتنياهو.
أما الوزير السابق الآخر، فهو عضو الكنيست من حزب الليكود، حاييم كاتس. وقد صادقت المحكمة في تل أبيب، أمس الاثنين، على الصفقة بينه وبين النيابة، التي يعترف فيها بالقيام بأعمال مرفوضة، على أن تحكم عليه المحكمة بالسجن مع وقف التنفيذ ودفع غرامة مالية، ما يجنّبه وصمة العار التي كانت ستمنعه من مزاولة السياسة لسنوات.
واعترف كاتس بموجب الصفقة، بأن تعديلاً في أحد القوانين، بادر إليه ليس لمصلحته الشخصية، وإنما لصالح جمهور واسع. وهذه تهمة مخففة جداً مقارنة مع التهمة السابقة، من خرق أمانة وغيرها. وبهذا الحكم المخفف، سيتاح تعيين كاتس رئيساً لدائرة أراضي إسرائيل، التي تدير حوالي 90 في المائة من الأراضي في البلاد.
وكانت المحكمة المركزية في القدس، قد استأنفت جلساتها، أمس، في قضايا نتنياهو. واستمر محامو الدفاع في استجواب الشاهد الملك نير حيفتس، الذي عمل لسنين طويلة مساعدا ومستشارا كبيرا له، ثم انقلب ضده. وقد صرح في إفادته، بأن زوجة نتنياهو وابنه يائير، كانا طول الوقت يتدخلان في إدارة شؤون الدولة ويفرضان إرادتيهما على رئيس الوزراء. وإنهما تسببا عدة مرات بأضرار كبيرة لبنيامين نتنياهو، وإن الابن يائير ألحق بأبيه أضرارا هائلة.
وخلال إفادته حول محاولة نتنياهو التأثير على صحيفة «يديعوت أحرونوت» كي تخفف من انتقاداتها للحكومة ولرئيس الحكومة وعائلته، قال إن نتنياهو طلب منه عدة مرات، أن يوجه التهديد للمحرر المسؤول، نواح موزيس.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.