ترقب لقرار «الاتحادية» العراقية اليوم بشأن طعون الخاسرين

توقعات بانفراط عقد «الإطار التنسيقي» الشيعي إذا أقرت نتائج الانتخابات

زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم يحضر قداساً بمناسبة أعياد الميلاد في كنيسة القديس جورج ببغداد الليلة قبل الماضية (رويترز)
زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم يحضر قداساً بمناسبة أعياد الميلاد في كنيسة القديس جورج ببغداد الليلة قبل الماضية (رويترز)
TT
20

ترقب لقرار «الاتحادية» العراقية اليوم بشأن طعون الخاسرين

زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم يحضر قداساً بمناسبة أعياد الميلاد في كنيسة القديس جورج ببغداد الليلة قبل الماضية (رويترز)
زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم يحضر قداساً بمناسبة أعياد الميلاد في كنيسة القديس جورج ببغداد الليلة قبل الماضية (رويترز)

تباينت التوقعات بشأن القرار المتوقع صدوره، اليوم (الأحد)، من قِبَل «المحكمة الاتحادية العليا» بين المصادقة على نتائج الانتخابات أو قبول الطعون المقدمة من قوى «الإطار التنسيقي».
«المحكمة الاتحادية العليا» التي تقتصر مهمتها على المصادقة على نتائج الانتخابات، وهو قرار قطعي غير قابل للطعن وجدت نفسها طرفاً في إشكالية دستورية - قانونية لم تعلن رأياً بشأنها، وهي كيفية التعامل مع الطعون الخاصة بنتائج الانتخابات. الطعون التي تقدم بها «تحالف الفتح»، بزعامة هادي العامري، نيابة عن «الإطار التنسيقي» (يضم القوى الشيعية الخاسرة في الانتخابات العراقية)، كانت قد ردتها الهيئة القضائية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. ومع أن قرارات الهيئة القضائية باتة وقاطعة هي الأخرى، فإن قوى «الإطار التنسيقي» لم تقتنع بقرار الهيئة القضائية، الأمر الذي جعلها تتجه إلى المحكمة الاتحادية مدعيةً أن هناك خللاً دستورياً في إجراء الانتخابات، وما ترتب عليها من نتائج. ولكي يبرر الخاسرون شكواهم إلى الاتحادية؛ فقد طالبوا بإلغاء نتائج الانتخابات، من منطلق وجود شبهات دستورية رافقت إجراءها.
وكانت «المحكمة الاتحادية» أعلنت، الأربعاء الماضي، أنها سوف تصدر حكمها بالطعون، اليوم (الأحد)، بعد أن كانت أجلت النظر بالطعون مرتين من قبل في محاولة منها لمنح القوى السياسية فرصة لأغراض التوافق السياسي. ورغم إعلان زعيم «تحالف الفتح» هادي العامري أن تحالفه سوف يحترم قرار «المحكمة الاتحادية» أياً كان، فإن أحد قيادي «الفتح» أعلن، أمس، أن تحالفه قد يقاطع العملية السياسية في حال لم يأتِ قرار الاتحادية مطابقاً لما يترقبونه.
وقال القيادي عبد الأمير تعيبان في تصريح: «أملنا كبير بقرار (المحكمة الاتحادية)، ونأمل أن يكون قرارها صائباً وعادلاً وينصف المظلومين». وأضاف: «(الإطار التنسيقي) قدم كل الأدلة والقرائن التي تثبت أن الانتخابات مزورة وتم التلاعب بنتائجها»، مؤكداً أن «(الإطار) لديه خيارات كثيرة في حال عدم إصدار القرار بإنصاف وعدالة، من بينها مقاطعة العملية السياسية برمتها مقاطعة شاملة».
وفيما يرى المتابعون للشأن السياسي العراقي أن مثل هذه التصريحات مجرد أوراق ضغط على (المحكمة الاتحادية)؛ كون قوى «الإطار التنسيقي» تجري مفاوضات مع الكتل السياسية بشأن الحكومة المقبلة، بما في ذلك تشكيل الكتلة الأكبر، فإن كل التوقعات تشير إلى حصول انقسام داخل قوى «الإطار التنسيقي» نفسه، وهو ما تنتظره القوى المناوئة له، وفي مقدمتها الكتلة الصدرية.
وفي هذا السياق، يقول الخبير القانوني فيصل ريكان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المتوقع أن تقوم المحكمة الاتحادية بالمصادقة على الانتخابات، اليوم (الأحد)، إلا إذا تعرضت إلى ضغوط تجبرها على التأجيل، لأن المصادقة قد استغرقت مدة أطول من اللازم». وأضاف ريكان أن «المحكمة الاتحادية قد تضطر إلى المصادقة الجزئية، وترك بعض المحطات والمراكز التي لا يزال الجدل حول الشك بنتائجها لحين تدقيقها بشكل كامل، على أن تكون المصادقة على أكثر من ثلثي أعضاء البرلمان، لكي يستطيع البرلمان المقبل القيام بواجباته». وأوضح أن «المحكمة الاتحادية كانت ردت بعضاً من الطعون التي تتحدث عن عدم دستورية قانون الانتخابات وعدم دستورية بعض الإجراءات المتخذة من المفوضية، وأتوقع أن تؤجل البعض الآخر من الطعون إلى ما بعد المصادقة، ورد ما تبقى منها، وقد تلجأ إلى المصادقة الكلية، وتترك الخيار في حجب بعض النتائج لحين مباشرة مجلس النواب وفقاً لصلاحية المجلس بإلغاء بعض النتائج، وفق الصلاحية المنصوص عليها في الدستور، ووفق القرارات اللاحقة للمحكمة الاتحادية بعد المصادقة وانعقاد المجلس».
وبعيداً عن التصريحات المتضاربة بشأن ما يتوقع صدوره من قبل المحكمة الاتحادية، فإن باب التسويات يبقى مفتوحاً أمام الكتل السياسية بحثاً عن حلول وسط. وفي هذا السياق، أكد مصدر في «تحالف الفتح» أن لقاءً متوقَّعاً بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزعيم «تحالف الفتح» هادي العامري، سيعقد خلال الأيام القليلة المقبلة، ليكون لقاء بين «الإطار التنسيقي» والكتلة الصدرية. وطبقاً للمصدر، فإن «زعامات الإطار التنسيقي قسّمت مهام التفاوض مع القوى الفائزة في الانتخابات على ثلاثة محاور؛ الأول يقوده زعيم الإطار، ورئيس (ائتلاف دولة القانون)، نوري المالكي، ومهمته التفاوض مع القوى الكردية للاتفاق على صيغة توافقية تحقق مطالب، أو تلبي رغبات كل الأطراف، وبما يحقق مصلحة البلاد عموماً».
وأضاف أن «المحور الثاني يقوده رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي للتفاوض والتباحث مع القوى السنية قاطبة للوصول إلى تفاهمات مستقبلية وضمان تأييدهم لتوجهات الإطار»، بينما المحور الثالث يقوده «زعيم (تحالف الفتح) هادي العامري، وتتركز مهامه على التفاوض مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وقياداته في الكتلة الصدرية».



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».