حفتر يجتمع في بنغازي بمنافسيه على الرئاسة

مفوضية الانتخابات تحل لجانها وتنهي أعمالها... وحشود للميليشيات في طرابلس

لقطة من شريط فيديو يظهر فيه باشاغا وهو يتحدث إلى الصحافيين بعد اللقاء الذي جمع المشير حفتر بعدد من المرشحين للرئاسة في بنغازي أمس (الشرق الأوسط)
لقطة من شريط فيديو يظهر فيه باشاغا وهو يتحدث إلى الصحافيين بعد اللقاء الذي جمع المشير حفتر بعدد من المرشحين للرئاسة في بنغازي أمس (الشرق الأوسط)
TT

حفتر يجتمع في بنغازي بمنافسيه على الرئاسة

لقطة من شريط فيديو يظهر فيه باشاغا وهو يتحدث إلى الصحافيين بعد اللقاء الذي جمع المشير حفتر بعدد من المرشحين للرئاسة في بنغازي أمس (الشرق الأوسط)
لقطة من شريط فيديو يظهر فيه باشاغا وهو يتحدث إلى الصحافيين بعد اللقاء الذي جمع المشير حفتر بعدد من المرشحين للرئاسة في بنغازي أمس (الشرق الأوسط)

اجتمع المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، للمرة الأولى في مدينة بنغازي بشرق البلاد، أمس، بمنافسيه في الانتخابات الرئاسية أحمد معيتيق نائب رئيس حكومة «الوفاق» السابقة، وفتحي باشاغا وزير الداخلية بها، وذلك لبحث تطورات العملية الانتخابية، بينما عاد التوتر الأمني مجدداً إلى العاصمة طرابلس، بعد تحركات مكثفة للميليشيات المسلحة وتحشيداتها في مختلف أنحاء المدينة، ما أدى إلى إغلاق مؤسسات تعليمية وخدمية وحكومية.
ووصل باشاغا ومعيتيق إلى مطار بنينا بمدينة بنغازي، حيث اجتمعا مع حفتر لبحث آليات سد الفراغ السياسي، وتطورات العملية الانتخابية بعد انتهاء موعد إجرائها. وإضافة إلى أحمد معيتيق وفتحي باشاغا، ضم الاجتماع مع حفتر في فندق «تيبستي» مرشحين آخرين للرئاسة على غرار عارف النايض وعبد المجيد سيف النصر والشريف الوافي. وبعد الاجتماع، تحدث باشاغا للصحافيين وخلفه بقية المرشحين للرئاسة بما في ذلك حفتر، مشيراً إلى اتفاق المجتمعين على أن المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، وعلى أن مسار المصالحة خيار لا رجعة عنه، وعلى ضرورة احترام ما يريده الليبيون، وتوسيع هذه المبادرة بهدف «لم الشمل».
في غضون ذلك، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة إن الانتخابات «لا بد أن تقوم على ثلاث مراحل، وغياب إحداها سبب فشل» الاستحقاق الذي كان مقرراً يوم الجمعة. ونقل عنه موقع «الوسط» قوله في ندوة «دور المرأة في العملية السياسية»، في طرابلس أمس، أن المرحلة الأولى تتطلب «دستوراً أو قاعدة دستورية»، وثانياً «قوانين توافقية تضمن عملية انتخابية نزيهة»، وثالثاً «ضمان قبول النتائج». واعتبر أن القوانين الحالية «مشكلة ومفصلة على أشخاص» بعينهم، وتنص على إجراء الانتخابات البرلمانية بعد ضمان نتيجة الانتخابات الرئاسية.
وعاد الدبيبة أمس إلى مقر الحكومة في طرابلس للمرة الأولى منذ إعلان ترشحه في الانتخابات الرئاسية، في حين رصدت وسائل إعلام محلية وناشطون تحرك رتل مسلح تابع لجهاز الأمن العام من مدينة الزنتان في اتجاه طرابلس وانتشرت عربات مدرعة وآليات مجنزرة في عدة تقاطعات في منطقة عين زارة بجنوب شرقي المدينة. وقال متحدث باسم جهاز الأمن العام في تصريحات تلفزيونية إن «قوة معينة تريد فرض قرارات وتنفيذها بالقوة على المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة، فحدث استنفار عسكري لكل القوات العسكرية والأمنية الموجودة في طرابلس». وتابع: «هناك أطراف لديها أجندة لا تريد الانتخابات»، و«تم تطويق طرابلس لمنع حدوث خروقات أمنية بهدف حماية الشرعية ومنع تكرار الحرب مجدداً».
من جهته، نفى «اللواء 444» أي نية في اعتزامه مهاجمة أي تمركز، وقال على لسان ناطق باسمه إن عناصره تتحرك حسب أوامر القائد الأعلى للجيش الليبي، في إشارة إلى المجلس الرئاسي.
وجاء النفي عقب اجتماع لقادة الميليشيات المسلحة ترأسه آمر كتيبة «النواصي» مصطفى والي، بهدف إعادة اللواء عبد الباسط مروان الذي أقاله المجلس الرئاسي مؤخراً من منصبه كقائد لمنطقة طرابلس العسكرية. وقال العقيد عبد المنعم العربي، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية في تصريحات له أمس، إن جميع التشكيلات المسلحة التي تغلق الطرقات تابعة للمجلس الرئاسي، ولا تتبع الوزارة، التي أكد أنها بعيدة عن التجاذبات السياسية، لافتا إلى أن عناصر الداخلية تقوم بدورها على أكمل وجه، وتوجد في شوارع طرابلس؛ لحماية المواطن، وتسهيل حركة المرور.
بدورها، نفت بعثة الأمم المتحدة أنباء عن إخلاء مقرها في طرابلس، أو أي مقر لها في البلاد، وقالت في بيان لها إنه لا يوجد مقر لها في عين زارة. وبعدما أكدت أن الأمم المتحدة لم تخل أي مقر لها في ليبيا، حذرت مما وصفته بالأخبار «الكاذبة والملفقة». وعلى خلفية هذه التوترات الأمنية، أعلنت مراقبة تعليم منطقة عين زارة ورئاسة جامعة طرابلس عن تسريح جميع الطلبة وإغلاق المدارس والجامعة الواقعة فيها، بينما أعلنت شركة السهم للنقل العام توقف مساراتها في عدة أنحاء من بينها عين زارة، والقصر، والهضبة. وكان مبعوث أميركا الخاص وسفيرها إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، أقر مساء أول من أمس، في ختام زيارة عمل خاطفة استغرقت بضع ساعات إلى طرابلس بوجود عقبات تعترض سير العملية الانتخابية في ليبيا تتعلق بالجانبين القانوني والسياسي ومنها ما يخص قائمة المرشحين للرئاسة.
واعتبر نورلاند في مؤتمر صحافي، أن هذه العقبات تحتاج إلى «قرار وطني» على مستوى سياسي وإرادة ليبية، وأكد أن الحكومة الأميركية تدعم البعثة الأممية وستيفاني ويليامز مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، في أداء مهامها من أجل مستقبل أفضل لليبيا.
وكشف نورلاند أنه أبلغ الدبيبة، الذي التقاه أيضاً، وجهة النظر الأميركية بأنه على المرشحين القيام بحملاتهم الانتخابية بشكل منفصل عن مناصبهم العامة أو مكاتبهم. وظهر صلاح بادي قائد «ميليشيات الصمود» المنتمي إلى مدينة مصراتة بغرب ليبيا، في لقطات مصورة خلال استعراض عسكري لقواته هناك، موجهاً انتقادات لاذعة للذين «هرولوا إلى الرجمة» حيث مقر حفتر، في إشارة إلى معيتيق وباشاغا.
في المقابل، طالب 19 مرشحاً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية بإجرائها في أسرع وقت ممكن باعتبارها استحقاقاً وطنياً لجميع الليبيين، وطالبوا مفوضية الانتخابات بالإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين للرئاسة والكشف عن أسباب عدم إجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
وفيما بدا أنه بمثابة إعلان رسمي عن توقف العملية الانتخابية، طلب عماد السايح رئيس المفوضية العليا للانتخابات، حل اللجان الانتخابية والرجوع إلى ما قبل تنفيذ العملية الانتخابية، واتخاذ الإجراءات اللوجيستية التي تضمن المحافظة على الجاهزية العملياتية والمواد التي كانت ستستخدم في الانتخابات.
في شأن آخر، نفى مصدر أمني وقوع انفجار بمقر مديرية أمن طبرق في الشرق الليبي، لكنه قال إن قنبلة صوت يدوية ألقيت خلف المقر، من دون أي أضرار بشرية أو مادية.



