الوسيط الأممي في اليمن يستقيل بعد فشله بمعالجة محادثات السلام

الوسيط الأممي في اليمن يستقيل بعد فشله بمعالجة محادثات السلام
TT

الوسيط الأممي في اليمن يستقيل بعد فشله بمعالجة محادثات السلام

الوسيط الأممي في اليمن يستقيل بعد فشله بمعالجة محادثات السلام

بعد فشله في القيام بمهامه، قدم الوسيط الأممي في اليمن جمال بن عمر استقالته من منصبه؛ حسب بيان نُشر على صفحته على فيسبوك؛ في وقت تستمر العمليات العسكرية لـ(عاصفة الحزم) لإعادة الشرعية للبلاد منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
وكان بن عمر عبثا يحاول التوسط بين المتنازعين في الأزمة اليمنية بعد سقوط الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح تحت ضغط الشارع.
ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قوله إن بن عمر "أبدى رغبة في أن ينتقل إلى مهمة أخرى". مضيفا أنّه "سيعلن اسم خلف له في الوقت المناسب. وحتى ذلك الوقت وما بعده فإن الأمم المتحدة ستستمر في بذل كل الجهود الممكنة لإطلاق عملية السلام مجددا من أجل إعادة الانتقال السياسي إلى مساره".
وكان بن عمر قد ساعد في التوصل إلى خطة انتقالية عام 2011 في اليمن.
ويقول مراسلون إن بن عمر أثار استياء بعض الدول العربية أخيرًا، بسبب طريقته في معالجة محادثات السلام بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة اليمنية؛ التي تعتبر أنّه كان متساهلا مع المتمردين الحوثيين.
وعبر دبلوماسيون غربيون مرارا عن تأييدهم لجهود بن عمر لإحلال السلام في اليمن، على الرغم من أنهم اعترفوا في أحاديثهم الخاصة بأن غضب الدول العربية منه تزايد في الأسابيع القليلة الماضية.
وجاء في بيان صادر عن الأمم المتحدة، أن أمينها العام بان كي مون يدرس تعيين دبلوماسي موريتاني في المنصب يعيد عملية السلام مرة أخرى.
وكان مجلس الأمن الدولي قد جدّد الثلاثاء الماضي، ثقته بجمال بن عمر وتبنى قرارا حذر فيه الحوثيين بوجوب ترك السلطة وفرض عليهم حظرا على الأسلحة، بالإضافة إلى عقوبات.
وكان بن عمر قال في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" أمس، إنه أعرب للأمين العام للأمم المتحدة، عن رغبته في الاستقالة من منصبه بعد 4 سنوات قضاها بصفة وسيط في اليمن.
يشار إلى أن بن عمر دبلوماسي مغربي يبلغ من العمر 58 سنة، وقد عينه بان كي مون رسميا مبعوثا له إلى اليمن في أغسطس (آب) 2012.
من جهّة أخرى، أفادت تقارير بأنّ ولد شيخ أحمد هو أحد الأسماء المرشحة للمنصب، وأن القرار النهائي لم يتخذ بعد.
يُذكر أنّه في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، عين ولد شيخ أحمد نائبا لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، ثم كلف في ديسمبر (كانون الأول) برئاسة بعثة المنظمة الدولية الخاصة بشأن (إيبولا)، كما شغل ولد الشيخ أحمد منصب المنسق المقيم للأمم المتحدة، ومنسق الشؤون الإنسانية، وممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المقيم في سوريا (2008-2012) واليمن (2012-2014)، كما تقلد عدة مناصب في صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، بما في ذلك منصب مدير إدارة التغيير في نيويورك، ونائب المدير الإقليمي لشرق وجنوب أفريقيا في نيروبي، والممثل في جورجيا.
حصل ولد الشيخ أحمد على شهادة الماجستير في تنمية الموارد البشرية في جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، بعد حصوله على البكالوريوس في الاقتصاد في جامعة مونبلييه بفرنسا، وشهادة متقدمة في الاقتصاد وتحليل السياسات الاجتماعية في جامعة ماستريخت بهولندا.
ولم يتضح بعد متى سيتولى إسماعيل ولد شيخ أحمد المنصب. فيما قال مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة، إن التعيين لم يتأكد حتى الآن.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.