وزير خارجية إسرائيل يدعو نظيره المغربي لزيارة تل أبيب في «أقرب وقت ممكن»

بلينكن: ملتزمون بمواصلة العمل مع البلدين لبناء منطقة أكثر سلاماً وازدهاراً

وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة (وزارة الخارجية المغربية)
وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة (وزارة الخارجية المغربية)
TT

وزير خارجية إسرائيل يدعو نظيره المغربي لزيارة تل أبيب في «أقرب وقت ممكن»

وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة (وزارة الخارجية المغربية)
وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة (وزارة الخارجية المغربية)

دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد نظيره المغربي ناصر بوريطة إلى زيارة إسرائيل قريباً. وقال: «أرحب بصديقي الوزير بوريطة لزيارة إسرائيل في أقرب وقت ممكن، وإطلاق مبادرات جديدة لتقوية علاقاتنا... يجب أن نلتقي مباشرة ونبني أشياء كبيرة لصالح شعبينا».
وجاءت تصريحات لبيد، مساء الأربعاء، أثناء اجتماع عقد عبر الفيديو، شارك فيه وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، والقائم بالأعمال بالسفارة الأميركية في المغرب ديفيد غرين، وذلك بمناسبة مرور عام على الإعلان الثلاثي المشترك (المغربي - الإسرائيلي - الأميركي) وإعادة العلاقات بين المغرب وإسرائيل برعاية أميركية.
من جهته، أعرب بوريطة عن «أمله بزيارة إسرائيل قريباً»، ولقاء لبيد مجدداً. وكان وزير خارجية إسرائيل قد زار الرباط في أغسطس (آب) الماضي.
وقال بوريطة إن إحياء الذكرى الأولى للاتفاق الثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، ليس احتفالاً بحدث دبلوماسي بسيط، وإنما بماضٍ وحاضر ومستقبل مشتركة.
واعتبر وزير خارجية المغرب أن الذكرى الأولى هي بمثابة تجديد لوعد على 3 مستويات، ويتعلق الأمر بالتزام أصيل إزاء الأشخاص وبناء ملموس لشراكة والتزام فعال من أجل السلام. وأضاف أن التوقيع على الإعلان الثلاثي المشترك السنة الماضية، أمام الملك محمد السادس، شكّل محفزاً للتقارب بين الأمم، مبرزاً الطابع المحفز للاتفاق الذي مكّن من تعزيز الروابط العريقة بين الشعوب.
وذكر بوريطة أن نجاح هذا الاتفاق يمر عبر تجديد ربط مليون إسرائيلي من أصل مغربي مع إرثهم الثقافي، وكذلك عبر زيارتهم لأرض أجدادهم الذين عاشوا فيها في سلام وانسجام، تحت حماية الملكية المغربية.
ودعا بوريطة إلى توسيع دائرة هذه الشراكة، مسلطاً الضوء على جانب مفهوم السلام الذي يميز الإعلان الثلاثي. وقال: «مع تأكيد الاعتراف الكامل والكلي لسيادة المغرب على صحرائه، ومع استئناف العلاقات مع دولة إسرائيل، حمل الإعلان الثلاثي المشترك رسالة سلام كبيرة».
وعدّ بوريطة استئناف العلاقات مع إسرائيل مساهمة في السلام بالشرق الأوسط، مشيراً إلى أن «الإعلان الثلاثي المشترك يمثل أداة ثمينة قادرة على المساعدة في المضي قدماً بعملية السلام في المنطقة، وتحسين الأمن وفتح فرص جديدة للجميع».
من جهة أخرى، أبرز بوريطة أن المغرب باعتباره مشيداً تاريخياً للجسور وفاعلاً موثوقاً للسلام والاستقرار، ملتزم بشكل ثابت بالمساهمة في إحلال سلام مستدام في المنطقة، مشيراً إلى أن «المغرب، تحت القيادة المستنيرة للملك محمد السادس، سيواصل جهوده من أجل سلام عادل، ومستدام ومنصف، قائم على حلّ الدولتين وعيشهما جنباً إلى جنب في سلام وأمان».
وذكّر بوريطة أن عاهل المغرب بصفته رئيساً للجنة القدس يدعو إلى الحفاظ على الطابع الفريد والمقدس، لمدينة القدس الشريف، وبعدها الروحي، ومكانتها الخاصة كمدينة للسلام.
وأشار بوريطة إلى أن الإعلان الثلاثي يؤكد ويوسع نطاق فرص التعاون الكبيرة والغنية بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، للانفتاح على شراكات تدمج دولاً ومناطق أخرى.
وقال بوريطة: «ندعو إلى شراكة أعمال متحركة، لصالح تعاون ملموس رابح - رابح»، مضيفاً أن هذه الشراكة تلامس جميع المجالات، ولا سيما الصحة والتعليم، والأمن، والاقتصاد، والتجارة، والسياحة، والثقافة، والفلاحة.
وأبرز وزير خارجية المغرب أن بلاده نفذت التزامات هذا الاتفاق الثلاثي من خلال تفعيل مهام دبلوماسية، وتوقيع سلسلة من الاتفاقات، وتبادل الزيارات الرسمية وتفعيل التعاون القطاعي.
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، إن الاتفاق الذي وُقع قبل عام بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل هو «نجاح دبلوماسي» يدشن لحقبة جديدة من السلام والاستقرار والفرص والتفاهم.
وذكر بلينكن أن المغرب وإسرائيل قاما، في اليوم الموالي لتوقيع إعلانهما المشترك، بفتح مجالهما الجوي «للمرة الأولى منذ عقود»، بعشر رحلات مباشرة أسبوعياً.
وقال بلينكن إن المغرب وإسرائيل وقّعا اتفاقيات تمكن من إجراء تدريبات عسكرية مشتركة وتعزز العلاقات الاقتصادية، مشيراً إلى أن مجلساً جديداً للأعمال مغربياً - إسرائيلياً ساهم في إرساء أزيد من 30 شراكة في قطاعات التكنولوجيا والفلاحة والمياه والنسيج والصحة والطاقات المتجددة.
وذكر بلينكن أن المحادثات جارية للتعاون في مشروعات تحلية المياه، ومن أجل إقامة برامج للتبادل بين الطلبة حول الاستدامة البيئية، مشيراً إلى أن البلدين قاما بتعميق روابطهما الثقافية، حتى يتمكن مليون إسرائيلي من أصل مغربي من الاتصال مرة أخرى مع جذورهم في المغرب، حتى يتمكن الرياضيون الشباب المغاربة والإسرائيليون من إجراء تدريبات مشتركة.
وأكد بلينكن أن «هذه الإجراءات ليست إيجابية فقط لإسرائيل والمغرب، بل للمنطقة برمتها»، مشدداً على أن الولايات المتحدة ترغب في «توسيع دائرة الدبلوماسية السلمية». وأضاف أنه من خلال استئناف العلاقات بينهما، فإن المغرب وإسرائيل يمهدان الطريق أمام البلدان الأخرى «لمناقشة أهدافها المشتركة ونقاط الخلاف الخاصة بها بشكل منفتح وبناء، واغتنام الفرص ذات المنفعة المتبادلة، ولمّ شمل الشعوب في إطار الصداقة».
وقال: «هذا هو سبب التزام الولايات المتحدة بدعم وتوسيع اتفاقات إبراهام». وأضاف: «نحن ممتنون لجهودكم المستمرة لتعميق وتوطيد الروابط بين شريكين كبيرين وصديقين للولايات المتحدة»، مشدداً على التزام واشنطن بمواصلة «عملنا معاً لبناء منطقة أكثر سلاماً وأكثر ازدهاراً».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».