العالم يقضي عيد ميلاد ثانياً في ظل الجائحة

أميركا تلغي آلاف الرحلات الجوية للحد من تفشي الفيروس

العالم يقضي عيد ميلاد ثانياً في ظل الجائحة
TT

العالم يقضي عيد ميلاد ثانياً في ظل الجائحة

العالم يقضي عيد ميلاد ثانياً في ظل الجائحة

للعام الثاني على التوالي تنعكس طفرة الإصابات على احتفالات عيد الميلاد (الكريسماس) عبر العالم، إذ ألقى فيروس «كورونا» ومتحوراته بظله على ملايين الأشخاص الذين كانوا يتطلعون للاجتماع اليوم مع أقربائهم وتبادل هدايا عيد الميلاد، لكن القيود الصحية وتحذيرات حركتهم حدت من ذلك، إلا في نطاق محدود.
ففي بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، يبدي أصحاب الفنادق خيبة أملهم بعدما كانوا ينتظرون تدفق السياح والزوار. فبعد قضاء العيد العام الماضي في ظل إغلاق تام، عادت إسرائيل وأغلقت حدودها هذه السنة أيضاً. وكما في 2020، اقتصر قداس منتصف الليل على دائرة صغيرة من المصلين حضروا بناء على دعوة حصرية.
وفي الفاتيكان، حضر الآلاف قداس عيد الميلاد التقليدي الذي أحياه البابا فرنسيس أمس الجمعة في كاتدرائية القديس بطرس في روما، بالمقارنة مع 200 شخص فقط العام الماضي. وإن كانت القيود تنتشر في العالم مع فرض هولندا الحجر وإلغاء مسارح برودواي عروض عيد الميلاد وفرض إسبانيا مجددا إلزامية الكمامات في الخارج، فإن التجمعات ستكون أسهل بصورة عامة منها العام الماضي.
وتنقل ملايين الأميركيين داخل الولايات المتحدة، رغم أن موجة أوميكرون تخطت الحد الأقصى لتفشي المتحور دلتا من قبل، ورغم اكتظاظ المستشفيات بالمرضى. غير أن السفر أصبح معقدا للعديد من الأميركيين، بعدما أعلنت شركة الطيران الكبرى للرحلات الداخلية «يونايتد» إلغاء 120 رحلة بسبب الإصابات في صفوف طواقمها. وفي أستراليا، سمح باستئناف السفر داخليا لأول مرة منذ بدء تفشي الوباء، ما يحيي أجواء الاحتفالات رغم تسجيل البلد حصيلة قياسية من الإصابات.

