انتخابات السودان: إقبال كثيف للنساء ومشاركة ضعيفة للرجال في اليوم الثاني

زيادة أيام الاقتراع في مناطق بدارفور وكردفان

مواطنة سودانية تدلي بصوتها داخل أحد مراكز الاقتراع في الخرطوم أمس (رويترز)
مواطنة سودانية تدلي بصوتها داخل أحد مراكز الاقتراع في الخرطوم أمس (رويترز)
TT

انتخابات السودان: إقبال كثيف للنساء ومشاركة ضعيفة للرجال في اليوم الثاني

مواطنة سودانية تدلي بصوتها داخل أحد مراكز الاقتراع في الخرطوم أمس (رويترز)
مواطنة سودانية تدلي بصوتها داخل أحد مراكز الاقتراع في الخرطوم أمس (رويترز)

سادت حالة من الهدوء مراكز الاقتراع في العاصمة السودانية الخرطوم خلال ثاني أيام اقتراع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي تشهدها البلاد منذ أول من أمس، ويتوقع أن تغلق صناديق الاقتراع في السابعة من مساء اليوم، وفقًا لتمديد جديد أعلنت عنه مفوضية الانتخابات، فيما تراوح إقبال المصوتين بين ضعيف إلى متوسط. وقالت المفوضية القومية للانتخابات إن 160 مركزًا انتخابيا من أصل 7 آلاف مركز في 18 ولاية سودانية تعذر التصويت فيها بسبب إشكالات فنية.
وحسب مراسل «الشرق الأوسط» فقد شهد اليوم قبل الأخير من الاقتراع، حالة إقبال على التصويت تراوحت بين الضعيف والمتوسط في بعض المراكز، فيما ظلت مراكز أخرى شبة فارغة، وهو ما دفع، حسب تحليلات بعض المراقبين، المفوضية إلى تمديد زمن الاقتراع ساعة إضافية، من السادسة إلى السابعة مساء.
وشهدت بعض مراكز الاقتراع في الخرطوم ضعف إقبال الناخبين، فيما كان إقبال المواطنين في بعضها متوسطا نسبيًا، وشوهد شبان وشابات يحاولون إقناع الناخبين بممارسة حقهم في الاقتراع، لكن وفقًا لجولة الصحيفة اليومية فإن مراكز عدة بدت في أنحاء مختلفة شبه خالية.
وبحسب تقارير صحافية ومشاهدات مراسل الصحيفة فإن معظم المقترعين الذين دخلوا المراكز كانوا من الجنس اللطيف، فيما قلت أعداد الرجال التي كانت طاغية في اليوم الأول بسبب العطلة التي منحتها السلطات لهم أمس.
وبهذا الخصوص قال المتحدث باسم المفوضية الهادي محمد أحمد في مؤتمر صحافي أمس، إن 152 مركزا من أصل 1118 مركزًا في ولاية الجزيرة، وسط البلاد، شهدت أخطاء إدارية، لكنه قلل من تأثيرها على موعد إعلان نتيجة الانتخابات الأولية في 27 أبريل (نيسان) الحالي.
وقالت المفوضية إن الاقتراع لم يبدأ في 16 مركزًا في منطقة قارسيلا وسط دارفور، بسبب أخطاء إدارية حالت دون وصول بطاقات الاقتراع، أما في ولاية جنوب كردفان فإن الحركة الشعبية هاجمت بعض مراكز الانتخابات، وتصدت القوات المسلحة لثلاثة محاولات في دائرة هبيلا، واستولى المهاجمون على بعض مواد الاقتراع، مما أدى إلى إغلاق هذه المراكز، أما في منطقة العباسية فقد جرت محاولات مماثلة تصدت لها قوات الجيش، مما تسبب في تعطل 3 مراكز بولاية غرب كردفان.
وأرجعت المفوضية الأخطاء الإدارية التي شهدتها عملية الاقتراع إلى فشل موظفي الاقتراع في توزيع البطاقات كاملة في الوقت المحدد، وقد أرسلت المفوضية لجنة تحقيق للتقصي حول الأخطاء الإدارية، والتحقيق مع موظفيها الذين تسببوا في تلك الأخطاء.
وكشف محمد أحمد عن اتجاه داخل المفوضية لتمديد فترة الاقتراع ليوم أو يومين (الجمعة والسبت) في ولاية الجزيرة، و3 أيام في دارفور (الجمعة والسبت والأحد)، بهدف إتاحة الفرصة للناخبين لممارسة حقهم الانتخابي، وهو ما يصفه مقاطعون بأنه محاولة التفاف على ضعف نسب التصويت. كما أوضح أن الأخطاء الإدارية حدثت أيضا في 4 مراكز في الدائرة 12 بمنطقة السوكي بولاية سنار جنوب البلاد، لكن جرى تجاوزها أمس، حيث بدأ الناخبون أمس في ممارسة حقهم في الاقتراع.
ورفض المتحدث باسم المفوضية التحدث عن مدى إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع بقوله إن «مهمة المفوضية تنحصر في إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وتوفير سبل الراحة للناخبين وفق القانون لتمكينهم من ممارسة حقهم الانتخابي، ومسألة إقبال الناخبين المفوضية غير معنية بها».
ولم يذكر المتحدث باسم المفوضية الأعداد الحقيقية للأشخاص الذين أدلوا بأصواتهم أول أيام الاقتراع، وتذرع بوجود مشكلات اتصال في بعض المراكز داخل مناطق مختلفة من البلاد، حالت دون الحصول على تقارير مكتملة عن نسب وأعداد المصوتين.
وحسب جداول مفوضية الانتخابات المعلنة فإن اليوم الأربعاء هو آخر أيام الاقتراع، إذا لم تطرأ مستجدات، وبعد ذلك سيبدأ الفرز فورًا في كل مركز بهدف تجميع النتائج لدى المفوضية، لتعلن النتيجة في موعدها المحدد في تاريخ 27 أبريل الحالي.
إلى ذلك، ما زال مقاطعون ضمن حملة «ارحل» يعانون من مضايقات أمنية، ومراقبة لصيقة، ومثلما اشتكى ممثل عن حزب البعث، أول من أمس، من مراقبة مكشوفة لمنزله، ذكر حزب المؤتمر السوداني المعارض أن منزل رئيسه إبراهيم الشيخ يخضع لمراقبة من جهاز الأمن بهدف منع نشاطه الداعي إلى مقاطعة الانتخابات.
وخاطب الشيخ أمس مواطنين يعتصمون منذ نحو 50 يومًا في أحد الميادين بمنطقة الجريف (شرق العاصمة)، لمطالبة السلطات بتعويضهم عن أراض يزعمون ملكيتها، وأن الدولة انتزعتها منهم لصالح شركة عربية تسعى لإنشاء مدينة سكنية (النيل الأزرق)، ولتخطيط أراض سكنية مملوكة لهم بالوراثة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.