نتنياهو: «الليكوديون الجدد» متطرفون يسعون لسحق «الليكود» من الداخل

شبّههم بحصان طروادة واتهمهم بالسعي للإطاحة به

TT

نتنياهو: «الليكوديون الجدد» متطرفون يسعون لسحق «الليكود» من الداخل

في محاولة، عقب نشر نتائج استطلاعات رأي تفيد بأن حزب «الليكود» يستطيع الفوز بالحكم معه أو من دونه، أطلق رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق ورئيس المعارضة الحالي بنيامين نتنياهو، حملة لمحاربة خصومه داخل حزبه «الليكود». وتوجه إلى المحكمة الداخلية في الحزب، أمس (الجمعة)، طالباً طرد مئات الأعضاء الذين يعارضونه.
وقالت مصادر في «الليكود» إن نتنياهو يصدم حتى رفاقه والكثير من مؤيديه بهذه الخطوة. ونقل على لسان أحدهم، أن «الرجل لا يعرف طريقاً للرحمة. حتى أصدقاء الأمس الذين دافعوا عنه حتى آخر حدٍّ يجدون أنفسهم اليوم متهمين بالخيانة ويطالب بطردهم».
ووجه نتنياهو سهامه الأساسية إلى مجموعة تطلق على نفسها اسم «الليكوديون الجدد»، الذين يعملون على تصحيح مسار حزب «الليكود» من الداخل وإعادة الحزب إلى سابق عهده كيمين ليبرالي. وقد قاومهم قادة الحزب في البداية ولكن مع الوقت أخذوا يحترمونهم ويرون فيهم قوة إصلاح جدّية. ولكن نتنياهو توجه إلى المحكمة قائلاً إنهم «يساريون متطرفون يعملون كـ(حصان طروادة) لسحق (الليكود) من الداخل». وعاد ليردد هجومه على عدد من قادة الحزب الذين ينتظرون للتنافس على رئاسة «الليكود» في عهد ما بعد نتنياهو، أمثال يسرائيل كاتس ونير بركات ويولي أدلشتاين.
ومع أن نتنياهو وزوجته استضافا كاتس وزوجته في عشاء عائلي وودّي، إلا أنه هاجمه بكلمات قاسية، أمس، وقال: «إلى جانب الكثيرين ممن يحاربون الظواهر السلبية في الحزب، هناك للأسف مَن يفضّلون الحصول على أصوات على حساب مصلحة الدولة والحركة. لقد كنت أتوقع من جميع أعضاء (الليكود)، بمن فيهم رؤساء مؤسسات الحزب، أن يقاتلوا بقوة ضد الطابور الخامس ويعملوا على إخراجهم من الحركة. والجميع فعلوا ذلك ما عدا يسرائيل كاتس، الذي يتصرف حتى يومنا هذا ويفعل العكس، ونير بركات». وتساءل باستهجان: «من يعتقد أنه من أجل الحصول على عدد قليل من الأصوات، من الممكن المخاطرة بمستقبل (الليكود) ومستقبلنا جميعاً، سيجد أن أكثر من 130 ألف عضو وعضوة في (الليكود) يحاربونه ولن يغفروا له».
ويتهمهم نتنياهو بـ«التسلل إلى حزب (الليكود) في سبيل تحطيمه من الداخل. قسم منهم كانوا أعضاء في حزب (ميرتس) اليساري. وهم يضعون لأنفسهم هدفاً وحيداً هو التخلص من بنيامين نتنياهو. يريدون رئيساً آخر للحزب، حتى يهبط إلى 15 - 20 مقعداً».
لكنّ ناطقا بلسان هذه المجموعة دحض أقوال نتنياهو، وقال: «هو أكثر مَن يعرف بأننا أناس صادقون في خدمة (الليكود) ومصالحه. ولكنه مصاب بهلوسة سياسية فينتفض غضباً على كل من يجرؤ على معارضته. ومنذ أن نُشر استطلاع رأي يبيّن أن (الليكود) يستطيع الفوز بالانتخابات حتى لو لم يقف نتنياهو على رأسه، وهو لا يرى النور، ويحارب خياله، ولا يتردد في مهاجمة أصدقاء الأمس. وهذا مؤسف لأن دوافعه أنانية فحسب».



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).