5 ترشيحات لقيادة «الاتحاد الاشتراكي» المغربي

بن عتيق عدّ تعديلات النظام الداخلي للحزب «انتكاسة لا تخدم اليسار»

TT

5 ترشيحات لقيادة «الاتحاد الاشتراكي» المغربي

انتقد عبد الكريم بن عتيق، الوزير المغربي السابق، وأحد المرشحين لمنصب الأمين العام لـ«حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية» (معارضة برلمانية)، مساء السبت، في بيان له، التعديلات التي صادق عليها «المجلس الوطني للحزب» والمتعلقة بنظامه الداخلي، عادّاً أنها تشكل «تراجعات وانتكاسة، لا تخدم اليسار وكل القوى الاشتراكية التي ناضلت لتجعل من الديمقراطية ركيزة أساسية من ركائز بناء المجتمع».
وجاء بيان بن عتيق مباشرة بعد انتهاء أشغال «المجلس الوطني» الذي صادق بأغلبية 201 صوت مقابل امتناع 9 أصوات على تعديلات القانون الداخلي للحزب؛ أبرزها تنظيم مؤتمر الحزب نهاية شهر يناير (كانون الثاني) «من بعد»، وانتخاب الكاتب الأول (الأمين العام) من المجلس الوطني (أعلى هيئة تقريرية في الحزب بعد المؤتمر)، وليس من المؤتمر كما جرت العادة، وأيضاً التنصيص على أن الأجهزة الحزبية يمكن أن تستمر 3 ولايات متتالية، وهو ما ينطبق على جهاز «الكاتب الأول - الأمين العام» ويسمح لإدريس لشكر الأمين العام الحالي بالترشح لولاية ثالثة.
وجاء في البيان أن التعديلات التي أًدخلت «مست جوهر النظام الداخلي للحزب؛ بل أعادت صياغة الهندسة القانونية المتفق عليها من خلال برلمان الحزب؛ أي المجلس الوطني».
وأُعلن مساء السبت من طرف لشكر ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، عن تسجيل 5 ترشيحات لمنصب الأمين العام للاتحاد الاشتراكي، هم بالإضافة إلى عبد الكريم بن عتيق: البرلمانية السابقة حسناء أبو زيد، ومحمد بوبكري عضو المكتب السياسي السابق، ومجيد مومر وهو عضو في «شبيبة الحزب»، وطارق سلام عضو الحزب.
وستبقى اللائحة مفتوحة لمزيد من الترشيحات إلى حين افتتاح المؤتمر الذي ينظم فيما بين 28 و30 يناير (كانون الثاني) المقبل.
وقال بن عتيق في بيانه إن التعديلات أعادت كتابة النظام الداخلي «في تطاول تام على اختصاصات المؤسسات الحزبية ذات سلطة التقرير في هذا المجال»، في إشارة إلى المؤتمر. وأشار إلى الباب المتعلق بتنظيم المؤتمر؛ خصوصاً المادتين 71 و72 اللتين «تنصان على أن (المؤتمر الوطني)؛ أعلى سلطة تقريرية، ينعقد بصفة عادية مرة كل 4 سنوات، في حين أن لجنة التنظيم، وبدعوى الجائحة، اعتبرته مؤتمراً عادياً بإجراءات استثنائية، مستغلة قانون الطوارئ لتقترح منصات جهوية ليتسنى للمؤتمرين المساهمة عن بعد»؛ وهي صيغة «غير منصوص عليها بتاتاً في المادتين 71 و72، مما يعتبر استغلالاً للفراغ القانوني».
وحول ما يخص مسطرة انتخاب الأمين العام، أفاد البيان بأن لجنة التنظيم اقترحت أن تقدم الطلبات لرئاسة المؤتمر يوم افتتاح أشغاله، في حين أن المادة «213» من النظام الداخلي تنص صراحة على أن رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر يعلن عن فتح باب الترشح للأمانة العامة 30 يوماً على الأقل قبل افتتاح المؤتمر بواسطة مقرر صادر عن سكرتارية اللجنة التحضيرية، يحدد تاريخ بداية ونهاية الأجل المحددة لإيداع الترشيحات. وتضيف المادة «214» في هذا المجال أن الطلبات تقدم في اسم رئيس اللجنة التحضيرية وليس في اسم رئاسة المؤتمر يوم افتتاحه، بل إنها «توضع من طرف المرشح بصفة شخصية أمام مدير المقر المركزي للحزب».
وقال البيان إن المادة «212» للنظام الداخلي للحزب توضح صراحة أن انتخاب الأمين العام يتم في المؤتمر ومن طرف جميع المؤتمرين بالاقتراع السري بالأغلبية المطلقة، في حين أن التعديل الأخير «ينص على أن انتخاب الأمين سيتم من طرف أعضاء الكتابات (الإمارات) الجهوية المنتخبة في المنصات الجهوية» (عن بعد) مما يشكل «مخالفة للمادة المذكورة سلفاً وتراجعاً صريحاً عن المكتسبات التي حققها الاتحاد الاشتراكي خلال الثلاثين سنة الأخيرة».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.