وقال رئيس أساقفة سيدني للكاثوليك أنتوني فيشر في رسالة بمناسبة عيد الميلاد «رأينا جميعا مشاهد مؤثرة لأشخاص يلتقون في المطارات بعد أشهر من الفراق. ففي فترة قاتمة كهذه، عيد الميلاد هو شعاع نور، بصيص أمل». وفي بريطانيا، أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون أن شهادة تلقيح ستكون أجمل هدية تحت شجرة عيد الميلاد. وقال «رغم أن الوقت المتاح لشراء الهدايا كان محدودا، فهناك شيء رائع يمكن إهداؤه لعائلتكم وللبلاد برمتها، وهو تلقي هذه الجرعة، سواء كانت الأولى لكم أو الثانية، أو الجرعة المعززة، حتى تكون احتفالات العام المقبل أفضل من هذه السنة».
وفي موسكو، طلب الرئيس فلاديمير بوتين من «ديد موروز» أو «جد الصقيع» - أي سانتا كلوز كما يعرف في الغرب أو بابا نويل كما يعرف في العالم العربي - أن يساعد روسيا على تحقيق مشاريعها، وذلك في ظل التوتر المخيم مع الدول الغربية حول مسألة أوكرانيا. وقال بوتين «آمل ألا يكتفي بإعطائنا هدايا، بل أن يحقق مشاريع البلد وكل مواطن»، شاكرا «ديد موروز» لمساعدته على أن يكون رئيسا.
وفيما كان الناس يأملون في استعادة حرياتهم بفضل اللقاحات، جاء تفشي المتحورة أوميكرون الشديدة العدوى ليلقي بظله على أجواء الأعياد هذه السنة. غير أن إغلاق الحدود والقيود المفروضة لم تمنع مزلاجا شهيرا تجره الرنة من أن يجوب العالم كما في كل سنة، بعدما فتحت كندا له مجالها الجوي... بشرط أن يبرز شهادة تلقيح واختبار كوفيد نتيجته سلبية. هذا ما أكده وزير النقل في أوتاوا عندما أعطى الضوء الأخضر للموكب، مؤكدا أن حتى رودولف، أشهر رنة عيد الميلاد، «تثبت من أنه لا يظهر أيا من أعراض كوفيد - 19 قبل الإقلاع».
وأبدت أستراليا الحرص نفسه، فأعلنت هيئة السلامة الجوية أن «مراقبينا الجويين يرشدون بابا نويل بسلامة تامة في المجال الجوي الأسترالي، باستخدام تقنيتنا للمراقبة لمتابعته مرتين في الثانية». وأكدت «سمح له بالتحليق على ارتفاع 500 قدم حتى يتمكن من ملامسة السطوح وتسليم هداياه بسرعة وتكتم. فمزلاجه السحري ليس طائرة عادية».
وأفسد انتشار متحور «أوميكرون» وارتفاع حالات الإصابة به، خطط الأسر الأميركية في قضاء إجازات أعياد الميلاد المعتادة للعام الثاني على التوالي، حيث أكد المسؤولون ضرورة التباعد الاجتماعي والحصول على التطعيم، محذّرين من نتائج خطيرة تتمثل في ارتفاع الوفيات وارتفاع أعداد دخول المصابين بالفيروس إلى المستشفيات حتى مع أولئك الذين تم تطعيمهم ضد الفيروس.
ويمثل «أوميكرون» أكثر من 70% من حالات الإصابة الجديدة في الولايات المتحدة التي تسجل نحو من 170 ألف حالة جديدة يومياً بزيادة 38% خلال الأسبوعين الماضيين. ونقلت وكالة «بلومبرغ» ارتفاع حالات الإصابة اليومية في ولاية نيويورك وحدها إلى 38.835 ألف حالة، وهو ما يقرب من ضعف الرقم القياسي الذي سجّلته الولاية في يناير (كانون الثاني) الماضي.
واضطرت شركات طيران أميركية إلى إلغاء أكثر من ألفي رحلة طيران مساء أول من أمس (الخميس) وصباح أمس (الجمعة)، وسط مخاوف من انتشار متحور «أوميكرون»، وبعد إصابة الكثير من عمّال المطارات الأميركية بالفيروس. وقالت شركة «دلتا إيرلاينز» إنها ألغت 90 رحلة جوية أمس (الجمعة)، بعد استنفاد كل الخيارات، بما في ذلك تغيير مسار الرحلات واستبدال الأطقم الجوية. فيما ألغت شركة «يونايتد» ما لا يقل عن 150 رحلة، وأكثر من 45 رحلة كان من المفترض أن تقلع اليوم (السبت). وقامت شركات أخرى مثل «جيت بلو»، و«أميركان إيرلاينز»، بإلغاء الكثير من الرحلات الجوية.
وقال شركة «يونايتد» في بيان إن «الارتفاع الكبير في حالات الإصابة بمتحور (أوميكرون) على مستوي البلاد خلال هذا الأسبوع كان له تأثير مباشر على الرحلات وطاقم الأشخاص الذين يديرون العمليات ونتيجة لذلك اضطررنا إلى إلغاء بعض الرحلات الجوية وإخطار العملاء بذلك».
وأوقفت مسارح نيويورك في برودواي عروضها المسرحية، وتم تقليص الاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة في ميدان «تايمز سكوير» الشهير إلى فعاليات قليلة، وخفض عدد المشاركين في حفل رأس السنة إلى 1500 شخص فقط انخفاضاً من 58 ألف شخص في فترة ما قبل الجائحة، واشتُرط الحصول على اللقاح وارتداء الكمامات للمشاركين في الحفل مع تقديم نتائج اختبار سلبية للفيروس.


مقالات ذات صلة

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.