تحركات للجيش الأميركي قرب خطوط المواجهة بين {سوريا الديمقراطية} والقوات التركية في الحسكة

دورية أميركية في تل تمر بريف الحسكة (الشرق الأوسط)
دورية أميركية في تل تمر بريف الحسكة (الشرق الأوسط)
TT

تحركات للجيش الأميركي قرب خطوط المواجهة بين {سوريا الديمقراطية} والقوات التركية في الحسكة

دورية أميركية في تل تمر بريف الحسكة (الشرق الأوسط)
دورية أميركية في تل تمر بريف الحسكة (الشرق الأوسط)

وسّعت القوات الأميركية المنتشرة شمال شرقي سوريا من تحركاتها العسكرية، حيث سُجل قيام دورية بجولة على نقاط التماس وخطوط المواجهة بين {قوات سوريا الديمقراطية}، من جهة، وبين القوات التركية المنتشرة في منطقة «نبع السلام» بريف الحسكة الشمالي، من جهة ثانية. كما جابت دورية أميركية أخرى أحياء مدينة القامشلي وتبادلت الحديث مع السكان المحليين وتفقدت المعبر الحدودي «سيمالكا» المغلق مع إقليم كردستان العراق.
وتزامنت التحركات الأميركية مع قيام وفد رسمي من الحكومة العراقية بزيارة لمخيم الهول الواقع شرق الحسكة، حيث اطلع على أوضاع اللاجئين العراقيين، مؤكداً العمل على ترحيل دفعات جديدة منهم بداية العام المقبل، فيما كشفت قوى الأمن الداخلي بالمخيم عن شبكة أنفاق، متهمة خلايا نائمة موالية لتنظيم «داعش» الإرهابي باستخدامها.
فعلى صعيد التحركات الأميركية بمحافظة الحسكة، أفيد بأن قوة من الجيش الأميركي مؤلفة من 4 عربات هامر وصلت إلى قرية الدردارة الواقعة على بعد نحو كيلومترين شمال بلدة تل تمر، وسط تغطية جوية من حوامتين أميركيتين. وتجول أفراد الدورية سيراً على الأقدام واتجهوا إلى نقاط التماس وخطوط المواجهة مع الجيش التركي وعناصر من فصائل سورية مسلحة موالية لأنقرة. وتسيطر القوات التركية مع حلفائها على ريف مدينة رأس العين ضمن منطقة «نبع السلام».
وتفقدت الدورية الأميركية المناطق التي تعرضت للقصف التركي خلال الأيام الماضية، وتبادل الجنود الحديث مع بعض سكان المنطقة الذين كانوا بالمكان واستفسروا عن أوضاعهم في ظل القصف المتكرر. وقال مصدر عسكري بارز من «مجلس تل تمر العسكري» إن القوات الأميركية كثّفت دورياتها في تل تمر بالتزامن مع تصعيد الأتراك وحلفائهم وهجومهم العنيف على مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي يهيمن عليها الأكراد في الريف الشمالي والغربي. وتعد هذه الدورية الثانية من نوعها تصل إلى قرية الدردارة خلال أسبوع.
وتتمركز قوات التحالف الدولي والجيش الأميركي في قاعدتي القسرك وتل بيدر على بعد قرابة 25 كيلومتراً شرق تل تمر. وأفاد سكان محليون ومصادر في «المجلس العسكري» لتل تمر بأن المدفعية التركية قصفت المنطقة بالقذائف والصواريخ، بعد ذهاب الدورية الأميركية بساعات وطال القصف قرى الكوزلية والطويلة وتل طويل الآشورية وقرية الدردارة. وتشهد هذه المناطق الواقعة على خطوط التماس والمواجهة اشتباكات متكررة بين القوات التركية والفصائل السورية المتحالفة معها من جهة، ومقاتلي «مجلس تل تمر العسكري» و«المجلس السرياني العسكري» المنضوية في صفوف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) من جهة ثانية.
وقالت مصادر طبية إن القصف التركي على بلدة أبو راسين وناحية زركان المجاورة أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 14 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال أشقاء، إضافة إلى إصابة ثلاثة عناصر من القوات الحكومية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.
في سياق متصل، سيرت القوات الأميركية دورية عسكرية بريف مدينة المالكية (ديرك) الواقعة بأقصى شمال شرقي الحسكة. وتألفت الدورية من 4 مدرعات انطلقت من مطار روباريا الزراعي الذي تتخذه القوات الأميركية قاعدة عسكرية لها، وتفقدت المعبر الحدودي «سيمالكا» الذي يربط مناطق الإدارة الذاتية في سوريا بإقليم كردستان العراق، وعقدت اجتماعاً مع إدارة المعبر للوقوف على خلفية إغلاقه من جانب الإقليم بعد هجوم مناصرين لـ«منظمة الشبيبة الثورية» التابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» السوري على حرس الحدود وقوات أمن المعبر.
وتقول مصادر محلية إن تحركات الجيش الأميركي والتحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» في شمال شرقي سوريا، هدفها على الأرجح «ردع» الجيش التركي والفصائل السورية الموالية وضمان التزام الأطراف المتصارعة بالحدود الميدانية والتقسيمات العسكرية ضمن اتفاقات خفض التصعيد الموقعة بين واشنطن وموسكو من جهة، وبين روسيا وتركيا من جهة أخرى.
إلى ذلك، أعلنت قوى الأمن الداخلي في مخيم الهول شرق مدينة الحسكة العثور على شبكة أنفاق سرية تُستخدم من قبل أطفال قاصرين من أبناء عائلات وأسر مقاتلين حاربوا في صفوف «داعش» ويقطنون المخيم حالياً. وقال مصدر أمني رفيع إن القوات الأمنية عثرت على نفق سري تحت إحدى الخيام كان يستعمله أطفال للتدريب والاختباء أثناء العمليات الأمنية في المخيم.
وأوضح المصدر أن القاصرين ينحدرون من جنسيات مختلفة روسية وآسيوية (إندونيسيا) وفرنسية وتتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً، مضيفاً أن التحقيقات كشفت أنهم كانوا يتلقون «دروساً شرعية» في تلك الخيمة. وأوضح أن هؤلاء الأطفال يخضعون حالياً للتحقيقات في مركز التوقيف، وسيصار إحالتهم إلى مركز «هوري» بالقامشلي لإعادة تأهيلهم.
وزار وفد من الحكومة العراقية، يوم الجمعة الماضي، مخيم الهول بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي، واطلع على أوضاع اللاجئين العراقيين ووعد بإخراج دفعات جديدة منهم خلال العام المقبل. وسبق أن نظمت سلطات الإدارة الذاتية وكذلك وفد من الحكومة العراقية عملية ترحيل شملت نحو 120 عائلة عراقية (490 شخصاً) في 10 ديسمبر (كانون الأول) الجاري. ويضم مخيم الهول أكثر من 60 ألف شخص بينهم ما يقرب من 30 ألف عراقي.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.