لواء إسرائيلي جديد للعمل في المجتمع العربي

يستهدف الأمن العادي وقمع احتجاجات محتملة في المدن المختلطة

إضراب في مدينة عكا التي شهدت توترا بين عرب ويهود في مايو الماضي بسبب حرب غزة (أ.ف.ب)
إضراب في مدينة عكا التي شهدت توترا بين عرب ويهود في مايو الماضي بسبب حرب غزة (أ.ف.ب)
TT

لواء إسرائيلي جديد للعمل في المجتمع العربي

إضراب في مدينة عكا التي شهدت توترا بين عرب ويهود في مايو الماضي بسبب حرب غزة (أ.ف.ب)
إضراب في مدينة عكا التي شهدت توترا بين عرب ويهود في مايو الماضي بسبب حرب غزة (أ.ف.ب)

اتفق وزيرا الجيش، بيني غانتس، والأمن الداخلي، عومير بار ليف، على تشكيل لواء عسكري، يضم عدداً من الكتائب، للتعامل مع المجتمع العربي في إسرائيل سواء فيما يتعلق بالعمليات الأمنية الاعتيادية المرتبطة بمحاربة ظاهرة السلاح والعنف، أو لمواجهة أي احتجاجات محتملة في ظل انشغال إسرائيل في الحروب.
وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم»، إنه سيتم تجنيد قوات من الاحتياط في «حرس الحدود» (قوة شرطية). وبحسب الاتفاق، فإن اللواء سيضم آلافا من عناصر حرس الحدود الذين تسرحوا بعد خدمتهم النظامية. وجاءت فكرة إقامة هذا اللواء ضمن «استخلاص العبر» بعد الاحتجاجات القوية التي شهدها المجتمع العربي، أثناء الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، في مايو (أيار) الماضي.
وكانت مدن مثل يافا، اللد، الرملة، حيفا وعكا، قد شهدت مواجهات غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل، حذر معها المسؤولون الإسرائيليون، بأن البلاد تتجه إلى حرب أهلية. وبعد ذلك، قال مسؤولون إن أحد الدروس الإسرائيلية المستخلصة بعد الحرب على غزة فيما يخص الداخل، كانت هي «الحاجة إلى تنفيذ خطوات سريعة، منذ بداية المعركة».
واتفق غانتس وبار ليف على تعزيز اللواء الجديد بضباط من سلاحي المشاة والمدرعات في الجيش الإسرائيلي. وقالت الصحيفة، إنه ستكون للواء الجديد مهمة مركبة، وهي المشاركة في العمليات الأمنية الجارية في الأيام العادية، وقمع أي احتجاجات محتملة أثناء الحروب. وتم اختيار قوات حرس الحدود بفضل «خبرتهم التي تراكمت أثناء خدمتهم النظامية».
وأضافت الصحيفة: «الجيش الإسرائيلي سيكون مسؤولا عن التجنيد وعن قسم من تدريب قوات الاحتياط في اللواء الجديد، بينما ستعمل الشرطة على تأهيل هذه القوات كأفراد شرطة حرس حدود في الاحتياط».
ويفترض أن ينفذ عناصر حرس الحدود في الاحتياط «تدريبات وأنشطة عملياتية دائمة في الضفة الغربية والقدس، وإذا دعت الحاجة سيعملون تحت مسؤولية الشرطة الإسرائيلية في مهمات الأمن الداخلي، مثل منع احتجاجات عنيفة في المدن المختلطة».
وقال مسؤول أمني إسرائيلي: «هذا حل مربح للجميع. الجيش سيربح المزيد من القوات المدربة التي بإمكانها العمل ميدانيا، والشرطة ستربح قوات أخرى مدربة يمكنها أن تساعد في الأمن الداخلي، والمقاتلون سيستمرون في الخدمة الاحتياطية بتنفيذ ما فعلوه أثناء الخدمة النظامية».
وسيقام لواء الاحتياط هذا خلال العام المقبل، فيما سيتم إقامة لواء آخر في العام 2023، ولواء ثالث في مرحلة لاحقة. وحسب المخطط، سيتم استدعاء هذه الألوية بعد نشوب حرب مباشرة، باعتبار أن ذلك «سيسمح للشرطة بالسيطرة على كافة أعمال العنف في المدن المختلطة» بشكل سريع وعملي.
وجاء هذا التوجه في ظل تحذير مسؤولين أمنيين إسرائيليين، بأن اندلاع مواجهات عنيفة في المدن المختلطة، احتمال مرتفع في أي مواجهة محتملة مع قطاع غزة، أو بسبب تطورات قد تحدث في الضفة والقدس في ظل حالة التوتر الحالية.
والعلاقة بين المجتمع العربي والسلطات الإسرائيلية متوترة بسبب مستوى العنف هناك.
والجمعة قتل الشاب محمد إبراهيم برانسي (25 عاما) بجريمة إطلاق نار أمام بيته في مدينة الطيبة، ما يرفع إلى 107 عدد الذين قتلوا في المجتمع العربي منذ بداية العام الحالي بينهم 15 امرأة، وهي حصيلة لا تشمل جرائم القتل في منطقتي القدس وهضبة الجولان.
وتفاقم العنف في المجتمع العربي هذا العام بشكل لافت وسط اتهامات للشرطة الإسرائيلية بالتقاعس عن مواجهة الجريمة هناك.
ويستمر العنف في المجتمع العربي رغم احتجاجات واسعة قام بها العرب وممثلوهم ورغم مصادقة الحكومة الإسرائيلية على تخصيص أكثر من 30 مليار شيكل لمحاولة «سد» الفجوات الاجتماعية والاقتصادية وخفض معدلات الجريمة في المجتمع العربي.
وكان مكتب رئيس الوزراء نفتالي بنيت وافق قبل أسابيع على الخطة التي ستخصص «30 مليار شيكل (9.35 مليار دولار) لتطوير العمالة وتعزيز عمل البلديات وتحسين الخدمات الصحية وتشجيع الاندماج في مهن التكنولوجيا الفائقة وغيرها من المجالات».
ويفترض أن تنفذ الخطة على مدار خمس سنوات داخل المجتمع العربي الذي يشكو من التمييز في مختلف المجالات.
ويشكل العرب 20 في المائة من عدد السكان في إسرائيل الذي يزيد عن تسعة ملايين، وهم من أحفاد الفلسطينيين الذين بقوا على أراضيهم بعد قيام إسرائيل عام 1948.
ويشمل المبلغ، ما قيمته 2.5 مليار شيكل (779 مليون دولار) لمكافحة الجريمة والعنف في المجتمع العربي الذي يشهد معدلات قتل وابتزاز عالية.
وتهدف الخطة إلى تفكيك المنظمات الإجرامية وزيادة الأمن الشخصي وتقليل الحيازة غير المشروعة للأسلحة وتعزيز «صمود المجتمع العربي في التعامل مع العنف».
وتعمل الشرطة الإسرائيلية الآن في البلدات العربية منذ أقل من شهرين ضمن عملية موسعة أطلقت عليها عملية «المسار الآمن» لمكافحة الجريمة والقضاء عليها في المجتمع العربي.
وصادرت الشرطة الإسرائيلية حتى أمس الأحد، ممتلكات تقدر بنحو 900 مليون شيكل أثناء الحملة.
وبحسب المعطيات فقد صادرت الشرطة 72 سيارة، وعشرات قطع الأسلحة ومئات ملايين الشواكل ووضعت يدها على دفيئات زراعية لنبات القنب المخدر، وقامت بإلقاء القبض على 342 مشتبها بهم.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.