المبعوثة الأممية إلى ميانمار قلقة حيال تصاعد العنف

إطارات سيارات محترقة في أحد الشوارع مع استمرار الاحتجاجات ضد الانقلاب العسكري في ميانمار (رويترز)
إطارات سيارات محترقة في أحد الشوارع مع استمرار الاحتجاجات ضد الانقلاب العسكري في ميانمار (رويترز)
TT

المبعوثة الأممية إلى ميانمار قلقة حيال تصاعد العنف

إطارات سيارات محترقة في أحد الشوارع مع استمرار الاحتجاجات ضد الانقلاب العسكري في ميانمار (رويترز)
إطارات سيارات محترقة في أحد الشوارع مع استمرار الاحتجاجات ضد الانقلاب العسكري في ميانمار (رويترز)

أعربت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة إلى ميانمار، نويلين هيزير، اليوم (الاثنين)، عن «قلقها العميق» حيال تصاعد العنف في البلاد، داعية إلى وقف إطلاق النار بين الجيش ومعارضيه مع دخول عام 2022؛ وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ونفذت المجموعة العسكرية الحاكمة في ميانمار حملة قمع دامية ضد الاحتجاجات الرافضة لانقلاب فبراير (شباط)، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1300 شخص وتوقيف أكثر من 11 ألفاً، وفق مرصد محلي.
ولم تحقق الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل الأزمة التي قادتها الأمم المتحدة و«رابطة دول جنوب شرقي آسيا» أي تقدم يذكر حتى الآن؛ فيما يرفض الجنرالات التعاون مع معارضيهم.
وقالت هيزير في أول بيان منذ عينت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إنها تشعر «بقلق عميق حيال تواصل تصاعد العنف في ولاية كايين ومناطق أخرى من ميانمار».

ودعت «الأطراف كافة إلى السماح بتقديم المساعدات الإنسانية إلى أولئك الذين يحتاجون إليها؛ بمن فيهم الأشخاص الذين أجبروا على الفرار جراء العنف» وأن يتوصل جميع الأطراف إلى وقف لإطلاق النار في رأس السنة.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة، الأحد، إنه يشعر بـ«الصدمة» حيال تقارير موثوق بها تفيد بأن 35 مدنياً قتلوا وأحرقت جثثهم في هجوم ليلة عيد الميلاد في شرق البلاد، مطالباً الحكومة بفتح تحقيق.
وما زال موظفان من منظمة «سيف ذي تشيلدرن» مفقودين بعدما كانت مركبتهما من بين مركبات عدة جرى الهجوم عليها وإحراقها في ولاية كايا.
وقالت المنظمة: «أفادت تقارير بأن الجيش أجبر الناس على ترك سياراتهم واعتقل بعضهم وقتل آخرين وأحرق جثثهم». وذكرت الاثنين إنها ما زالت تحقق في الحادثة.
وأفاد ناطق باسم المجموعة العسكرية الأسبوع الماضي بأن الجيش نفذ ضربات جوية طالت مقاتلي «اتحاد كارين الوطني» وعناصر من «قوة الدفاع الشعبي» المناهضة للانقلاب.
وعين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السنغافورية المختصة في علم الاجتماع هيزير مبعوثة خاصة إلى ميانمار في أكتوبر الماضي، لتحل مكان الدبلوماسية السويسرية كريستين شرانر بورغنر.
وكانت شرانر بورغنر دعت الأمم المتحدة إلى اتخاذ «إجراءات شديدة جداً» ضد الجيش وإعادة الحكم الديمقراطي في ميانمار، حيث استهدفتها مراراً وسائل الإعلام المدعومة من السلطات.

ومنذ الانقلاب، منع الجنرالات مراراً الدبلوماسية السويسرية من زيارة ميانمار، حيث كانت تأمل لقاء الزعيمة المدنية السابقة أونغ سان سو تشي.
وأعلنت وسائل إعلام رسمية الأسبوع الماضي أن المجموعة العسكرية أغلقت مكتبها في البلاد «منذ انتهت أنشطة السيدة كريستين شرانر بورغنر».
وذكرت المجموعة العسكرية أنه لا تعليق لديها حتى الآن بشأن إن كان سيُسمح لهيزير بفتح مكتب في ميانمار، أو القيام بزيارة.
وأجلت محكمة تابعة للمجموعة العسكرية الإثنين مجدداً إصدار قرارها في محاكمة تخضع لها سو تشي بتهمة استيراد وحيازة أجهزة اتصال بشكل غير قانوني. وارجأت إصدار الحكم حتى 10 يناير (كانون الثاني) المقبل.
وتواجه الزعيمة البورمية الحائزة «نوبل للسلام» والبالغة 76 عاماً سلسلة اتهامات قد تسجن بسببها لعقود.
وفي السياق ذاته، قضت محكمة بورمية بسجن الممثل والمغني وعارض الأزياء الشهير باينغ تاكهون (25 عاماً)، الذي كان على قائمة المجموعة العسكرية للمشاهير المطلوبين لدعمهم الاحتجاجات المدافعة عن الديمقراطية، 3 سنوات مع الأشغال الشاقة، وفق ما أعلن فريق الدفاع عنه.



جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
TT

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)

قُتلت 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنحاء العالم عام 2023، معظمهن بأيدي أفراد عائلاتهنّ، وفقاً لإحصاءات نشرتها، (الاثنين)، الأمم المتحدة التي رأت أن بلوغ جرائم قتل النساء «التي كان يمكن تفاديها» هذا المستوى «يُنذر بالخطر».

ولاحظ تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في نيويورك أن «المنزل يظل المكان الأكثر خطورة» للنساء، إذ إن 60 في المائة من الـ85 ألفاً اللاتي قُتلن عام 2023، أي بمعدّل 140 كل يوم أو واحدة كل عشر دقائق، وقعن ضحايا «لأزواجهن أو أفراد آخرين من أسرهنّ».

وأفاد التقرير بأن هذه الظاهرة «عابرة للحدود، وتؤثر على كل الفئات الاجتماعية والمجموعات العمرية»، مشيراً إلى أن مناطق البحر الكاريبي وأميركا الوسطى وأفريقيا هي الأكثر تضرراً، تليها آسيا.

وفي قارتَي أميركا وأوروبا، يكون وراء غالبية جرائم قتل النساء شركاء حياتهنّ، في حين يكون قتلتهنّ في معظم الأحيان في بقية أنحاء العالم أفرادا من عائلاتهنّ.

وأبلغت كثيرات من الضحايا قبل مقتلهنّ عن تعرضهنّ للعنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي، وفق بيانات متوافرة في بعض البلدان. ورأى التقرير أن «تجنّب كثير من جرائم القتل كان ممكناً»، من خلال «تدابير وأوامر قضائية زجرية» مثلاً.

وفي المناطق التي يمكن فيها تحديد اتجاه، بقي معدل قتل الإناث مستقراً، أو انخفض بشكل طفيف فقط منذ عام 2010، ما يدل على أن هذا الشكل من العنف «متجذر في الممارسات والقواعد» الاجتماعية ويصعب القضاء عليه، بحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الذي أجرى تحليلاً للأرقام التي استقاها التقرير من 107 دول.

ورغم الجهود المبذولة في كثير من الدول فإنه «لا تزال جرائم قتل النساء عند مستوى ينذر بالخطر»، وفق التقرير. لكنّ بياناً صحافياً نقل عن المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، شدّد على أن هذا الواقع «ليس قدراً محتوماً»، وأن على الدول تعزيز ترسانتها التشريعية، وتحسين عملية جمع البيانات.