الأمم المتحدة تحذّر من «مأساة» إذا حصل خرق للاتفاقات بين لبنان وإسرائيل

غوتيريش زار مقر قيادة «يونيفيل» في الناقورة وتفقد «الخط الأزرق» الحدودي

غوتيريش خلال زيارته مقر قيادة قوات «يونيفيل» أمس (الوطنية)
غوتيريش خلال زيارته مقر قيادة قوات «يونيفيل» أمس (الوطنية)
TT

الأمم المتحدة تحذّر من «مأساة» إذا حصل خرق للاتفاقات بين لبنان وإسرائيل

غوتيريش خلال زيارته مقر قيادة قوات «يونيفيل» أمس (الوطنية)
غوتيريش خلال زيارته مقر قيادة قوات «يونيفيل» أمس (الوطنية)

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس إلى وجوب أن «تتحلى الأطراف بحسن نيّة وأن تلتزم بالحفاظ على الاستقرار على طول الخط الأزرق»، وذلك خلال تفقده قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب «يونيفيل»، داعياً لأن يمتنع لبنان وإسرائيل عن القيام بأي انتهاك للاتفاقات. وحذر من أن «أي نزاع يمكن أن يؤدي إلى مأساة ذات عواقب لا يمكن التنبؤ بها».
ويختتم غوتيريش اليوم الأربعاء زيارته إلى لبنان، بعد سلسلة لقاءات مع مسؤولين سياسيين وممثلين للطوائف اللبنانية، وزيارات ميدانية كان أبرزها أمس إلى الجنوب، حيث زار المقر العام لبعثة «يونيفيل» في الناقورة في أقصى جنوب غربي لبنان، وكان في استقباله القائد العام لليونيفيل ستيفانو دل كول وكبار الضباط الدوليين، وانتقل بعدها إلى مكتب دل كول حيث عقد معه اجتماعاً، واطلع منه على مهام «يونيفيل» وعملياتها، واستمع لشرح مفصل عن دورها العملاني في جنوب لبنان. ثم جال بعدها يرافقه دل كول في الخط الأزرق.
وقالت «يونيفيل» في بيان، إن غوتيريش أشار خلال الزيارة، إلى أن «التزام الأطراف بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 والحفاظ على وقف الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق أمر أساسي»، وقال: «من المهم جدا أن تفهم الأطراف أن أي نزاع في هذا الوضع يمكن أن يؤدي إلى مأساة ذات عواقب لا يمكن التنبؤ بها». ودعا إلى وجوب أن «تتحلى الأطراف بحسن نية وأن تلتزم بالحفاظ على الاستقرار على طول الخط الأزرق».
وأضاف: «في الوقت نفسه، سيكون من المهم للأطراف التفاوض بشأن بعض الجوانب التي لا يزال هناك بعض الشكوك حولها لناحية الموقع الدقيق للخط الأزرق، إلى جانب المفاوضات حول الحدود البحرية، ومن الضروري أن يمتنع كلا الجانبين عن القيام بأي انتهاك للاتفاقات».
ورافق دل كول الأمين العام إلى «موقع الأمم المتحدة 1 - 32A، وهو الموقع الذي تعقد فيه الاجتماعات الثلاثية المنتظمة مع كبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي، واطلع على آليات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها «يونيفيل» والدور الذي تلعبه في التهدئة وبناء الثقة.
وجدد غوتيريش دعوته إلى «استمرار الدعم الدولي للقوات المسلحة اللبنانية، وهو أمر ضروري لاستقرار لبنان». وإذ أشاد بدور «يونيفيل» في جنوب لبنان باعتباره «رمز الاستقرار في منطقة غير مستقرة»، أثنى على «عمل حفظة السلام في تلك المنطقة».
وقال: «إن الدور الذي تلعبه يونيفيل له الأثر الكبير في حقيقة عدم حدوث مواجهة كبيرة على الحدود بين إسرائيل ولبنان، ويعود الفضل في ذلك لعمل الرجال والنساء الذين يخدمون الأمم المتحدة ويخدمون السلام في يونيفيل».
وذكر البيان أن غوتيريش «عقد خلال وجوده في جنوب لبنان اجتماعات مع حفظة السلام الشباب والنساء وقادة المجتمع المدني. كما قام بجولة على جزء من الخط الأزرق وشاهد بنفسه العمل الذي يقوم به جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل، بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية، للحفاظ على الاستقرار في منطقة عمليات بعثة الأمم المتحدة وعلى طول الخط الأزرق البالغ طوله 120 كيلومترا».
وفي مدينة صور، اجتمع غوتيريش مع ممثلين من المجتمع المدني بعيدا من الإعلام، وسط تدابير أمنية للجيش اللبناني في محيط المكان. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أن عدداً من الناشطين نفذوا اعتصاماً أمام بوابة استراحة صور احتجاجاً على عدم مشاركتهم في اللقاء مع غوتيريش، معتبرين أن المشاركين في اللقاء يمثلون أنفسهم، وطالبوا بالاجتماع به لتقديم مطالبهم ومنها تنفيذ القرارين الدوليين 1701 و1559.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.