مع بدء وصول التعزيزات إلى الأنبار.. «داعش» يطور هجومه على مصفى بيجي بتكريت

مطالب بفتح تحقيق بشأن {ثغرة البوفراج}

مع بدء وصول التعزيزات إلى الأنبار.. «داعش» يطور هجومه على مصفى بيجي بتكريت
TT

مع بدء وصول التعزيزات إلى الأنبار.. «داعش» يطور هجومه على مصفى بيجي بتكريت

مع بدء وصول التعزيزات إلى الأنبار.. «داعش» يطور هجومه على مصفى بيجي بتكريت

طالب مجلس العشائر المنتفضة ضد تنظيم داعش الحكومتين المركزية في بغداد وحكومة الأنبار المحلية بفتح تحقيق بشأن الثغرة التي استغلها التنظيم الإرهابي في منطقة البوفراج، شمال مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، والتي أدت إلى احتلاله المنطقة وأجزاء واسعة من البوعيثة في منطقة البوذياب.
وفيما أكد مجلس محافظة الأنبار عن بدء وصول التعزيزات إلى ساحة المعركة فقد أكد عضو المجلس التأسيسي لعشائر الأنبار المنتفضة ضد تنظيم داعش فارس الدليمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «رغم مرور أكثر من أربعة أيام على ما حصل في منطقة البوفراج والذي أدى إلى حصول ثغرة خطيرة استغلها الدواعش فاقتحموا المنطقة وهو ما ترتب عليه اقترابهم من مقر قيادة العمليات ومركز مدينة الرمادي إلا أننا لم نلحظ تحركا باتجاه معرفة الأسباب التي أدت إلى هذا الخرق لا من قبل الحكومة المحلية في الأنبار ولا الحكومة المركزية في بغداد».
ودعا الدليمي إلى «ضرورة فتح تحقيق لمعرفة الأسباب التي أدت إلى هذا الخرق ومحاسبة الجهات التي تتحمل مسؤولية الأمر وإحالتها إلى القضاء لأن السكوت على مثل هذه التجاوزات الخطيرة والتي أدت إلى مقتل العشرات ونزوح مئات العوائل من المنطقة أمر غير مقبول». وبشان الجهة التي يمكن أن تكون الأكثر تحملا للمسؤولية في إطار هذه القضية قال الدليمي إن «مركز شرطة البوفراج يتحمل المسؤولية الأولى بالإضافة إلى جهات أخرى»، لكنه لم يسمها.
من جهته أكد الشيخ حميد الجميلي أحد شيوخ محافظة الأنبار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «السبب الرئيسي للانهيار السريع في منطقة البوفراج والبوعيثة هو الانسحاب المفاجئ لقطعات الحشد الشعبي من المنطقة والتي كان قد تم الزج بها لغرض المشاركة في المعركة بصرف النظر عن الآراء هنا وهناك بشأن طريقة مشاركتها».
وأضاف الجميلي أن «السبب المعلن للانسحاب المفاجئ للحشد الشعبي هو مشاركة أو المطالبة بمشاركة قوات التحالف الدولي عن طريق الطيران في المعركة، حيث إنهم ربطوا مشاركتهم بعدم مشاركة التحالف الدولي، علما أنهم شاركوا في معركة تحرير تكريت رغم مشاركة طيران التحالف الدولي بعد انسحابهم ليوم أو يومين». وأشار إلى أن «التسرع وعدم التنسيق والمعلومات الخاطئة هي السبب فيما حصل بالأنبار وهو ما بات ينعكس على الوضع في أماكن أخرى مثل تكريت نفسها».
وفي السياق نفسه، ومع بدء وصول تعزيزات عسكرية قوامها مدرعات ودبابات وأسلحة ساندة فإنه وطبقا لما أعلنه مجلس المحافظة فإنه تم تحرير 20 في المائة من منطقة البوفراج شمال الرمادي. وقال عذال الفهداوي عضو مجلس المحافظة في تصريح صحافي أمس الثلاثاء إن «القوات الأمنية تتقدم بشكل بطيء نتيجة العبوات الناسفة التي زرعها (داعش)». وفيما يحاول تنظيم داعش المحافظة على مكاسبه في محافظ الأنبار مستغلا الاضطراب في الرؤية لدى القيادات السياسية والعشائرية هناك فإنه يحاول استعادة ما خسره في محافظة صلاح الدين مؤخرا. وفي هذا السياق أكدت الحكومة المحلية في محافظة صلاح الدين إن مصفاة بيجي النفطية شمال تكريت في خطر وهي مهددة بالسقوط بيد إرهابيي تنظيم «داعش» خلال الساعات القادمة إن لم تصل تعزيزات عسكرية عاجلة إلى المنطقة.
وفي هذا السياق حذر عضو البرلمان العراقي عن محافظة صلاح الدين مشعان الجبوري من خطورة الوضع الذي بدأ يتفاقم هناك بالتزامن مع النجاحات التي حققها تنظيم داعش في الأنبار. وقال الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك دفاعا مستميتا من قبل القوات التي تتحصن في مصفى بيجي لكن هناك في الوقت نفسه هجمات غير مسبوقة من قبل انتحاريين ومسلحين بمعدات متطورة». وأضاف أن «الوضع في غاية الخطورة حيث تم إعطاء تضحيات نتيجة خلل وهو ما يتطلب وصول تعزيزات عسكرية وبشرية بأسرع وقت ممكن». وأوضح الجبوري أن «هناك صراعات ومزايدات بين أطراف مختلفة كان لها الدور الأبرز في الانتكاسة الأخيرة التي تحتاج إلى معالجة سريعة».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.