أكثر من 30 غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية الليلة الماضية

لبناني يشاهد الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد قصف إسرائيلي (أ.ب)
لبناني يشاهد الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد قصف إسرائيلي (أ.ب)
TT

أكثر من 30 غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية الليلة الماضية

لبناني يشاهد الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد قصف إسرائيلي (أ.ب)
لبناني يشاهد الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد قصف إسرائيلي (أ.ب)

شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت ليل السبت - الأحد، أعنف ليلة منذ بداية القصف الإسرائيلي، إذ استهدفت بأكثر من 30 غارة، سمعت أصداؤها في بيروت، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

ووفق الوكالة الوطنية للإعلام، غطت سحب الدخان الأسود أرجاء الضاحية كافة، حيث استهدفت الغارات محطة توتال على طريق المطار، ومبنى في شارع البرجاوي بالغبيري، ومنطقة الصفير وبرج البراجنة، وصحراء الشويفات وحي الأميركان ومحيط المريجة الليلكي وحارة حريك.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه نفذ سلسلة من الغارات الجوية المحددة على مواقع تابعة لـ«حزب الله» في بيروت، بما في ذلك «كثير من مستودعات الأسلحة وبنية تحتية أخرى للمسلحين».

ويتهم الجيش الإسرائيلي «حزب الله» بوضع مواقع تخزين وإنتاج الأسلحة، تحت مبانٍ سكنية، في العاصمة اللبنانية، مما يعرض السكان للخطر ويتعهد بالاستمرار في ضرب الأصول العسكرية لـ«حزب الله» بكامل قوته.

وخلال الأيام الماضية، أصدر الجيش الإسرائيلي طلبات إخلاء لأماكن في الضاحية الجنوبية لبيروت عدة مرات، حيث يواصل قصف كثير من الأهداف وقتل قادة في «حزب الله» و«حماس».

وأعلنت إسرائيل منتصف الشهر الماضي، نقل «الثقل العسكري» إلى الجبهة الشمالية. وبدأت منذ 23 سبتمبر (أيلول)، تكثيف غاراتها الجوية خصوصاً في مناطق تعدّ معاقل لـ«حزب الله» في الجنوب والشرق والضاحية الجنوبية لبيروت.

وأعلنت إسرائيل أنها بدأت في 30 سبتمبر (أيلول)، عمليات «برية محدودة وموضعية ومحددة الهدف» في جنوب لبنان تستهدف «بنى تحتية» عائدة لـ«حزب الله».