عون يوجّه كلمة إلى اللبنانيين اليوم... وأبو فاعور يصفها بالـ«مسرحية»

الرئيس اللبناني عون (رويترز)
الرئيس اللبناني عون (رويترز)
TT

عون يوجّه كلمة إلى اللبنانيين اليوم... وأبو فاعور يصفها بالـ«مسرحية»

الرئيس اللبناني عون (رويترز)
الرئيس اللبناني عون (رويترز)

تتجه الأنظار إلى ما ستحمله كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم الاثنين التي سيتوجه بها إلى اللبنانيين مع الحديث عن توجهه لتصعيد مواقفه لا سيما باتجاه حليفه حزب الله، فيما استدعت مواقفه الأخيرة ردود فعل منتقدة لا سيما أنه حمل خلالها المسؤولين السابقين مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في لبنان.
وتأتي كلمة الرئيس عون التي أعلن عنها يوم الجمعة الماضي إثر لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي، مع اشتداد الخلافات العلنية منها على الأقل، بين «التيار الوطني الحر» وحزب الله على خلفية تعطيل جلسات الحكومة من قبل الثنائي الشيعي (الحزب وحركة أمل)، ومن ثم قرار المجلس الدستوري حيال الطعن المقدم من قبل التيار حول قانون الانتخابات وهو ما انتقده رئيس «الوطني الحر» النائب جبران باسيل محملاً مسؤولية عدم أخذ المجلس به للثنائي.
وفي ظل المعلومات التي تشير إلى مواقف عالية السقف سيطلقها عون اليوم، شن النائب في «الحزب التقدمي الاشتراكي» وائل أبو فاعور هجوماً على العهد و«التيار». ووصف بعد زيارة قام بها إلى مؤسسات أزهر البقاع في مجدل عنجر ما يقوم به رئيس الجمهورية والنائب باسيل لجهة علاقته بحزب الله بالمسرحية، وقال: «العهد يحتضر ولم نعد نرجو منه أن يقدم الكثير الإيجابي لهذا الوطن ونتمنى إعادة إطلاق العمل في المؤسسات الدستورية لأنه من الخطأ ربط عملها بأي أمر آخر»، متمنياً «أن تتغلب الحكمة ويعاود مجلس الوزراء عمله، ومن الخطأ والظلم ربط عمل المؤسسات الدستورية بأي أمر آخر».
ودعا إلى «عدم إدخالنا بمسرحيات سياسية جديدة»، موضحاً «أخبرونا أن هناك كلاماً لرئيس الجمهورية الاثنين ومن ثم للنائب جبران باسيل... لا نحتاج لمسرحيات جديدة بسبب عدم تلبية مطالبهم من قبل حلفائهم (في إشارة إلى حزب الله)».
في موازاة ذلك استدعت مواقف عون التي أطلقها في حديث تلفزيوني في عيد الميلاد، ردود فعل لجهة قوله: «إن ما يعاني منه اللبنانيون اليوم ويعيشونه هو نتيجة أعمال من كان يمارس المسؤولية سابقاً، وكان على هؤلاء الأشخاص أن يشكلوا النموذج الجيد للمواطن لأنهم كانوا واجهة المجتمع وهم مؤتمنون على حياة المواطنين الذين يعانون اليوم».
ورد رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان على كلام عون داعياً إياه أيضاً إلى الاعتراف بأنه أخطأ، قائلاً: «نعم: أخطأْنا. والاعتراف بالخطأ فضيلة.
والإيجابية التي اعتمدها السيد ‏المسيح تقتضي أن يعترف بهذا الخطأ الجميعُ: الحاليون والسابقون، رؤساءُ ‏الجمهورية، ورؤساءُ الحكومات المدنية والعسكرية، والوزراء، والنواب، والكتل ‏النيابية، والقادة العسكريون، ورؤساء المؤسسات والأحزاب وقادة الرأي العام، ‏وقادة فصائل المقاومة المتتالية».‏



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».