غوتيريش: زعماء لبنان تعهدوا بإجراء انتخابات 2022 في موعدها

دعا لمحاسبة المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يضع إكليلا من الزهور عند النصب التذكاري لضحايا انفجار بمرفأ بيروت (د.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يضع إكليلا من الزهور عند النصب التذكاري لضحايا انفجار بمرفأ بيروت (د.ب.أ)
TT

غوتيريش: زعماء لبنان تعهدوا بإجراء انتخابات 2022 في موعدها

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يضع إكليلا من الزهور عند النصب التذكاري لضحايا انفجار بمرفأ بيروت (د.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يضع إكليلا من الزهور عند النصب التذكاري لضحايا انفجار بمرفأ بيروت (د.ب.أ)

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الاثنين إنه حصل على تأكيدات من الزعماء اللبنانيين بأن الانتخابات المقررة العام المقبل ستجرى في موعدها.
جاءت تصريحات غوتيريش خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي على هامش زيارته للبنان.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن لبنان بحاجة لمحاسبة المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت في أغسطس (آب) 2020 محاسبة حقيقية، وذلك في اليوم الثاني من زيارته التي تهدف إلى حشد الدعم الدولي للبنان.
https://twitter.com/antonioguterres/status/1472882203348635649
وجاءت تصريحات الأمين العام عقب لقائه مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وزيارة للمرفأ، حيث وضع إكليلاً من الزهور عند نصب تذكاري لأكثر من 215 شخصاً قتلوا عندما انفجرت مواد كيماوية مخزنة منذ سنوات بالمرفأ.
وقال غوتيريش: «أدرك المعاناة... ورغبة الشعب في تحقيق المحاسبة الحقيقية وأود أن أعبر عن تضامني مع جميع ضحايا تلك المأساة».
وفي وقت سابق دعا غوتيريش، الذي وصل أمس الأحد، زعماء لبنان إلى العمل معاً على معالجة الانهيار الاقتصادي الذي دفع بأربعة أخماس اللبنانيين إلى صفوف الفقراء.
وقال غوتيريش مساء أمس الأحد بعد اجتماع مع الرئيس اللبناني ميشال عون: «بالنظر لمعاناة الشعب اللبناني، لا يحق للزعماء السياسيين اللبنانيين الانقسام وشل البلاد».
ولم تجتمع حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي منذ أكثر من شهرين وسط ضغوط من أحزاب على صلة بساسة نافذين لعزل قاضٍ يقود التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.
وقال غوتيريش في رسالة مصورة قبيل زيارته إنه يؤيد مطالب اللبنانيين بإحقاق «الحق والعدالة»، فيما يتعلق بالانفجار الذي نتج عن مواد كيماوية مخزنة في الميناء منذ نحو سبع سنوات.
https://twitter.com/antonioguterres/status/1471888393709801490
ويقول كثيرون من اللبنانيين إن السبب في انفجار المرفأ هو الفساد وعدم كفاءة النخبة السياسية التي تسيطر على البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية بين 1975 و1990.
ودعا بري غوتيريش للمساعدة في التعجيل بالمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل لتسوية نزاع على حدود لبنان البحرية الجنوبية.
ويتركز النزاع على منطقة واعدة في جهود التنقيب عن النفط والغاز، غير أن عدة جولات من المحادثات لم تحقق تقدماً يذكر.
من جانبه، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة عن بذل الجهد لتسيير المفاوضات للتوصل إلى حل لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. وقال بعد لقائه بري في بيروت: «لن ندخر جهداً لتسير المفاوضات من أجل التوصل لحل سريع لترسيم الحدود البحرية ليتسنى للبنان الاستفادة من الثروات الموجودة فيه».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.