التلسكوب «جيمس ويب» يبدأ رحلته للتعمق باستكشاف الكون

عملية إطلاق التلسكوب (أ.ب)
عملية إطلاق التلسكوب (أ.ب)
TT

التلسكوب «جيمس ويب» يبدأ رحلته للتعمق باستكشاف الكون

عملية إطلاق التلسكوب (أ.ب)
عملية إطلاق التلسكوب (أ.ب)

نجاح الصاروخ «أريان 5» بوضع التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» الذي ينتظره علماء الفلك من العالم أجمع منذ 30 سنة لمراقبة الكون بإمكانات غير مسبوقة، في المسار نحو مداره النهائي الذي سيبلغه في غضون شهر على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض.
وكان مدير عمليات الإطلاق في مركز الفضاء في غويانا الفرنسية جان لوك بواييه قد قال من القاعة الداخلية في مركز التحكم: «انفصل التلسكوب ويب بنجاح»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وكتبت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) التي طورت التلسكوب بالتعاون مع نظيرتيها الأوروبية والكندية، عبر «تويتر» إن «مرحلة مهمة أُنجزت» مع نجاح عملية الإطلاق.
وكان قد حلّق التلسكوب بعيد إطلاقه فوق المحيط الأطلسي ثم أفريقيا حتى انفصاله نهائياً على علو 1400 كيلومتر وبسرعة تفوق 34 ألف كيلومتر في الساعة. وبيّنت كاميرا موضوعة في الطبقة العلوية للصاروخ هذا الانفصال، وخصوصاً نشر الألواح الشمسية الخاصة بالتلسكوب بعد بضع ثوان. وأثارت صور هذه اللحظة البالغة الأهمية، خصوصاً لحسن عمل أدوات التلسكوب، سيلاً من التصفيق في مركز «جوبيتر»، بالقوة عينها للتصفيق الذي علا عند انفصال الطبقة العليا من الصاروخ بنجاح. وبات التحكم بالتلسكوب جيمس ويب بين يدي وكالة «ناسا» من مركز «تلسكوب ساينس إنستيتيوت» في مدينة بالتيمور الأميركية.
وسيشرف المركز على العمليات الدقيقة الخاصة بوضع التلسكوب في موقعه المحدد، قبل وصوله إلى نقطة «لاغرانج 2» على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض. أما مهمة الاستكشاف العلمي للكون فستبدأ في خلال ستة أشهر.
والهدف المنشود من أداة المراقبة الفضائية هذه الأكثر دقّة في التاريخ هو الإضاءة على سؤالين يشغلان البشرية: «من أين نأتي؟» و«هل نحن لوحدنا في هذا الكون؟».
وتقضي الغاية منه أيضاً بسبر أغوار ما يُعرف بـ«الفجر الكوني» عندما بدأت أولى المجرّات تضيء الكون منذ الانفجار العظيم قبل 13.8 مليار سنة.
كما يتيح التعمّق في فهم كيفية تشكّل النجوم والمجرّات ومراقبة الكواكب خارج المنظومة الشمسية التي ما انفكّ العلماء يكتشفون المزيد منها، على أمل العثور على كواكب أخرى مواتية للحياة. ويتمايز «جيمس ويب»، أيضاً بتقنيته للمراقبة، فتلسكوب «هابل» يجري عمليات المراقبة في ميادين يكون فيها الضوء مرئياً.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.