السعودية: 14 جهة من القطاعين العام والخاص تدرس خلق فرص استثمارات في المحافظات

تسهم في توفير فرص العمل أمام الشباب.. والحد من الهجرة للمدن الكبرى

السعودية: 14 جهة من القطاعين العام والخاص  تدرس خلق فرص استثمارات في المحافظات
TT

السعودية: 14 جهة من القطاعين العام والخاص تدرس خلق فرص استثمارات في المحافظات

السعودية: 14 جهة من القطاعين العام والخاص  تدرس خلق فرص استثمارات في المحافظات

تبحث أكثر من 14 جهة حكومية وخصوصا في السعودية فرص الاستثمار في قطاعات متعددة، وتوجيه تلك الاستثمارات إلى المحافظات والمدن الصغيرة، باعتبارها جهات خصبة والاستثمار فيها يعد فرصة لكثير من المستثمرين، وأن تحقيق الشراكة لاستثمار هذه الفرص يتطلب تضافر كل الجهات الطارحة للفرص، إضافة للتنوع والتميز والديناميكية التي تجعلها بعيدة عن التقليدية.
وحرص كثير من الجهات الحكومية مثل الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، والهيئة العامة للاستثمار، وصندوق التنمية الصناعية، والهيئة العامة للسياحة والآثار، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، والصندوق السعودي للتنمية، على المشاركة مع القطاع الخاص في «ملتقى الفرص ومعرض الاستثمار» الذي سيعقد في مدينة الرياض تحت رعاية الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض خلال الفترة من 4 - 6 مايو (أيار) المقبل، لعرض التسهيلات التي تعزز الاستثمار في البلاد.
وقال الدكتور محمد الكثيري، أمين عام الغرفة التجارية بالرياض، إن «الحرص على المشاركة في الملتقى يتيح الفرصة الواسعة والفاعلة من شركاء الاستثمار من القطاع الخاص وشباب الأعمال، للاطلاع والتعرف على الفرص المتاحة في تلك الجهات».
ولفت إلى أن الملتقى سيعطي مساحة لاقتحام ميادين الاستثمار في المحافظات، التي تزخر بفرص واسعة لا تزال بكرًا تنتظر التفاعل البناء الذي يحتاج إلى همة عالية من قبل المستثمرين، وتكاتف كل الجهات المعنية بتسهيل ودفع الاستثمارات بما ينعكس إيجابيًا على التنمية المحلية في المحافظات، ويسهم في توفير فرص العمل أمام الشباب في المحافظات، مما يعزز خطط استقرار الشباب وتضييق الهوة بين البيئة في المدن الكبرى والمحافظات، والحد من ظاهرة الهجرة من القرى للمدن الكبرى.
من جهة أخرى، أكد لـ«الشرق الأوسط»، محمد الحمادي رئيس لجنة الأمن الغذائي والزراعي بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض، أن ملتقى الاستثمار سيتيح فرصا كبيرة تعزز الشراكات مع عدد من الجهات التي تبحث عن موطئ قدم لها في خريطة الاستثمار السعودية.
ونوه الحمادي، وهو رئيس مجلس الأعمال السعودي - المغربي، بأن هناك توجها من قبل قطاع الأعمال في البلدين، للاستفادة من هذا الملتقى، مشيرا إلى أن «هناك مباحثات قيمة أجراها المغاربة أخيرا مع نظرائهم السعوديين تناولت آفاق التعاون بين قطاعي الأعمال في البلدين، وتعزيز حركة التبادل التجاري والاستثماري بينهما».
ولفت الحمادي، إلى أن مجلس الأعمال السعودي – المغربي، يعوّل على مشاركته ومساهمته الفاعلة في اللقاءات والفعاليات لإنجاح تلك الفعاليات وتحقيق أهدافها المنشودة، وتعزيز التعاون مع الفعاليات الاقتصادية المختلفة والسعي لإنجاحها بشتى السبل.
وأوضح أمين عام الغرفة التجارية بالرياض أن الملتقى سيطرح كثيرا من الحوافز الجاذبة للمستثمرين لإقامة المشاريع، مؤكدًا أن تحقيق الشراكة لاستثمار هذه الفرص يتطلب تضافر كل الجهات الطارحة للفرص، وكذلك الداعمة للاستثمار مثل الجهات الممولة، إضافة إلى المستثمرين أنفسهم، خصوصًا أن الفرص المطروحة تتسم بالتنوع والتميز والديناميكية التي تجعلها بعيدة عن التقليدية، ومن ثم زيادة مستوى جاذبيتها والطلب عليها من قبل جمهور المستهلكين.
وكشف خليفة الضبيب، رجل أعمل سعودي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» عن أهمية وجود الخدمات التي تجذب الاستثمار في المحافظات السعودية، وأن تكون هناك دراسة لاحتياجات كل منطقة، وأهم مواردها التي يمكن أن يتم استغلالها من خلال وضع فرص أمام المستثمرين لموارد تلك المنطقة. وطالب الضبيب بفتح مجالات التدريب لشباب المنطقة التي يتم فيها المشروع، بتدريبهم على حسب الاحتياجات والفرص التي أُتيحت للمستثمر، موضحا أن «وجود العمالة الأجنبية مطلب أساسي، خصوصا مع بداية أي مشروع، حتى يتسنى إشراك من تم تدريبهم من السعوديين في العمل، ومن ثم يكون العمل تدريجيا بإعطاء الفرصة الأكبر للسعودة».
وأضاف أن مكتب العمل عليه وضع سياسة واضحة وشفافة لدعم عجلة الاستثمار في السعودية، خصوصا أن كثيرا من المشاريع قد تعطلها الأيدي العاملة التي لا تتوفر في الوقت الحالي في السعودية.
وحول الاستثمار الصناعي، أوضح الضبيب، أن كل منتج صناعي لا بد أن يرتبط بمنطقته، لافتا إلى أن وضع الاستثمار الصحيح في المنطقة الجغرافية الصحيحة يسهل على المستثمر وجود الموارد من المنطقة نفسها، إضافة إلى مراعاة جانب التصدير بأن يكون قريبا من الجهات التي تختصر عليه الوقت في عملية نقل المواد.



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.