اعتقالات حوثية لطلبة الإعلام في الحديدة بتهمة تأييد الشرعية

TT

اعتقالات حوثية لطلبة الإعلام في الحديدة بتهمة تأييد الشرعية

في واحد من أبشع الانتهاكات التي يمكن أن يتعرض لها العاملون في قطاع الإعلام أجبرت الميليشيات الحوثية في محافظة حجة عائلة على التبرؤ من ابنها الذي يعمل في مجال الإعلام بسبب مواقفه المناهضة للانقلاب وتأييده للشرعية ومعارضته للاستعلاء السلالي، كما قامت باعتقال مجاميع من طلبة قسم الإعلام في جامعة الحديدة والتحقيق معهم بحجة أن أحد الأساتذة يقود خلية منهم تناهض الانقلاب وتؤيد الشرعية.
ويقول الأستاذ الجامعي منصور القدسي إن الإعلامي الشاب حسن عيشان أحد طلابه المميزين من خريجي قسم الفنون الإذاعية والتلفزيونية بجامعة الحديدة يتعرض لحملة إرهاب قاسية من قبل الميليشيات بسبب مواقفه المناهضة لها حيث أجبرت الميليشيات أسرته بمحافظة حجة على التبرؤ منه.
وأضاف القدسي في بلاغ «لم تفعلها داعش ولا حتى أقبح العصابات الإجرامية في العالم»، ووصف ما حدث بأنه «إرهاب حوثي للإعلاميين ينم عن أن هذه الميليشيا المسلحة أضعف مما يتصور البعض، وتخاف من أن يكشف قلم إعلامي عورتها للمجتمع اليمني، وتلجأ لكل هذا الترهيب وكل هذا الجرم ضد الإعلاميين والصحافيين».
وأوضح الدكتور القدسي أن الميليشيات تقوم باعتقال طلبته والتحقيق معهم في قسم الإعلام بجامعة الحديدة بحجة أنه يقود خلية مناهضة للانقلاب، وعد ذلك «دليلاً إضافياً لمجموعة الأدلة على تورط الميليشيات بجريمة اغتيال الصحافية رشا الحرازي وطفلها الجنين وإصابة زوجها الصحافي محمود العتمي الذي لا يزال يتلقى العلاج نتيجة الإصابة البالغة التي تعرض لها عقب تفجير سيارته بعبوة ناسفة في عدن مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وفي بلاغه الذي وجهه القدسي إلى نقابة الصحافيين وكافة المنظمات الإعلامية والحقوقية طالب الأستاذ الجامعي من هم في الداخل والخارج بـ«حماية الصحافيين الشباب المشردين من الحديدة هرباً من بطش وإرهاب الميليشيات الحوثية» حيث ينتابهم توجس رهيب أثناء تواصلهم المتكرر معه، داعياً إياهم إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر والبحث عن جهة أمنية أو نقابية بالمحافظات المحررة لتوفير الأمان لهم خوفاً من تكرار جريمة استهداف زميليهما محمود ورشا في العاصمة المؤقتة عدن.
وحمل القدسي ميليشيات الحوثي مسؤولية أي أذى أو مكروه قد يطاله أو أي من طلابه، وطالب الأجهزة الأمنية بالمحافظات المحررة باتخاذ إجراءات الحماية الأمنية اللازمة.
هذه الخطوة أتت بعد شكوى من إعلاميين فارين من مناطق سيطرة الميليشيات في محافظة الحديدة من استمرار ملاحقتهم حيث تقوم باستحداث حسابات مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء أساتذتهم في الكليات والتواصل معهم بهدف الحصول على معلومات عن أماكن إقامتهم وعلاقاتهم بصورة تعيد إلى الأذهان ما حدث للصحافية رشا الحرازي وزوجها من ملاحقات وتتبع قبل حادثة اغتيالها.
وتشير إحصائيات الاتحاد الدولي للصحافيين إلى مقتل 45 صحافية وصحافياً في اليمن بين عامي 2011 وسبتمبر (أيلول) 2021، ولم يتم تقديم أي من الجناة إلى العدالة.
كما سجلت نقابة الصحافيين اليمنيين 63 انتهاكاً بحق الصحافيين والإعلاميين من يناير (كانون الثاني) إلى نهاية سبتمبر 2021، وأكثر من 1300 حالة انتهاك منذ 2015 تنوعت بين الاعتقال والتهديد والاعتداء والقتل والمنع من التغطية إضافة إلى اعتداءات على مقرات مؤسسات إعلامية أدت لتوقفها عن العمل.


مقالات ذات صلة

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).