إضراب موظفي شركتي {الخلوي} يفاقم أزمة الاتصالات في لبنان

انقطاع في الخدمات... وسوق سوداء للبطاقات المسبقة الدفع

TT

إضراب موظفي شركتي {الخلوي} يفاقم أزمة الاتصالات في لبنان

تفاقمت أزمة الاتصالات في لبنان، إثر استمرار موظفي شركتي الاتصالات «ألفا» و«تاتش» بإضرابهم منذ الأسبوع الماضي، وظهرت تداعياته مع توقف خدمات الاتصال والإنترنت في أكثر من منطقة بعد إحجام الموظفين عن القيام بأعمال الصيانة.
وأكد نقيب موظفي ومستخدمي الشركات المشغلة لقطاع الخلوي مارك عون لـ«الشرق الأوسط»، أن «لا تراجع عن الإضراب من دون تنفيذ بنود العقد الجماعي الذي يحمي الموظف وحقوقه، ومن دون تقديم أي تنازلات»، مشدداً على أن «موظفي القطاع يتمسكون بحقوقهم ولن يساوموا عليها، لأن أي تراجع اليوم قد يؤدي إلى المزيد من قضم الحقوق».
كان وزير الاتصالات اللبناني جوني القرم، قد رفض أن يُحمل وِزر الإضراب بسبب إصرار الموظفين على الحصول على عقود تأمين صحي من الدرجة الأولى، مشيراً إلى أنها تكلف الوزارة ما يزيد عن 5 ملايين دولار نقداً، في حين أن اعتماد التأمين الصحي بدرجة ثانية، الذي يشمل دخول المستشفى والمعاينات الطبية والمخبرية والدواء مجاناً يوفر أكثر من مليون دولار نقداً على الوزارة.
ومنذ أكثر من عامين، يعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، أدت إلى انهيار العملة المحلية الليرة، وشح في الأدوية والوقود وسلع أساسية. وفي موسم الصيف الماضي عانى قطاع الاتصالات انقطاعات في الإرسال بسبب عدم قدرة مولدات شركات الاتصالات على العمل لوقت طويل، في ظل انقطاع الكهرباء لوقت طويل.
وقال عون: «أحد بنود عقد العمل الجماعي تفيد بوجوب أن يحظى الموظف بتغطية صحية كاملة له ولعائلته درجة أولى، وأي تغيير يعد خرقاً للعقد الجماعي المتفق عليه، وهذا ما قلناه لوزير الاتصالات جوني القرم، الذي يريد أن يخفض درجة تأميناتنا الصحية»، ويضيف: «ليست القضية متعلقة بالتأمين الصحي فحسب، بل هي خوف على حقوقنا، ولذلك نتخوف من أن كسر أي بند من بنود العقد سينسحب على بنود أخرى».
ورداً على كلام الوزير عن أنه قد يعلن إفلاس شركتي الخلوي قبل شهر فبراير (شباط) المقبل، يرد بالقول: «إذا كان هذا الكلام صحيحاً، فعلى المسؤولين تحمل مسؤولياتهم أمام الموظفين وإعلان هذا الموضوع».
وإذ يطالب أصحاب شركتي قطاع الخلوي بطمأنة الموظفين، يشير إلى أن أكثر من ألفي عائلة تعتاش من هذا القطاع، مستغرباً عدم صدور أي توضيح حتى الآن من إدارات الشركات.
وفي عام 2020 أعلن عن استرداد الدولة اللبنانية لكامل القطاع الخليوي الذي يفترض أن يؤمن مبالغ كبيرة لخزينة الدولة، باعتبار أن فاتورة الاتصالات في لبنان هي من الأعلى في العالم، إذ وصل متوسط معدل الإيرادات من كل مشترك في لبنان إلى 28.4 دولار. وبلغت عائدات الاتصالات، حسب موازنة عام 2019، ملياراً و253 مليون دولار.
وانقطعت اتصالات شركة «ألفا» في مناطق بالجنوب خلال الأسبوع الماضي، في حين أفيد عن انقطاع كامل في خدمتي التخابر الصوتي والإنترنت لدى مشتركي شركة «تاتش» في بيروت في اليومين الماضيين. ويحمل عون المسؤولية لمن تعاطوا مع إضرابهم بطريقة غير جدية، ويشير إلى أن «الاتصالات ما زالت جارية لإيجاد حلول من دون أن يتم خرق بنود العقد الجماعي، وهناك الكثير من الطروحات، والحل قد يكون في القريب العاجل».
ومع توقف موظفي شركتي الخلوي عن تسليم بطاقات الشحن المسبقة الدفع، برزت سوق سوداء جديدة، ويخبر جواد وهو صاحب محل هواتف في منطقة بيروت، «الشرق الأوسط»، أن «انقطاع البطاقات فتح الباب أمام التجار لبيعها بأسعار مضاعفة»، موضحاً أن كل متجر يبيع البطاقات بالسعر الذي يناسبه.
ويؤكد ارتفاع سعر بطاقة التشريج من 40 ألف ليرة لبنانية (حوالي دولار ونصف الدولار على سعر صرف السوق السوداء) إلى 100 ألف ليرة لبنانية (حوالي 4 دولارات) في بعض المناطق، كما يلفت إلى أن بعض المتاجر قاموا بتخزين بطاقات التعبئة المسبقة الدفع من أجل تحقيق أرباح مضاعفة تماماً، كما حصل في السابق مع تخزين السلع المدعومة وبيعها بعد رفع الدعم بأرباح خيالية.
وتمنع بعض المتاجر عن بيع الزبائن أكثر من بطاقة واحدة، مع العلم أن بعض المواطنين قاموا بتخزين البطاقات خوفاً من انقطاعها أو رفع أسعارها من السعر الرسمي (1500 ليرة لبنانية مقابل الدولار) إلى سعر المنصة الذي بات يبلغ 8000 ليرة لبنانية مقابل الدولار.
وكان القرم قد أكد أن لا تغيير أو تعديل في أسعار بطاقات التشريج للخطوط المسبقة الدفع بكل فئاتها أو الخدمات الأخرى، وبالتالي لا داعي للتهافت على شرائها وتشريجها.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.