مارسيل خليفة.. يأتي إلى الكويت أم لا يأتي؟

الفنان اللبناني اتهم نائبًا متشددًا.. و«الثقافة» تعذرت بـ«مشكلات إدارية»

مارسيل خليفة
مارسيل خليفة
TT

مارسيل خليفة.. يأتي إلى الكويت أم لا يأتي؟

مارسيل خليفة
مارسيل خليفة

تضاربت الأنباء بشأن مشاركة الفنان اللبناني مارسيل خليفة في حفل غنائي في الكويت ضمن فعالية يقيمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بعنوان «ألق بصرك»، والمتمثل في مؤتمر أول للقراءة.
هذه الحيرة التي وقع فيها الجمهور سببها التصريحات المتضاربة عن قدوم أو عدم قدوم الفنان اللبناني مارسيل خليفة للغناء.
وكان الفنان اللبناني أتهم نائبا محافظا في البرلمان لم يسمه بالضغط على الحكومة الكويتية لمنع مشاركته. وقال خليفة على صفحته في «فيسبوك»: «يؤسفني أن يعترض نائب متشدّد في البرلمان الكويتي وترزح الحكومة لطلبه وتمنع أمسية موسيقية تحت عنوان (تصبحون على وطن). يتكتلّون ضد الموسيقى والأغنية تحت ستار الحفاظ على وحدة الصف وأي صف هذا؟».
لكن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي ذكر أن حفل مارسيل خليفة قد ألغي، عاد مرة أخرى ليعلن أنه: «تم حل المشكلات الإدارية، والحفل سيقام في موعده بعدما تمت معالجة الخلل وتسهيل الأمور العالقة وإتمام الإجراءات مع الفنان خليفة».
وبدأت القصة حين أعلن المسؤولون عن الثقافة في البدء عن إقامة حفل للفنان مارسيل خليفة على مسرح السالمية يوم الاثنين المقبل 20 من أبريل (نيسان) الحالي في ختام المؤتمر، ثم ما لبث أن صرح المسؤولون بإلغاء الحفل، فتردد بأن ثمة اعتراضات حصلت من قبل بعض التيارات المناوئة لخط ومنهج مارسيل، فذكرت صحف محلية بأن المنع جاء بسبب اتهام كان وجه لمارسيل قبل فترة بأنه أدى أغنية فيها آيات قرآنية وهي قصيدة «أنا يوسف يا أبي» للشاعر الراحل محمود درويش، لكن مبررات أخرى سرت عن المنع ترتبط بالميزانية والعوامل المادية والإدارية. لكن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ذكر لاحقا بأنه: «تم حل المشكلات الإدارية، والحفل سيقام في موعده».
والواضح أن قرار المنع لم يكن من الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، حيث يعرف عنه أفكاره المتفتحة، وهذا ما تؤكده صاحبة فكرة مؤتمر القراءة رزان المرشد التي كانت هي أيضا صاحبة فكرة حضور مارسيل، حيث قالت لصحيفة محلية إنه عندما علم الأمين العام اليوحة بمقترح اسم الفنان مارسيل خليفة، رحب كثيرا بالفكرة، فقامت المرشد شخصيا بالاتصالات حتى وصلت إلى الفنان مارسيل خليفة ومدير أعماله، وتم الترتيب بموافقة شفهية، تم تأكيدها بحيث أبدى مارسيل سعادته بهذه المبادرة «التي تعيده إلى الغناء بالبلد الذي يحبه بعد انقطاع عشرين عاما».
اليوم الفاصل بين إقامة الحفل أو إلغائه حرك مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ما دفع مارسيل خليفة لكتابة رسالة (قبل إلغاء قرار المنع) قال فيها مخاطبا الجمهور الكويتي: «رغم هذا المنع سنظل نبني جنتنا زهرة زهرة وردة وردة بمعزل عن السلطات كافة وسنتمكن من استدراج الناس ومن البعيد لهذه الجنة كعشّاق وكأرواح شاردة».
وأضاف مارسيل: «رغم منعي من ملاقاتكم في أمسية حيّة وحاشدة، أعرف أن هناك متسّعا من الوقت للاتصال بمن يبحث عن ذاته في ذوات أخرى وفي فتح الروح على الأرواح الأخرى».



«سأقتل كل عصافير الدوري» للكاتبة العُمانيّة هدى حمد

هدى حمد
هدى حمد
TT

«سأقتل كل عصافير الدوري» للكاتبة العُمانيّة هدى حمد

هدى حمد
هدى حمد

صدرت حديثاً عن «منشورات تكوين» في الكويت متوالية قصصية بعنوان «سأقتل كل عصافير الدوري» للكاتبة العُمانيّة هدى حمد. وتأتي هذه المتوالية بعد عدد من الروايات والمجموعات القصصية، منها: «نميمة مالحة» (قصص)، و«ليس بالضبط كما أريد» (قصص)، و«الأشياء ليست في أماكنها» (رواية)، و«الإشارة برتقاليّة الآن» (قصص)، «التي تعدّ السلالم» (رواية)، «سندريلات في مسقط» (رواية)، «أسامينا» (رواية)، و«لا يُذكَرون في مَجاز» (رواية).

في أجواء المجموعة نقرأ:

لم يكن ثمّة ما يُبهجُ قلبي أكثر من الذهاب إلى المصنع المهجور الذي يتوسطُ حلّتنا. هنالك حيث يمكن للخِرق البالية أن تكون حشوة للدُّمى، ولقطع القماش التي خلّفها الخياط «أريان» أن تكون فساتين، وللفتية المُتسخين بالطين أن يكونوا أمراء.

في المصنع المهجور، ينعدمُ إحساسنا بالزمن تماماً، نذوب، إلا أنّ وصول أسرابٍ من عصافير الدوري بشكلٍ متواترٍ لشجر الغاف المحيط بنا، كان علامة جديرة بالانتباه، إذ سرعان ما يعقبُ عودتها صوتُ جدي وهو يرفع آذان المغرب. تلك العصافير الضئيلة، التي يختلطُ لونها بين البني والأبيض والرمادي، تملأ السماء بشقشقاتها الجنائزية، فتعلنُ انتهاء اليوم من دون مفاوضة، أو مساومة، هكذا تتمكن تلك الأجنحة بالغة الرهافة من جلب الظُلمة البائسة دافعة الشمس إلى أفولٍ حزين.

في أيامٍ كثيرة لم أعد أحصيها، تحتدُّ أمّي ويعلو صوتها الغاضب عندما أتأخر: «الغروبُ علامة كافية للعودة إلى البيت»، فأحبسُ نشيجي تحت بطانيتي البنية وأفكر: «ينبغي قتل كلّ عصافير الدوري بدمٍ بارد».

وهدى حمد كاتبة وروائيّة عُمانيّة، وتعمل حالياً رئيسة تحرير مجلة «نزوى» الثقافية.