غورباتشوف يدين «الغطرسة» الأميركية في الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة

صورة أرشيفية لميخائيل غورباتشوف في فبراير 2016 بموسكو (غيتي)
صورة أرشيفية لميخائيل غورباتشوف في فبراير 2016 بموسكو (غيتي)
TT

غورباتشوف يدين «الغطرسة» الأميركية في الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة

صورة أرشيفية لميخائيل غورباتشوف في فبراير 2016 بموسكو (غيتي)
صورة أرشيفية لميخائيل غورباتشوف في فبراير 2016 بموسكو (غيتي)

رأى آخر زعيم للاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، اليوم (الجمعة)، أن الأزمة الحالية بين روسيا والغرب نابعة من «الغطرسة» الأميركية، بعد سقوط الكتلة إثر استقالته قبل ثلاثين عاماً تماماً.
وقال غورباتشوف (90 عاماً) إنهم «فقدوا صوابهم، الغطرسة، الرضا بالذات، أعلنوا أنفسهم منتصرين في الحرب الباردة بينما أنقذنا معاً العالم من المواجهة».
وأضاف غورباتشوف لـ«وكالة الأنباء الروسية» (نوفوستي): «كيف يمكننا أن نأمل في علاقات ندية مع الولايات المتحدة، مع الغرب في هذا الوضع؟»، مديناً نزعة واشنطن إلى إعلان «الانتصار»، بحسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
ورأى أن المعسكر الغربي أراد «بناء إمبراطورية جديدة ومن هنا ولدت فكرة توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو)».
ويرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن توسيع الحلف الأطلسي ليشمل دولاً من الكتلة الشرقية السابقة هو السبب العميق للأزمة الروسية الغربية، لأن الحلف في نظر «الكرملين» هو التهديد الرئيسي لأمنه الاستراتيجي.
واقترح بوتين هذا الشهر على الولايات المتحدة وحلفائها توقيع معاهدتين تنصان خصوصاً على منع أي توسيع مستقبلي للحلف، وكذلك أي تعاون عسكري فيما تعتبره روسيا منطقة نفوذها.
ووافقت واشنطن على إجراء محادثات في يناير (كانون الثاني) مع أنها تعتبر أن كثيراً من هذه المطالب غير مقبولة، بهدف إتاحة خفض للتصعيد، بينما يخشى الغرب أن تشن موسكو هجوماً على أوكرانيا، الجمهورية السوفياتية السابقة التي تطمح للانضمام إلى الناتو.
ورأى بوتين في مؤتمره الصحافي السنوي الخميس أن ردود الفعل الأميركية الأولى على المطالب الروسية «إيجابية»، لكنه قال أيضاً إنه يستعد لاتخاذ إجراءات «عسكرية وتقنية» للرد على التهديد الغربي.
وأشاد غورباتشوف بالمحادثات المقرر إجراؤها في يناير. وقال: «أدعمهم وآمل أن تكون هناك نتيجة تسمح لجميع الدول الأوروبية بالشعور بالأمان». وتتهم واشنطن والاتحاد الأوروبي موسكو بحشد قوات على حدود أوكرانيا تحضيراً لغزو هذا البلد، وتهددها بعقوبات اقتصادية غير مسبوقة في حال وقوع عدوان.
واستقال ميخائيل غورباتشوف من منصبه كرئيس لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في 25 ديسمبر (كانون الأول) 1991، فيما شكل النهاية الرسمية للإمبراطورية الشيوعية.
ووصف بوتين سقوط الاتحاد السوفياتي بأنه «أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين».



أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
TT

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

خلُص تقرير جديد إلى أن عدد ضحايا الأسلحة المتفجرة من المدنيين وصل إلى أعلى مستوياته عالمياً منذ أكثر من عقد من الزمان، وذلك بعد الخسائر المدمرة للقصف المُكثف لغزة ولبنان، والحرب الدائرة في أوكرانيا.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قالت منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» (AOAV)، ومقرها المملكة المتحدة، إن هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024، بزيادة قدرها 67 في المائة على العام الماضي، وهو أكبر عدد أحصته منذ بدأت مسحها في عام 2010.

ووفق التقرير، فقد تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة بنحو 55 في المائة من إجمالي عدد المدنيين المسجلين «قتلى أو جرحى» خلال العام؛ إذ بلغ عددهم أكثر من 33 ألفاً، في حين كانت الهجمات الروسية في أوكرانيا السبب الثاني للوفاة أو الإصابة بنسبة 19 في المائة (أكثر من 11 ألف قتيل وجريح).

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على أقاربهم الذين قُتلوا بالغارات الجوية الإسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (د.ب.أ)

وشكّلت الصراعات في السودان وميانمار معاً 8 في المائة من إجمالي عدد الضحايا.

ووصف إيان أوفيرتون، المدير التنفيذي لمنظمة «العمل على الحد من العنف المسلح»، الأرقام بأنها «مروعة».

وأضاف قائلاً: «كان 2024 عاماً كارثياً للمدنيين الذين وقعوا في فخ العنف المتفجر، خصوصاً في غزة وأوكرانيا ولبنان. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل حجم الضرر الناجم عن هذه الصراعات».

هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024 (أ.ب)

وتستند منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» في تقديراتها إلى تقارير إعلامية باللغة الإنجليزية فقط عن حوادث العنف المتفجر على مستوى العالم، ومن ثم فهي غالباً ما تحسب أعداداً أقل من الأعداد الحقيقية للمدنيين القتلى والجرحى.

ومع ذلك، فإن استخدام المنظمة المنهجية نفسها منذ عام 2010 يسمح بمقارنة الضرر الناجم عن المتفجرات بين كل عام، ما يُعطي مؤشراً على ما إذا كان العنف يتزايد عالمياً أم لا.